مانشيت

أوستن وغالانت وكيربي: الاستعدادات الإيرانيّة تشير إلى التخطيط لهجوم كبير/ غالانت يحمّل نتنياهو مسؤوليّة فشل المفاوضات… وحديث النصر المطلق هراء/ هزة في حمص بقوة 5.4 درجات طالت لبنان وسورية والأردن وفلسطين والعراق

كتب المحرّر السياسيّ

وسط تقديرات تتراوح بين اليوم والثلاثاء المقبل تتوزّع المخاوف الأميركية والإسرائيلية من ضربة إيرانية قوية تستهدف كيان الاحتلال رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران قبل أسبوعين، وبينما حذّر بيان أميركي ألماني فرنسي بريطاني إيطالي إيران وقوى المقاومة من مهاجمة “إسرائيل” معلناً الوقوف إلى جانبها بوجه أي عملية تستهدفها، تحدّث كل من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ووزير الحرب في كيان الاحتلال والمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي عن ترتيبات لمواجهة خطر ردّ، تمّ وصفه بالهجوم الكبير وفقاً لما نقلته شبكات التلفزة الأميركية عن مشاورات أوستن وغالانت والتقديرات الاستخباريّة، وما أعلنه كيربي عن قيام أوستن بإعادة ترتيبات نشر القوات الأميركية وإضافة حاملة طائرات وغواصة نووية الى القوات المستعدة لمواجهة الهجوم الإيراني المرتقب، كما قال كيربي.
التحسب لخطورة رد حزب الله يتقدّم على خطورة الرد الإيرانيّ، كما يقول المعلقون في قنوات التلفزة العبرية، نظراّ لعدم قدرة القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة على المساعدة في صدّ ضربات حزب الله بسبب القرب الجغرافي، وحيث القدرة الإسرائيلية على التعامل مع هذه الضربات أظهرت محدوديّتها، وسوف تكون أقل فعالية إذا استخدم حزب الله أسلحة أشد تطوراً وأرسل كمية أكبر من طائراته الانقضاضية الحديثة وصواريخه الدقيقة دفعة واحدة.
بالتوازي ظهر موقف لافت لوزير حرب الاحتلال يوآف غالانت، وضعه المراقبون في دائرة فشل الرهان على إضعاف الموقف التفاوضي لحماس بعد اغتيال زعيمها إسماعيل هنية، حيث شكل انتخاب يحيى السنوار رداً موفقاً من حماس على اغتيال هنية، وجاء الموقف التفاوضيّ القويّ ليضع الأمور بين خيارين، تلقي ضربات شديدة القسوة أو المسارعة لقبول حل تفاوضي يلبي شروط حماس. وهذا ما قرأته مصادر متابعة في مضمون كلام غالانت عن أن النصر المطلق الذي يتحدّث عنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مجرد هراء، مضيفاً أن فرصاً سابقة للاتفاق تتحمّل حكومته مسؤولية إضاعتها وتعطيلها.
في شأن منفصل، شهدت منطقة بلاد الشام هزة أرضيّة شعر بها سكان سورية ولبنان والعراق وفلسطين والأردن، والهزّة مركزها حمص بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر.

تستمر الاتصالات المكثفة استعداداً للجولة الجديدة من المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى المقرّر عقدها الخميس المقبل في الدوحة، فيما استمرّت المواجهات العسكريّة بين حزب الله من جهة والعدو الإسرائيليّ من جهة أخرى، وأعلن الحزب قصف المقرّ المستحدث لقيادة الفرقة 146 في «غعتون» بصلياتٍ من صواريخ الكاتيوشا. ويأتي هجوم حزب الله، ردًّا على الغارة الإسرائيليّة على بلدة معروب في جنوب لبنان، الّتي أدّت في حصيلتها إلى جرح 12 شخصًا من بينهم 11 من الجنسيّة السّوريّة ومواطن لبنانيّ. بينهما حالتان حرجتان لطفلة (5 أشهر) وامرأة، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة.
وأُصيب، 3 أشخاص بجروح في غارة إسرائيليّة على كفركلا، مع تجدّد القصف الإسرائيليّ تجاه مواقع وبلدات عديدة في جنوب لبنان بينها رامية وعيتا الشعب وشيحين.
وفي المقابل، أعلن حزب الله استهداف موقع “المطلة” وتدمير التجهيزات التجسسيّة فيه، بصاروخين مضادين للدروع.
وأوردت التقارير أن 5 قذائف أطلقت نحو بلدة كفرشوبا ومثلها على بلدة رامية و4 قذائف استهدفت بلدة عيتا الشعب مصدرها دبابة ميركافا معادية متمركزة في أحد المواقع العسكرية الإسرائيليّة المقابلة. كما واستهدفت طائرة مسيّرة بلدة برج الملوك بالقرب من متنزه ميمارولا بصاروخ.
وقالت إذاعة العدو إن حزب الله نقل رسالة عبر مسؤولين أجانب أنه مصمّم على الرد على اغتيال فؤاد شكر، ولكنه غير معنيّ في الوقت نفسه بتصعيدٍ يؤدي إلى حرب شاملة.
ووفقًا للمراسل العسكريّ لموقع “والا” الإسرائيليّ، أفاد ضباط إسرائيليون في “قيادة المنطقة الشماليّة” من أن تهديد التسلل البريّ إلى مستوطنات الحدود الشمالية ما زال قائمًا. وقال: “أفاد هؤلاء الضباط بأن قوة الرضوان التابعة لحزب الله ما زالت قادرة على تنفيذ هجوم منظم على الحدود، بما في ذلك التسلل إلى أي مستوطنة أو موقع”. وأشار الضباط، إلى أن “حزب الله لم ينفذ ذلك حتى الآن لأنه اختار عدم القيام بذلك. ولكن من يظن أن حزب الله لا يتدرّب على اختراق مقاتليه إلى داخل “المنطقة الإسرائيليّة” فهو مخطئ ووهميّ”.
في سياقٍ متصل، أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأميركي أمر بإرسال غواصة صاروخية إلى الشرق الأوسط وتسريع وصول مجموعة حاملة طائرات إلى المنطقة قبل هجوم إيراني متوقع ضد “إسرائيل”. وكانت الغواصة “يو إس إس جورجيا”، وهي غواصة تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بصواريخ كروز، تعمل في البحر الأبيض المتوسط في الأيام الأخيرة، بعد أن أكملت للتوّ التدريب بالقرب من إيطاليا. وقال البنتاغون إن الوزير لويد أوستن أمر الغواصة بالدخول إلى مياه الشرق الأوسط. ووفق شبكة “سي أن أن” فإن “الإعلان عن حركة الغواصة هو رسالة واضحة لردع إيران ووكلائها، الذين تعتقد الولايات المتحدة و”إسرائيل” أنهم يستعدّون لهجوم محتمل واسع النطاق على “إسرائيل””. كما أمر أوستن مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” بتسريع عبورها إلى الشرق الأوسط، وفق ما قال البنتاغون. وجاء إعلان أوستن، عقب مكالمة هاتفيّة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.
وإلى جانب زيارة مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، ورئيس المخابرات وليم بيرنز، الى المنطقة من المحتمل أن يزور المنطقة أيضاً وزير الخارجية أنطوني بلينكن فيما يزور مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين “إسرائيل” لاستئناف جهوده لتسوية الأزمة بين لبنان و”إسرائيل” على أن يزور لبنان خلال الأيام القليلة المُقبلة في محاولة لاحتواء التوتر ومعاودة إحياء المفاوضات.
وشدّد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، على أن “خطر التصعيد في لبنان حقيقي”. وقال ترودو أمس الاثنين “نتخذ بعض الاستعدادات لنكون قادرين على تقديم الدعم في حال تدهور الأمور، لكن الوضع صعب للغاية لدرجة أننا قد لا نتمكن من إجلاء جميع الكنديين”.
وأكّدت شركتا “إير فرانس” و”ترانسافيا” لوكالة فرانس برس أمس الاثنين، تمديد تعليق رحلاتهما الجوية إلى بيروت حتى الأربعاء 14 آب ضمنًا، بسبب الوضع الجيوسياسي في لبنان.
وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي استمرار الوزارات والإدارات اللبنانية كافة، بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع المدني، في اتخاذ كل الإجراءات والخطوات المطلوبة في اطار خطة الطوارئ الحكومية، لمواجهة الظروف الصعبة التي نمرّ بها وكل الاحتمالات التي قد تحصل. وشدد في الوقت ذاته على أن الاتصالات الديبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، وعلى خط آخر للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة. وشدّد على “أن ورقة الحكومة اللبنانية التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان والتي أعلناها الاسبوع الفائت، تحدد الأسس الواضحة للحل وأبرزها خفض التصعيد لتجنب دوامة العنف المدمّرة وأن يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم وفوري في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان”. وشدد رئيس الحكومة على ان “الرسالة الأبلغ التي يشدد عليها في كل لقاءاته واتصالاته الديبلوماسية هي تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 لكونه حجر الزاوية لضمان الاستقرار والأمن في جنوب لبنان”. وأكد “أن لبنان يتابع مع الدول المعنية ملف التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” من دون أي تغيير”، لافتاً في الوقت ذاته “الى ان التعاون بين الجيش وقوات اليونيفيل أساسي في هذه المرحلة، وما يتمّ ترويجه عن خلافات وتباينات ليس صحيحاً، وأن كل ما يطرأ خلال تنفيذ المهمات المطلوبة يعالج فوراً”. كما شدّد على “ان لبنان متمسك بمهام اليونيفيل”.
وكان رئيس الحكومة رأس اجتماعاً موسّعاً في السراي، قال بعده الوزير ناصر ياسين: “في إطار الاجتماعات المستمرّة، عقد هذا الاجتماع والذي كان هدفه التأكد من جهوزية خلايا الأزمة والطوارئ الموجودة على مستوى المحافظات وتعزيزها في حال وجود نقص أو حاجة لتعزيز هذه الخلايا، وكل ذلك في إطار التحضير والتعزيز في حال توسّعت الاعتداءات إلى المناطق غير الجنوبية، خصوصاً أن هناك اعتداءات يومية في الجنوب وهناك أكثر من 100 ألف نازح من المناطق الحدودية في الجنوب، وهم حالياً موزعون بين محافظتي النبطية والجنوب»…
وزار سفير فرنسا لدى لبنان، هيرفي ماغرو، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب وتمّ التباحث في مختلف قضايا الساعة، وخاصة المحادثات المرتقبة يوم الخميس المقبل بشأن هدنة غزة والتي من شأنها أن تنعكس على الساحة اللبنانية.
وشدّد بوحبيب على أهمية أن تقوم الدول الغربية، ومن بينها فرنسا، بخطوات ملموسة لدعم نجاح جهود الوسطاء بشأن إنجاز اتفاق من هذا النوع، والذي يشكل الخطوة الأولى لتخفيض التوتر الإقليمي. كما وأكد الوزير بأن الحلول الدبلوماسية المدعومة تشكل الحل الوحيد أمام الخيارات العسكرية التي ستؤدي إلى اتساع رقعة الحرب.
وبعد تداول بعض وسائل الإعلام معلومات حول وقف الدوريات المشتركة بين الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل أكدت قيادة الجيش أن الوحدات العسكرية تُواصل تنفيذ المهمات المشتركة مع اليونيفيل، والتعاون والتنسيق الوثيق معها، وذلك ضمن إطار القرار 1701، في ظل الظروف الاستثنائية والتطورات التي تشهدها البلاد ولا سيما الاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي.
على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء، جلسة في التاسعة والنصف من صباح غد الأربعاء، في السراي الكبير، للبحث في 46 بنداً على جدول الأعمال.
واستقبل وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي في مكتبه، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، وجرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة لا سيما على الصعيدين السياسي والامني. وخلال اللقاء جرى البحث في التطورات الأخيرة في الجنوب وأهمية تطبيق القرارات الدولية. وأشارت السفارة السعودية الى ان “السفير بخاري، زار وزير الداخلية. وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات الأمنية، وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى