الوطن

ميقاتي طلبَ تحقيقاً بالانقطاع الكلّي للكهرباء فيّاض: تحسُّن جذريّ بالتغذية الأسبوع المقبل

طغَت أزمةُ الكهرباء على الاهتمامات الحكوميّة، بُغيةَ الإسراع في المعالجة لما للانقطاع الكليّ للتيّار كما هو حاصل، من تداعيات كارثيّة على المرافق العامّة والمصالح الخاصّة ولا سيّما المتّصلة بالشؤون الحياتيّة للمواطنين.
وفيما سارَعت الجزائر إلى المساعدة في تجاوز الأزمة، بإعلانها تزويد لبنان بالوقود لإعادة تشغيل المعامل الكهربائيّة، بعدَ الاتفاق على الكميّة والنوعيّة المطلوبة، نفى العراقُ التوقّف عن تزويدِ لبنان بالوقود، مؤكّداً أنَّ الشُحنةَ الجديدةَ ستُحمَّلُ خلالَ الأيّام المُقبلة.
في الأثناء، طلبَ رئيسُ الحكومة نجيب ميقاتي في كتابٍ إلى رئيس هيئة التفتيش المركزيّ القاضي جورج عطيّة، إجراءَ تحقيقٍ فوريّ في موضوع الانقطاع الكليّ للتيّار الكهربائيّ مع جميع الأشخاص المعنيين في هذه المسألة من دونِ استثناء والإفادة وذلك في سبيل ترتيب المسؤوليّات القانونيّة بناءً على نتيجة هذه التحقيقات.
وبحثَ ميقاتي مع وزير الطاقة والمياه وليد فيّاض تطوّرات أزمة الكهرباء، وبعد اللقاء لفتَ فيّاض إلى أنَّ رئيس الحكومة ساهم في معالجة الموضوع خلالَ اليومين الماضيين «واستطعنا تأمين الديزل من منشآت النفط»، مشيراً إلى «بعض العرقلة على مستوى الإدارة بسبب عدم وجود صلاحيّة لاتخاذ القرار».
وأوضحَ أنَّ «آليّات اتخاذ القرارات فيها الكثير من البيروقراطيّة ما يؤخِّر العملَ كثيراً، وقد ظهرَ الأمرُ في الأزمة التي مرَرنا بها، وكان بالإمكان تفاديها لو تمّ اتخاذ الديزل الموجود في المنشآت بفتحة الحنفيّة».
وأضاف «في موضوع تجديد الالتزام العراقي، فإنَّ العراق قيادةً وشعباً يؤكّدُ وقوفَه إلى جانب لبنان وإعادة التزامه بتزويد لبنان بمادة زيت الوقود الثقيل وتمديد الاتفاقية وتجديدها، كذلك الالتزام بزيادة الكميات خلال هذا الشهر ليصبح 125 ألف طن بدلًا من 100 ألف طن ويفترض تحميلها من العراق في السادس والعشرين من الشهر الحالي. كذلك نحنُ بصددِ تنفيذِ اتفاقية تبادل «كرود أويل» من العراق والذي من خلالها نستحصل على زيادة الكمية، والعراق أكد التزامه بذلك، و(أول من) أمس أجريتُ اتصالاً مع الوزير حيّان عبد الغني ومع رئاسة الحكومة العراقية، وقد أعربوا لنا عن رغبتهم في الإسراع بتنفيذ هذا الموضوع، كي يكون لدينا مصادر عدّة للفيول، وليس مصدراً واحداً».
واعتبرَ أنّ «المهمَّ اليوم هو بروزُ دور الجزائر في معركة الصمود، وأصدقاء لبنان يبرزون اليوم حيث تبين، أننا نستطيع الاتكال على العراق والجزائر، وبالتالي نحن نتفقُ مع الجزائريين على ضوابط ومعايير هذه الهبة أيّ الكميّة والنوعيّة، ونحنُ الآن بحاجة من ناحية إلى الغاز أويل لدير عمار والزهراني، ومن ناحية ثانية نحنُ بحاجة إلى الفيول أويل « غريد ب» لمعمليّ الزوق والجيّة».
وتابعَ «بالنسبة لإعادة التغذية بالتيار الكهربائيّ بشكل متدرِّج، فاليوم لدينا 200 ميغاوات من مخزون الديزل الذي تم أخذه من المنشآت بطريقة الإعارة، وهذا سيستمرُّ معنا حتّى نهاية الأسبوع، وإذا كانت الحاجة إلى أكثر من ذلك فيُمكن عندها «فتح الحنفيّة»، وشركة الكهرباء يمكنها إعادة هذه الكميّات، ومن المتوقّع أن يكون جرى فتحُ الاعتماد من قبل مصرف لبنان ومن شركة كهرباء لبنان وبالتالي ليس هناك أيّ عوائق ويُمكن تعبئة «سبوت كارغو» في مصر وستكون متوافرة في 26 آب في لبنان، وعندها ترتفعُ التغذية تدريجاً إلى 600 ميغاوات، وهذا ما كان متوافراً لدينا في السابق في ظلّ استقرار نسبيّ للطاقة أيّ بحدود 5 إلى 6 ساعات».
وأعلن أن «التحسُّن سيكون جذريّاً ابتداءً من أول الأسبوع المقبل، بالإضافة إلى ذلك قريباً وفي فصل الخريف وما يتعلق بمعمليّ الزوق والجيّة اللذين يستطيعان تأمين 200 ميغاوات سيتم تشغيلهما بحسب قرار مجلس الإدارة الذي وافقنا عليه والذي تأخَّر. يمكن لهذين المعملين أن يعطيا كهرباء بكمية 200 ميغاوات زيادةً عن 600 وعندها يمكننا أن نصل إلى 800 ميغاوت. أمّا بالنسبة للمجموعة الرابعة في دير عمار وفي الزهراني فيُمكن أن تزداد هذه المجموعة 200 ميغاوات لنصل إلى 1000 ميغاوات إذا جرى تزويدُها بالفيول».
العراق ينفي
في غضون ذلك، نفى الناطقُ الرسميّ باسم الحكومة، باسم العوادي أمس «ما يُشاعُ عن توقّف العراق من تزويد لبنان بالوقود» وأشار إلى أنّ «التأخير حصلَ لأسبابٍ فنيّة ولوجستيّة تتعلّقُ بالنقلِ والشَحن».
وقال العوادي لوكالة الأنباء العراقيّة (واع)، إنّ «العراق ملتزم الاتفاق الذي وقِّع بين بغداد وبيروت، والأهمّ والأصدق هو الالتزام الاخوي والقومي والإنساني من الحكومة العراقيّة والشعب العراقيّ إتّجاه أشقّائنا في لبنان في الأوقات العصيبة الحاليّة». وأكّدَ أنَّ «الشُحنة الجديدة ستُحمّلُ خلالَ الأيّام المُقبلة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى