أخيرة
دردشة صباحية
استراحة على هامش الأدب
يكتبها الياس عشي
من طرائف أدبنا العربي أنْ دخل أبو نؤاس على الخليفة هارون الرشيد، وأنشده قصيدة يمدحه فيها، وكانت جاريته المفضّلة «ناصعة» السوداء اللون تجلس قربه، ويتدلّى من عنقها عقدٌ من اللؤلؤ الأبيض.
انتهى النؤاسيّ من الإنشاد، ولم يلتفت إليه الخليفة، ولم يُجزْه. خرج من المجلس غاضباً، وفي أثناء خروجه كتب على أحد الأبواب بيتاً من الشعر، تناول فيه «ناصعة»:
لقد ضاع شعري على بابكم
كما ضاع عقدٌ على ناصعــة
وجاء من يخبر الخليفة بأنّ أبا نؤاس قد تجرّأ وهجا «ناصعة»، فأمر هارون الرشيد بإحضاره في الحال لمعاقبته. وفي أثناء دخول أبي نؤاس المجلسَ محا الجزء الأسفل من حرف «العين»، فتحوّل الهجاء إلى مديح:
لقد ضاءَ شعري على بابكم
كما ضاء عقدٌ على ناصعــة
ورضيَ الخليفة، وأجاز الشاعر.