أولى

العدو يخضع بالقوة فقط لا بالمفاوضات…

 أحمد بهجة

ليس جديداً أنّ جيش العدو الصهيوني يرتكب الجرائم والمجازر، هذا دأبه منذ زمن بعيد، حتى قبل نشوء الكيان في العام 1948، ولم نكن بحاجة إلى أدلة وبراهين لكي نؤكد الطبيعة الإجرامية لكيان العدو وقادته ومسؤوليه وجيشه.
ولذلك فإنّ ما ارتكبه جيش العدو في غزة من فظاعات منذ 7 أكتوبر الماضي حتى اليوم، رغم قساوته ومشاهده المؤلمة والموجعة، يعطي الصورة الواضحة عن هذا العدو الذي يمكن أن يوصَف بكلّ مفردات الفاشية والنازية التي شهدها العالم على مدى عقود ماضية.
في هذا السياق أتت مجزرة وادي الكفور في النبطية قبل يومين، والتي استشهد فيها 10 مواطنين وجرح آخرون بعضهم من الاخوة العمال السوريين وبينهم نساء وأطفال، وتأتي الاستهدافات اليومية التي من المتوقع أن تستمرّ طالما أنّ المفاوضات في الدوحة لم تسفر عن أيّ نتيجة، بل على العكس فإنّ المجرم بنيامين نتنياهو يضع مفاتيح التهدئة في جيبه من دون أيّ سقف لا أميركي ولا غربي ولا عربي يمكن أن يضبط إيقاعه الإجرامي.
علماً أنّ الوفد الفلسطيني لم يشارك في مفاوضات الدوحة لأنّ المقدمات لم تكن مشجعة على الإطلاق، خاصة أنّ «الوسيط» الأميركي سار خلف مطالب العدو بإعادة التفاوض على ما كان تمّ التوافق عليه في 2 تمّوز الماضي، أيّ أنّ ما اعتاد العدو على فعله خلال مفاوضات أوسلو وما بعد أوسلو لم يعد بالإمكان تمريره مع المفاوض الفلسطيني حالياً، والذي يفاوض بيد ويحمل البندقية باليد الأخرى، لأنّ لغة القوة أفعل وأكثر تأثيراً في مواجهة عدو ماكر ومجرم مثل العدو الإسرائيلي ومَن يدعمه سواء في المفاوضات أو في الميدان.
وفي جبهة جنوب لبنان تستمرّ الوتيرة نفسها تقريباً، ولا أحد يمكنه معرفة المدى الزمني لهذا الستاتيكو من الحرب المضبوطة ضمن سقوف معينة، لكن ليس ممكناً القبول باستمرار هذا الوضع إلى ما لا نهاية، ولذلك أظهرت المقاومة بالأمس قدرتها الفائقة ليس فقط على الردع وعلى وضع الحدّ اللازم لغطرسة نتنياهو وضباطه جيشه، بل أيضاً لإظهار أنّ كفة الميزان هي لصالحنا بكلّ المقاييس والمعايير، وها انّ الكشف عن «منشأة عماد 4» يمثل دليلاً ساطعاً على أنّ المقاومة صادقة تماماً في كلّ ما تقول وتفعل، خاصة لجهة الاستعداد التامّ لأيّ منازلة أو مواجهة مع العدو الذي يظهر يوماً بعد يوم عجزه الواضح عن الاستمرار في حرب الاستنزاف كما في حرب العقول والأدمغة التي أثبت عمالقة المقاومة أنهم الأقدر والأكثر حرفية ومعرفة… وما خفيَ أعظم.
التجربة في المواجهة الدائمة مع العدو الإسرائيلي أكدت دائماً، وتؤكد كلّ يوم أنّ هذا العدو يخضع فقط حين يتأكد أنّه مهزوم، وأنّ عليه أن يستجيب لشروط المقاومة القوية والقادرة على فرض ما تريد… وبيننا وبينكم «الأيام والليالي والميدان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى