أيّ عالمٍ متوحّشٍ هذا…؟
هَدا عاصي*
ليس هناك في قواميس لغات العالم ما يكفي من مفردات لإعطاء الوصف المعبّر عن ما يرتكبه جيش العدو “الإسرائيلي” من مجازر بحقّ أهلنا في قطاع غزة وفي فلسطين عموماً.
نحن نعرف منذ زمن بعيد مدى إجرام هذا العدو الذي لا يتورّع عن ارتكاب الفظاعات، لكن ما يُسمّى “المجتمع الدولي” لا يحرّك ساكناً، ويدير الأذن الطرشاء والعين العوراء، ويعطي العدو الغطاء لكي يوغل أكثر في سفك الدم الفلسطيني المظلوم، تحت مرأى ومسمع العالم أجمع، والذي يتحمّل المسؤولية الأخلاقية والمعنوية عن الجرائم بحق الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يؤدّون صلاة الفجر ويدعون الله لكي يفرّج عنهم وعن أهل غزة ويخفف مصابهم وآلامهم.
لا ينفع مع هذا العدو حوار ولا تفاوض، لأنّ خياره الحقيقي هو القتل وارتكاب المجازر، وها هو يفتعل مجزرته الجديدة في مدرسة التابعين في قطاع غزة والتي راح ضحيتها أكثر من مئة شهيد وعشرات الجرحى، الأمر الذي يؤكد للجميع أنّ الحديث عن وقف إطلاق النار وتحديد مواعيد جديدة للمفاوضات ليس إلا كذباً وخداعاً لن ينطلي على الشعب الفلسطيني ومقاومته وداعميه الحقيقيين.
وإذا كانت السياسة الدولية لا تزال تعطي العدو الفرصة تلو الأخرى، فإنّ الرأي العام العالمي أصبح في مكان آخر لأنّ شعبنا ربح هذه المرة معركة الإعلام واستطاع توظيف الوسائل الحديثة ومواقع التواصل لإظهار حقه ومظلوميته، ولا بدّ أن يكون لهذا الأمر تأثيرات مستقبلية على التوجهات السياسية في هذه الدولة أو تلك، ولذلك من الواجب اليوم إطلاق أوسع حملة تضامن متجدّدة مع أطفال ونساء ورجال فلسطين الذين يتعرّضون لأبشع مذبحة منذ أكثر من عشرة أشهر.
ختاماً نتقدّم من أهلنا في عموم فلسطين بأحرّ التعازي وأسمى آيات المواساة، ونعتبر أنفسنا من أهل العزاء أيضاً، ونسأل الله تعالى الرحمة للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى وأن يمنّ عليهم وعلينا جميعاً بالصبر والفرج.
*رئيسة مركز العلوم والتنمية الاجتماعية