مقالات وآراء

ما هي بداية الردّ على اغتيال شكر وهنية وما هي نهايته؟

 حمزة البشتاوي

ما زال العالم كله يعيش حالة ترقب للردّ الآتي خلال الساعات والليالي والأيام المقبلة، كما قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، دون أن يعني ذلك حدوث حرب شاملة، على مستوى لبنان والمنطقة بل فقط استمرار عمل كافة جبهات الإسناد حتى يتوقف الجنون وحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي ظلّ حالة الترقب والانتظار يدرس الإسرائيليون بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، إمكانية الردّ على الردّ المتوقع من قبل إيران والمقاومة في لبنان، قبل أن يحدث، ودون التورّط في حرب قد تشتعل على خمس جبهات، ولذلك تطالب قيادات عسكرية وأمنية “إسرائيلية” أصحاب القرار في المستوى السياسي، عدم الردّ على الردّ، وإخفاء عدد الإصابات التي يمكن أن تقع في الأرواح أو في البنى التحتية نتيجة الردّ، وذلك بهدف عدم الدخول في ردّ مقابل يؤدي إلى اندلاع حرب أو تصعيد كبير، ينتج عنه تغيير في المعادلات وقواعد الاشتباك القائمة، مع وجود تقدير بأنّ الدعم الأميركي الذي ينشر في المنطقة الكثير من الدماء والجنون، قد يدفع بنيامين نتنياهو لأخذ الأوضاع باتجاه الحرب الإقليمية، وذلك بسبب فشله في الحرب على قطاع غزة، ولكي يمنع التحقيق بما جرى يوم السابع من تشرين الأول عام 2023، ويمنع الانتخابات المبكرة، ويبعد عنه المحاكمة بتهم الفساد وخيانة الأمانة.
ولكن الردّ المنتظر من قبل إيران والمقاومة في لبنان، سوف يحصل ويتوقع أن يصيب بالحدّ الأدنى نتنياهو مجدّداً، بالخيبة والإحباط، ويعود إلى ما كان عليه قبل ارتكاب جريمتي الاغتيال في طهران وبيروت، على صعيد المأزق في الميدان والانقسام الداخلي، وعدم الشعور بالثقة والأمن والأمان، حيث ما زالت المقاومة في غزة تصطاد جنوده وضباطه وتطلق الصواريخ إلى ما بعد عسقلان.
وإذا كان الردّ الإيراني متوقع أن يشمل استهداف قواعد عسكرية إسرائيلية في تل أبيب وحيفا، وأن يشمل ردّ المقاومة في لبنان، أهداف عسكرية بوسائل وأدوات عسكرية وأمنية، تشير تقديرات بأنّ هذه الردود قد تتأخر لأيام إضافية، باعتبار أنّ الانتظار، والقلق الإسرائيلي، هو جزء من الحرب النفسية التي توقع خسائر معنوية واقتصادية لفترة غير محدودة، مع التأكيد بأنّ الردّ حتمي، وقد يكون على قاعدة ضربة بضربة، ومن ثم العودة إلى قواعد الاشتباك، ولكن ضمن مرحلة جديدة من الصراع، بمواجهة المرحلة الثالثة من الحرب التي يعمل بها نتنياهو بغطاء وضوء أخضر ودعم أميركي يساهم في نشر الكثير من الدماء والجنون في المنطقة، دون أن يساهم هذا الغطاء والدعم اللامحدود، بجعل نتنياهو ينجح في محاولة ترميم صورة الردع، أو تحقيق أهداف الحرب على غزة، والسير كذلك في ما يسمّى خطة الحسم في الضفة الغربية، وبناء عليه فإنّ التقدير الإسرائيلي الحالي حول الردّ الانتقامي من قبل إيران والمقاومة، مرتبط بعوامل الخوف من اشتعال جبهات تعرف فيها البدايات، ولا تعرف فيها ما هي النهايات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى