أولى

واشنطن ومأزق الخميس

– لا شيء يقول إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد من مفاوضات مقرّرة يوم الخميس المقبل بدعوة أميركية رئاسية مدعومة من مصر وقطر، التوصل الى اتفاق ينهي الحرب على غزة وينجز تبادل الأسرى بين الاحتلال والمقاومة. حتى صحيفة نيويورك تايمز متأكدة من أن نتنياهو أضاف مقترحات تجعل التوصل الى الاتفاق مستحيلاً، ووزير حرب الكيان يوآف غالانت أيضاً قال علناً إن نتنياهو عازم على الإطاحة بفرص الاتفاق.
– حركة حماس التي أعلنت موقفاً يشير إلى أن التحاقها بأي مفاوضات مشروط بحصول الوسطاء على موافقة نتنياهو على إطار الاتفاق وبنوده، وهو ما وافقت عليه حماس، إذا كان الحديث لا يزال جارياً عن ما تضمنته مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن بنسختها المسجلة خطياً وشفهياً والمفصلة في قرار مجلس الأمن الدولي، وأنها لن تدخل في مفاوضات تهدف لمنح نتنياهو الغطاء والوقت لارتكاب المزيد من المجازر.
– واشنطن مهتمة بانعقاد التفاوض الخميس بحضور ومشاركة وفد الكيان ووفد حماس، على طريقتها التقليدية بالبحث عن الصورة وإطلاق العملية ثم العمل من داخل التفاوض والضغط على المقاومة للإيحاء بأن المفاوضات تتقدّم، وقد سبق لواشنطن أن اختبرت هذه الطريقة مراراً وباءت بالفشل، لأنها عندما تصل الى النقطة التي يستدعي فيها الأمر الضغط على نتنياهو أو تحميله مسؤولية الفشل تتراجع وتتهرّب من المسؤولية.
– لا شيء يقول إن واشنطن غيرت منهجيتها تجاه التهرب من أي ضغط على نتنياهو وحكومته، ولا شيء يقول إن حماس سوف تتراجع وتقبل بالدخول في تفاوض لأجل شراء الوقت ومنح الصورة التي تقول إن المفاوضات جارية وتحرز التقدم، فقط لتعطيل رد إيران ومحور المقاومة على الاعتداءات الإسرائيلية وفي مقدمتها اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
– تقول واشنطن إن المهم هو الحضور، وتقول حماس إن المهم هو الاتفاق، ويقول نتنياهو إن المهم هو المزيد من الوقت لمزيد من القتل، وحتى الخميس على واشنطن إذا أرادت أن تحضر حماس أن تقول إن على نتنياهو إعلان الموافقة على المبادرة قبل الحضور للتفاوض على التنفيذ، وهذا ما لن يحدث، ولذلك على واشنطن الاستعداد لفشل دعوة الخميس، وفشل مناورة التلاعب برد إيران ومحور المقاومة تحت غطاء تريد من حماس أن تشارك فيه على حساب دماء أهلها وفي مقدمتهم زعيمها إسماعيل هنية، وليس على رأس حماس اليوم من يمكن مساومته على مكان إقامته او على الأموال او الضغط عليه بالإحراج، ويحيى السنوار مقيم في أنفاق غزة مع المقاتلين ولا ينتظر مالاً ولا رضًى من أحد.
– في حالة واحدة تستطيع واشنطن أن تنجح، وهي الحالة التي تكون فيها على قدر المسؤولية بدرجة الجدية التي يستلزمها التوصل إلى اتفاق حقيقيّ لإنهاء الحرب كما قال لها الكثير من المداخلات في مجلس الأمن الدولي.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى