السيد بين معركة فلسطين والتوطين
– كعادته لا يُخفي السيد حسن نصرالله الحقائق القاسية عن جمهور متابعيه، بمن فيهم الذين يخالفونه الرأي أو على خصومة معه ومع حزبه وموقعهما في الحرب الدائرة، وتقدير المخاطر الناجمة عن الحرب والمشاركة فيها وتلك المترتبة على عدم خوضها.
– في كلمته يوم أمس، رغم كل الوضوح والثقة بأن نهاية المعركة ستكون لصالح المقاومة ومحورها وفي قلبها المقاومة في لبنان، ولحساب لبنان وليس لفئة أو طائفة منه، كاشف السيد متابعيه بالإشارة إلى خطورة الحرب بقوله إن بنيامين نتنياهو يخوضها بلا خطوط حمراء، رغم التشكيك بقدرته على اتخاذ قرار الحرب الكبرى التي تبقى حساباتها معقدة، كما قال، ولو توافرت لديه شروط ومعطيات تتيح خوضها لما تريّث بفعل ذلك خلال شهور الحرب العشرة، إلا أن ذلك لم يمنع نصرالله من القول الواضح إن في هذه الحرب مخاطر كثيرة بسبب تعامل نتنياهو معها كحرب وجوديّة.
– ولكن السيد نصرالله لم يقف هنا عند إثارة مخاوف مخالفيه وخصومه، فتابع يشرح كيف أن هذه الحرب هي حرب مستقبل القضية الفلسطينية. وهو يعلم أن الحديث عن خطورة الحرب من جهة واعتبارها حرب مستقبل القضية الفلسطينية من جهة مقابلة، يجعلان المخالفين والخصوم يقولون، وهذا ما كنّا نحذر منه، ونقول إن المشاركة في هذه الحرب تضع لبنان حيث لا يجب أن يكون عرضة للخطر ومتقدماً صفوف التصدّي للقضية الفلسطينية خارج المظلة العربية الرسمية.
– لكن السيد نصرالله فاجأ خصومه ومخالفيه بهجمة مرتدّة على استنكافهم واستنكارهم واعتقادهم المتسرّع بأنهم ربحوا الجولة الأولى في النقاش، فيضيف، أن معركة مستقبل فلسطين ومخاطرها تتجاوز الظاهر من المخاطر، فإن تمكّن نتنياهو من إلحاق الهزيمة بالمقاومة في غزة، ولم يستطع محور المقاومة منع ذلك، سوف تكون أهم نتائج شطب القضية الفلسطينية وتصفيتها إنهاء أيّ فرصة لعودة اللاجئين الفلسطينيين، وتحقيق مشروع التوطين لنجاح كبير. وهو هنا يثير في عقول اللبنانيّين دعوة لأن يدركوا إذا كانوا لا يزالون ضد التوطين إن هذه آخر فرصة لهم لإبقاء حق العودة ومنع التوطين على قيد الحياة. والفرصة هي في الإسناد الذي تقدّمه المقاومة لجبهة غزة ومقاومتها ومنع إلحاق الهزيمة بها، وعلى مَن يرفض ذلك أن يقول ما هو بديله لمنع التوطين، غير بقاء المقاومة قويّة وقضيّة حق العودة حاضرة بفعل قوّتها؟
التعليق السياسي