فيديو منشأة المقاومة: رسالة ردع وتأكيد الجاهزية للحرب والقرار الحاسم بالردّ!
حسن حردان
أحدث الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي للمقاومة في لبنان، وعرض فيه جزءاً من مدينة عسكرية محصّنة تحت الأرض يتحرك فيها المقاومون والشاحنات المحمّلة بالصواريخ الدقيقة بحرية وأمان… أحدث صدمة وذهولاً في كيان العدو الصهيوني، وفي الوقت ذاته عزز من معنويات جمهور المقاومة.. وعكس مصداقية قائدها سماحة السيد حسن نصر الله في كل ما قاله وأعلنه عن جاهزية المقاومة لحماية لبنان والدفاع عن سيادته في مواجهة العدوانية والأطماع الصهيونية، وقدرتها على تحويل كلّ فلسطين المحتلة إلى ساحة حرب، إذا ما تجرّأ العدو على ارتكاب حماقة شنّ الحرب الواسعة على لبنان..
إنّ هذا الفيديو الذي عرضته المقاومة، بعد فيديوات «الهدهد»، إنما جاء في هذا التوقيت ليؤكد ما يلي:
أولاً، امتلاك المقاومة الجاهزية والاستعداد والقدرات لمواجهة ايّ حرب صهيونية ضدّ لبنان، وتحويلها إلى جحيم يحرق الكيان الصهيوني، بحيث لن يكون بإمكان العدو تدمير البنى والمنشآت الحيوية في لبنان، من دون أن تتعرّض منشاته أيضاً للتدمير…
ثانياً، ردّ المقاومة العملي والمباشر على رسائل التهديد «الإسرائيلية» الأميركية، والتي وصلت أيضاً عبر موفدين أميركيين وغربيين أتوا إلى بيروت بهدف محاولة الضغط على المقاومة لثنيِها عن تنفيذ قرارها بالردّ على العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية من بيروت، مهوّلين بأنّ الردّ قد يؤدي إلى نشوب حرب واسعة.. وبالتالي تأكيد المقاومة عبر هذا الفيديو، أنها لا تخاف من هذه التهديدات بشن الحرب، وهي إذ تكرّر باستمرار انها لا تسعى إليها، الا أنها مستعدة لخوضها إذا ما ذهب إليها كيان الاحتلال، بدعم أميركي.. وقد أعدّت كلّ العدة اللازمة لذلك… وما عرض من قدرات إنما هو بعض مما أعدّته المقاومة لما سمّاه الصهاينة بيوم القيامة عندما شاهدوا الفيديو.
ثالثاً، تعزيز موقف المقاومة الفلسطينية، التي أعلنت عدم مشاركتها في مفاوضات الدوحة، وأكدت استعدادها فقط للبحث في الآليات التنفيذية لما وافقت عليه في 2 تموز الفائت.. وبالتالي رفض العودة لأيّ مفاوضات يستهدف من خلالها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو طرح شروط جديدة وإضاعة الوقت لمواصلة حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني في غزة.. فيما يسعى الأميركي إلى الضغط على المقاومة لخفض سقف شروطها تحت عنوان جَسْر الهوة بينها وبين الجانب الإسرائيلي.. وهو طبعاً ما تدركه المقاومة التي سارعت بالأمس إلى كشف الخداع الأميركي الذي حاول إشاعة أجواء ايجابية وكأن الاتفاق قد تمّ ولم يبق سوى استكمال البحث في المسائل الفنية الأسبوع المقبل.. فأعلن مصدر قيادي في حركة حماس ان «ما أبلغنا به عن نتائج اجتماعات الدوحة لا يتضمّن الالتزام بما اتفق عليه في 2 يوليو/ تموز الماضي».
كما نقلت قناة الأقصى عن مصدر في حماس قوله إنّ «الحركة متمسكة بمقترح 2 يوليو/ تموز، وما يصل إلينا بطرق غير مباشرة أقلّ من السقف المقدم، وحماس لن تقبل به».
رابعاً، توجيه رسالة ردعية لكيان العدو والقول له بأنه لا يستطيع خرق الخطوط الحمراء من دون أن يلقى الردّ بالمثل، وانّ المقاومة لن تسمح بالانقلاب على معادلة الردع التي كرّستها نتائج حرب تموز عام 2006.. وانّ المقاومة تملك القدرة على إعادة تثبيت هذه المعادلة، ولن تتهاون في ذلك…
خامساً، التأكيد بأنّ حرب الاستنزاف ضدّ كيان الاحتلال في شمال فلسطين لن تتوقف اذا لم تتوقف حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة.. وانّ المقاومة تملك القدرة على مواصلة هذه الحرب نصرة لغزة ومقاومتها وبما يمكنها من إحباط أهداف العدوان العسكرية والسياسية..
سادساً، لا يمكن للعدو ان يحقق هدفه من ايّ ضربة استباقية يفكر بالقيام بها لتدمير بنية المقاومة وقدراتها، لأنها محمية جيداً تحت الأرض وبسرية تامة، ولا يستطيع الوصول إليها.. وانّ المقاومة تملك القدرة على الردّ وبقوة بضربة ثانية مقابلة من خلال الصواريخ الدقيقة وغيرها من القدرات التسليحية، وبالتالي إحباط أهداف العدو وتدفيعه ثمن ايّ حماقة من هذا النوع.
سابعاً، إنّ هذه المنشأة تحت الارض المسماة بـ «عماد 4»، إنما هي بعض مما لدى المقاومة من بنية عسكرية وترسانة حديثة، تحتوي صواريخ دقيقة وغير دقيقة قادرة على الوصول إلى أيّ نقطة في فلسطين المحتلة.. وتؤكد مصداقية أقوال قائدها سماحة السيد حسن نصر الله الذي أكد في مناسبات عديدة، امتلاك المقاومة القدرات على ضرب واستهداف اي موقع حيوي في فلسطين المحتلة من أقصى الشمال إلى اقصى الجنوب مرورا في الوسط..
خلاصة القول فإنّ الفيديو أوْصل رسالة ردع قوية للعدو، وأكد جهاهزية المقاومة لكلّ الاحتمالات وانّ قرارها حاسم بالردّ على العدوان واغتيال الشهيد القائد فؤاد شكر، وانّ الردّ آتٍ حتما وأصبح للميدان.. والهدف منع العدو من تغيير قواعد الاشتباك، او الخروج من مأزقه المتفاقم بفعل فشله في غزة، وارتفاع كلفة حرب الاستنزاف في شمال فلسطين المحتلة، التي تشنّها المقاومة ضدّه منذ 8 تشرين الأول، وبالتالي إبقاء زمام المبادرة بيد المقاومة.