«بصمة القلب»… التقنية الأحدث في تنفيذ عمليات الاغتيال
كتب حسين مرتضى
يبدو أنّ التطور لم يشمل العلوم والصناعة والتكنولوجيا فقط بل بات يشمل كافة مجالات الحياة بمختلف أنواعها حتى وصل التطور إلى عالم الاغتيالات.
من المعلوم بأنّ أيّ عملية اغتيال يتمّ تنفيذها تحتاج إلى معلومات دقيقة عن الشخص المستهدَف، وتتضمّن تلك المعلومات الشكل والمظهر وخط السير ومكان التواجد… ومع تطوّر العلم العسكري بات لبصمة الصوت دور في تحديد الهدف ومكان تواجده.
وكما للعين واليد والصوت بصمة كذلك الأمر بالنسبة للقلب…
حيث تعتبر «بصمة القلب» من أحدث الطرق للتعرّف على هوية شخص ما حيث تشير إلى الاستخدام التكنولوجي للتحليل البيولوجي كوسيلة لتعقب الأفراد.
علمياً فإنّ بصمة القلب تشير إلى الخصائص الفريدة لنبضات القلب الخاصة بكلّ فرد، والتي يمكن قياسها وتحليلها باستخدام تقنيات متقدمة. ينتج كلّ قلب نمطاً مميزاً من النبضات يمكن أن يُستخدم كوسيلة لتحديد الهوية، تماماً مثل بصمات الأصابع أو قزحية العين. تعتمد هذه التقنية على قياس التغيّرات في تدفق الدم والنشاط الكهربائي للقلب.
ولأنّ التكنولوجيا تنتقل إلى العلم العسكري والأمني فقد تمّ استخدام تقنية بصمة القلب في مجال التحديد الدقيق للأهداف حيث يمكن استخدام بصمة القلب لتحديد مواقع الأفراد بدقة، مما يسهل ملاحقتهم في الوقت المناسب.
كما يتمّ استخدام هذه التقنية في تحليل الأنماط السلوكية حيث يمكن التنبّؤ بالأنشطة السلوكية للأفراد، مما يساعد في تحديد الأنماط التي قد تشير إلى المخاطر المحتملة أو النشاط غير القانوني.
كما يمكن دمج بصمة القلب مع تقنيات أخرى مثل كاميرات المراقبة والتعقب بواسطة الأقمار الصناعية، مما يعزز من فعالية عمليات المراقبة والاغتيال.
والسؤال الأبرز ما هي الضوابط القانونية والأخلاقية في استخدام بصمة القلب؟
يعتبر استخدام تقنيات تعقب الأشخاص دون إذن قضائي انتهاكاً للخصوصية. زيادة استخدام بصمة القلب في العمليات العسكرية والاستخبارية يثير مخاوف جدية حول حقوق الأفراد.
كما تتطلب ملاحقة الأفراد واغتيالهم التوافق مع القوانين الدولية والمحلية. وفي حال استخدام بصمة القلب بشكل عشوائي، قد يتعرّض الأفراد الأبرياء للخطر.
إضافة إلى أنّ توفر المعلومات عن بصمة القلب لشخصيات معينة أو دول معينة يمكن أن يؤدّي إلى إساءة استخدام هذه البيانات لأغراض غير قانونية، مثل الانتقام أو الاستغلال الشخصي.
اليوم نحن أمام تقنيات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات التي قد يتمّ استخدامها بشكل سلبي يعرّض حياة الكثيرين للخطر وبالتالي لا بدّ من إيجاد القوانين اللازمة لضبط آلية استخدام هذه التقنيات.