غالانت والنصر المطلق هراء
– لا يمكن لأحد الجدال بخلفيات ومواقف وزير الحرب في كيان الاحتلال يوآف غالانت باعتباره ركناً في صناعة مناخ عنصريّ صهيونيّ متطرّف. فهو مَن وصف الشعب الفلسطيني في غزة بالحيوانات على هيئة بشر، وهو الذي يتباهى بأنه صاحب خيار الحرب على لبنان منذ أيام الطوفان الأولى، ولم يتوقف عن التهديد بتدمير لبنان وإعادته الى العصر الحجريّ، وهو المشرف على جيش الاحتلال والذي يتحمّل المسؤولية كمجرم حرب عن كل جرائم هذا الجيش.
– من هنا تحديداً تأتي قيمة كلام غالانت في مواجهة نتنياهو في قضيتي اعتبار النصر المطلق هراء من جهة، واعتبار أن تعطيل الوصول إلى اتفاق حول غزة تتحمّله قيادة بنيامين نتنياهو الذي أطاح بفرص جدية كان ممكناً خلالها التوصل إلى اتفاق وكانت حماس مستعدّة لذلك.
– كلام غالانت من موقعه المشابه لموقع نتنياهو في التطرّف والعنصرية والإجرام، هو اعتراف أحد أركان الحرب العنصريّة الإجرامية باستحالة النصر فيها، واعتراف بتحمّل حكومة الكيان ورئيسها مسؤولية تعطيل فرص التوصل إلى اتفاق مراراً. وهذا يؤكد صحة ما تقوله قوى المقاومة.
– عندما تقول المقاومة إن النصر عليها مستحيل، خصوصاً بالنسبة للمقاومة في غزة، يكفي كلام هذا المجرم العنصريّ اعترافاً. وعندما تقول المقاومة في غزة إن الدعوة للتفاوض بلا جدوى لأن نتنياهو لا يريد اتفاقاً، وإن هناك اتفاقاً على الطاولة والمطلوب الحصول على موافقة نتنياهو عليه، وبعدها البحث بخطة تنفيذيّة، بدلاً من منح نتنياهو منصة لطرح طلبات إضافية وربح الوقت لمواصلة المجازر، فيكفيها اعتراف الشريك الأول لنتنياهو في الحرب والتفاوض.
– كلام غالانت ليس صحوة ضمير ولا تغيير في نمط التفكير بل قلق على الكيان عشيّة الرد المتوقع من إيران وقوى المقاومة، بعدما سقط الرهان على التلاعب ببنية حماس بخلافة هنية وإجماع حماس على إسنادها لقائد الطوفان يحيى السنوار، الذي أجهض المناورة السياسية التي بنيت على دعوة التفاوض. والخشية من الرد وتأثيراته على الكيان تدفع غالانت وربما من هم وراءه للقبول باتفاق يلبي شروط حماس بقيادة السنوار، كثمن يمكن له تجنيب الكيان مخاطر ما يمثله الرد. وهذا الخيار يحتاج لتمريره الى الضغط على نتنياهو وإحراجه.
– الصهاينة المتطرفون في عنصريتهم هم أنفسهم الصهاينة الخائفون الذين يرتعدون رعباً وذعراً من خطر ما هو مقبل، وهم أنفسهم الذين يهربون من الحرب ويطلبون الإعفاء من الجندية، وهم أنفسهم الذين يخزنون المواد التموينية هلعاً، وهم أنفسهم يتمنون أن يأتي الصباح ويرون غزة وقد ابتلعها البحر، فهذه هي حال الانفصام التي تعيشها الشخصية الصهيونيّة ويمثل غالانت نموذجاً لها.
التعليق السياسي