إيران والمحور والحرب المقبلة…
د. عمر الحامد
جمهورية إيران الاسلامية لمن لا يعرف الحقائق كانت من مستعمرات أميركا وكان يحكمها شاه إيران المعروف بأنه أجبر ديكتاتوريّي العصر وطفل أميركا المدلل، هذه أميركا الذين يتشدّقون بالديمقراطية، كان هذا الشاه الديكتاتور حبيب الأعراب وسيدهم، كان كلّ الخليج كخاتم رخو بين يديه ويحلفون باسمه، وبعض الأعراب كانوا يحملونه على الأكف والفرسان لدى زياراته الشهرية وفي جناح إقامته الدائم…
ولما قامت المظاهرات الشعبية الإسلامية التي كان يوجهها اية الله الخميني كانت دبابات نظام الشاه (الديمقراطي) تدوس المئات بجنازير الدبابات في الشوارع، وكانت أوْفى حلفاء الكيان وأذناب أميركا أنفسهم حلفاء صهيون الآعراب الآن…!
في هذه الأيام وفي ظلّ جرائم صهيون واغتيال المجاهد اسماعيل هنية يخرج عليك بعض الأعراب ليقدم فتاوى ميديا نابعة من موساد الوحدة 8200، وفي ظلّ هذه التطورات لا يفتي قاعد لمجاهد ولتقدير مواقف محور المقاومة.
وحتى نعرف حجمنا وقوة أعدائنا وما يمتلكون من قدرات وأموال وجواسيس أعراب الصهينة علينا أن نأخد في الحسبان الحقائق التالية:
1 ـ انّ إيران ومحور المقاومة سيواجهون أقوى جيوش في العالم وأقوى أجهزة مخابرات في العالم.
2 ـ انّ هذا العدو وحلفاءه يمتلكون تكنولوجيا متقدمة جداً تشمل أحدث الأقمار الصناعية التجسّسية في العالم والأكثر تطوراً ودقة… ويمتلكون قوة تصل الى تحليل الأصوات وتسجيل المكالمات والخطوات ورائحة بنزين السيارات… بمعنى كفى استهبالاً باستخدام وسائل الاتصالات المكشوفة متل أجهزه الخليوي…
3 ـ انّ أميركا وحلفاءها يمتلكون كلّ أسباب القوة العسكرية المدمّرة وحاملات الطائرات والصواريخ العابرة للقارات.
4 ـ انّ إيران تبعد عن الكيان اللقيط ما يزيد عن 2200 كم، وهنالك دول جوار لصهيون يعملون خنادق دفاع وحواجز تمنع تقدّم مئات الآلاف من العرب الأقحاح نحو الحدود.
وتحيط بها دول كلها عدو لها وهي عبارة عن أوكار للمخابرات الصهيونية والقواعد العسكرية الأميركية.!..
لكن محور المقاومة يملك الرجال الشهداء والأحياء والإرادة والإعداد وقدرة رب العباد…
(عسى الله ان يأتي بالفتح او أمر من عنده) صدق الله العظيم.
5 ـ انّ إيران دولة محاصرة منذ ما يزيد عن 45 عاماً وتعمل بإمكانياتها الذاتية وتقف في وجه كلّ هذه القوى…
وهذا ليس لبث روح الإحباط بل لوضع الأمور في نصابها ولكي لا نكرّر أخطاء الحروب السابقة على ان لا يُفهم من كلامنا عدم الردّ على الكيان اللقيط وعدم مواجهته والردّ بدقة وقوة.
نحن الأقدر عليها، ففيتنام دولة ضعيفة ومسحت كيان أميركا بالأرض،
وأفغانستان دولة فقيرة وبإمكانيات متواضعة جرجرت أميركا في الوحل.
وغزة 360 كم مربع صمدت أمام رابع أقوى جيش في العالم بطائراته ودباباته وقواته واستخباراته (ومعه الأعراب) وحلف أميركا وثلاثة أرباع العالم…
وفي الصمود انتصار،
وعليه… من غير المنطقي أننا نريد من إيران ان تفعل كما تشتهي أنفسنا!
هذا المنطق ليس سليماً أبداً كما أنه ليس للتقليل من قدراتنا واعدادنا، ويجب علينا أن نأخذ مجمل الظروف في موضوع ردّها المتوقع، ولا نذهب بعيداً بالأحلام والطموحات وانْ كانت مطلوبة ومشروعة.
قوة إيران أنها قالت (لا) لأميركا وللصهاينة ووقفت منذ أكثر من 45 عاما في وجههما.
إيران ومحورها الذي أسّسته هم اليوم يشكلون التهديد الأكبر للكيان الغاصب وللوجود والهيمنة الأميركية.
قوة إيران هي أنها اليوم أصبحت أمل الأمة.. في عزتها وكرامتها ووجودها.. فلا تحمّلوها أكثر من طاقتها،
دعونا لا نجعل التوقعات تجعل من إيران روسيا والصين لكن لديها القدرة وستواجه صهيون (وللأسف معظم الأعراب) مع صهيون ضدّ محور المقاومة،
النصر بالثقة بالله، الشهادة، والتصميم، والقدرة على الصمود وإيذاء الكيان اللقيط…
لذلك دعونا لا نجعل الضخ الإعلامي الموجه بعناية بالغة من صهيون وأعرابه المجرمين سبب عدم قدرتنا بصورة أسرع وأسهل لتصفية الكيان، تخيّل يا رعاك الله ان تنبلج إحدى الجبهتين اللتين تحميان الكيان، ويُترك الأمر حتى للشعوب وبعدها تجد حاقداً غبياً أو جاسوساً يُبرّئ ساحة هؤلاء وقبل ان نشرعن ونفصّل للناس الآخرين علينا ان نخاطب أنفسنا،
فوالله سيسأل كلّ واحد فينا على التقصير تحت عنوان (أنا شو طالع بإيدي) (أنا شو بقدر أعمل) بلى أنت مسؤول أمام الله،
وحين سئل الرسول “ما الوهن يا رسول الله قال: (حب الدنيا وكراهية الموت)،
نحن ملهاة بالنجاحات، في الثانوية العامة، والجامعات التي تخرّج أسراباً من العاطلين عن العمل، ونعمل زفات ونغلق الشوارع وبالقرب منك تغلق الشوارع في فلسطين بالدم والركام…
كيف تقبل على نفسك وعلى أبنائك ذلك فيما تسيل دماء اخوتك العرب والمسلمين؟
هل هذا من الإسلام او العروبة او حتى الجيرة؟
فوالله دور إذلال هولاء آتٍ وبقوة،
إنْ لم تنتصر هذه الفئة الطاهرة التي حدّثنا عنها رسولنا (طائفة من أمتي لعدوه قاهرين…)
هذه الفئة هي آل محمد الكرام، وأراها منتصره بإذن الله،
فلا تنظروا ولا تقدّموا نصائح وتعليقات تفسّر عن المدركين إما غباءً وتخلفاً وإما تجسّساً للوحدة 8200 الصهيونية،
ولا تصنعوا سقوفاً عالية لتوقعاتنا ويضخونها في الإعلام ويكثفونها انسجاماً مع ما نريد.. ومن ثم يريدوننا أن نذهب أبعد من هذه السقوف! كما فعلوا من تضخيم قصة الكيماوي في العراق ومدينة بغداد تحت الأرض وتآمر الأعراب…
وحين يكون الردّ أقلّ من توقعاتنا فإننا نُصاب بخيبة أمل وانكسار وتنثلم ثقتنا بالقيادة والجبهة وتبرد عزيمتنا..
وينبغي أن يكون معيار التوقع وردّ الفعل المقبل منطقياً، وهذا المعيار ينبغي أن يكون موضوعياً وليس( مشاعرياً)،
التضخيم الإعلامي، نعم… سوف يُضرب الكيان بعنف وقوة وإرادة، وسيحاول المحور التقدّم برياً خاصة من الشمال، والمفاجأة المتوقعة من وجهة نظري ستكون من سورية وسيهزم الكيان لاول مرة في تاريخه
وعلينا الانتباه لعالم مجرم قاتل ظالم، ورتب معظم مستعمرات أميركا العربية ضدّ محور المقاومة…!
ثقتنا بالله بالنصر وشلال من الشهداء لتطهير الأرض
ويشفي صدور قوم مؤمنين صدق الله العظيم…