ماذا يعني القول إما صفقة أو حرب اقليمية؟
منذ الدعوة لمفاوضات الدوحة في أثنائها وبعدها ثمة جملة تتكرر، وقد شكلت أمس مقدمة نشرات أخبار قنوات عربية، كما وردت على لسان وزير حرب كيان الاحتلال وكرّرها مسؤول في الخارجية الأميركية.
حركة حماس تقول إن المقترح الأميركي المعروض على الطاولة هو نسخة معدّلة من مبادرة الرئيس جو بايدن لصالح طلبات بنيامين نتنياهو سواء بالتراجع عن إنهاء الحرب أو بالتراجع عن الانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة أو لإعادة النظر في خطة تبادل الأسرى. وبالتالي فإن القبول بالمقترح الأميركي يعني منح الاحتلال الذي فشل في الحرب فرصة إعلان النصر، عبر العودة للحرب بصورة أشدّ شراسة وقد استعاد أغلب الأسرى، وسوف يُعيد الكرة حتى يصل لتحقيق أهدافه بتهجير سكان غزة وسحق مقاومتها، تمهيداً لتحقيق المشروع التاريخي للكيان، قناة بن غوريون ومنصة الغاز الاستراتيجية ومدينة الترفيه المفتوحة للاستثمار العالميّ، بينما على مليوني فلسطيني أن يخوضوا غمار التشرّد أسوة بأجدادهم عام 48 وعام 67، وأن يتقبّلوا قرناً آخر من التغريبة الفلسطينية.
السؤال هو لماذا على الجانب الفلسطيني أن يختار بين الصفقة المفخّخـــة بشروط نتنياهو والحرب الإقليمية؟ ولماذا عليه أن يخاف الحرب الإقليمية التي تعني انفجار الوضع في المنطقة بين الأطراف التي تواجه غزة اليوم وهي جيش الاحتلال ومن خلفه الترسانة الحربية الأميركية، وقوى محور المقاومة وخصوصاً إيران وحزب الله واليمن والعراق؟
واقعياً، يقول الفلسطينيون إن من يجب أن يقبل بصفقة تجنباً للحرب الاقليمية هو الكيان وليس المقاومة، ولذلك فإن عليه لتفادي هذه الحرب أن يقبل بصفقة تقبل بها المقاومة، وأن يدرك بأن الموازين لا تتيح له فرض الشروط. وهذا يعني أن على الوسطاء أن يقولوا لقادة الكيان هذا الكلام عن معادلة الصفقة والحرب الإقليمية بدلاً من تلاوتها على مسامع الفلسطينيين، لكن المشكلة أن الأميركي لا يقولها بل يجلب قواته ليقول للكيان إنه سوف يحميه، والوسطاء العرب لا يجرؤون ويستقوون على الشقيق الفلسطيني بدلاً من أن يقوموا بنصرته.
الحرب الإقليمية لم تكن يوماً خياراً سيئاً بالنسبة للفلسطينيين، لأنها تعني انضمام قوى جديدة إلى المواجهة مع الكيان كانوا دوماً يأملون أن تكون بينها دول عربية، بينما يجدون أن المعنيّ بها اليوم إيران، ورغم ذلك يتجرأ البعض لسؤالهم عن سبب تمسّكهم بالعلاقة مع إيران؟
التعليق السياسي