مرويات قومية
ولأن في التاريخ بدايات المستقبل…
تُخصّصُ «البناء« هذه الصفحة، لتحتضنَ محطات مشرقة من تاريخ الحزب السوري القومي الاجتماعي، صنعها قوميون اجتماعيون في مراحل صعبة، وقد سجلت في رصيد حزبهم وتاريخه، وقفات عز راسخات على طريق النصر العظيم.
وحتى يبقى المستقبل في دائرة رؤيتنا، يجب أن لا يسقط من تاريخنا أي تفصيل، ذلك أننا كأمّة، استمرار مادي روحي راح يتدفق منذ ما قبل التاريخ الجلي، وبالتالي فإن إبراز محطات الحزب النضالية، هو في الوقت عينه تأكيد وحدة الوجود القومي منذ انبثاقه وإلى أن تنطفئ الشمس.
أنّ نكتب تاريخنا،..فإننا نرسم مستقبل أمتنا.
إعداد: لبيب ناصيف
فكتوريا معلوف التي عرفت سعاده في كوريتيبا (البرازيل)
كان سعاده يقضي أيامه ومعظم لياليه بين الكتب
شهدت مدينة كوريتيبا (ولاية بارانا) كما العديد من مدن وبلدات «القارة البرازيلية» حضوراً حزبياً جيداً كنا نأمل ان يكتب عنه الأمناء والرفقاء الذين نشطوا وتولوا المسؤوليات، بدءاً من الأمين وليم بحليس، والرفيق نجيب عسراوي، فيضيفون الى ما كان تركه لنا سعاده من إرث كبير لتاريخ العمل الحزبي في فترة تواجده مع والده الدكتور خليل سعاده، الى ان غادر البرازيل في العام 1930 (فوصوله الوطن في 30 آذار) ثم في الفترة التي عُرفت بسنوات الاغتراب القسري.
باستثناء ما كتب الأمين نواف حردان، وما سعيتُ اليه في فترة تواجدي لمدة قصيرة في البرازيل، لكان ضاع الكثير من تاريخ الحضور الحزبي الرائع في البرازيل، تماماً كما ضاع حضوره في العديد من بلدان المهجر، بسبب عدم تنبّه الرفقاء، سابقاً وحالياً، وبالرغم من الكثير من السعي والمتابعة المطالبة.
أثناء اقامتي في البرازيل قمتُ بزيارة مدينة كوريتيبا أكثر من مرة. التقيت عدداً كبيراً من الرفقاء أذكر منهم زكي زريق، نايف حماتي، أكرم قانصو، مارون سرور، وفي مدينة بونتا غروسا المجاورة، الرفيق رامز عيسى.
كنت التقي ايضاً المواطنة الصديقة المحامية عليا حداد، الناشطة في الجالية وفي اتحاد المؤسسات العربية البرازيلية (فيآراب) والتي تولت رئاسة فرعه في ولاية بارانا.
في كوريتيبا هذه، قطنت السيدة فكتوريا صليبي بوراجي معلوف، وفيها تعرَّفتْ على سعاده الشاب قبل عودته الى الوطن عام 1930، فتأسيسه الحزب.
قمنا بزيارتها الى منزلها في سان باولو، التي انتقلت اليها بعد زواجها من قريب لها من آل ميماسي، كي نسألها كيف عرفت أنطون سعاده، ومتى…؟
وكان لنا مع السيدة فكتوريا معلوف الحديث التالي الذي نشرناه في العدد الخاص الصادر عن سورية الجديدة عام 1983:
«كان شقيقي رشيد معلوف يقيم في مدينة كوريتيبا، عاصمة ولاية بارانا، وكان صديقاً لـ أنطون سعاده.
ذات يوم من عام 1926 وصل أخي برفقة شاب وسيم الطلعة وقدّمه إليّ قائلاً بأنه أعز صديق له وسوف يقيم عندنا في البيت وعليّ أن أعامله كأنه من أفراد العائلة.
فانصعتُ للأمر وصار الشاب (أنطون سعاده) كأنه واحد منا. أقام عندنا في البيت، شارع ماريشال فلوريانو، قرابة العام. وكان لدى أخي رشيد مكتبة كبيرة تضمّ عدداً من الكتب والمجلدات بالعربية والبورتغالية. كان سعاده يقضي كلّ النهارات ومعظم الليالي يدرس ويطالع. وكثيراً ما كان ينسى مواعيد تناول الطعام فينام والكتاب بين يديه.
كان نخلة جبران، ابن عم جبران خليل جبران، من أصدقاء أخي رشيد في كوريتيبا، وقد كان يراسله دائماً، فيُطلع سعاده على رسائله والأجوبة الجبرانية عليها. كما كانت له صداقات مع يوسف جبران والشاعر الياس فرحات وخليل كرم واخوته بشارة وجوزيف وجورج، وراجي الشويري وأخيه فضل الله الشويري، وتوفيق قربان وليندا تبشراني. كان هؤلاء الأدباء يجتمعون في بيتنا يتباحثون ويتناقشون في الأدب والشعر. وكان سعاده دائماً قطب الدائرة يطرح عليهم الأسئلة الصعبة التي يدور حولها النقاش ويشتدّ الجدل.
ـ حدثينا عن تصرفات سعاده
*كان ينهض صباحاً باكراً ويمارس الرياضة البدنية ويقوم بالتمارين الصعبة. وأذكر أنّ أخي رشيد كان قد سافر مرة، وطالت سفرته. فكتب سعاده اليه رسالة طويلة يبدي فيها قلقه لتأخره، فأجابه رشيد برسالة مختصرة يقول فيها بأنه سيعود بعد أيام قليلة، فعاد سعاده وكتب اليه ما يلي:
يا رشيد ما كان شرط
تكتبلي ورقة صغيرة
كأنو مكتوبي فرط
ومكتوبك عملة كبيرة
أذكر أيضاً بأنه شجعني مرة على حفظ قصيدة صعبة الألفاظ. واعداً إياي أن يهديني اشتراكاًفي بمجلة «الرجال والنساء» التي كانت تصدر في مصر لصاحبتها روزا حداد أنطون، شقيقة فرح أنطون، فحفظت القصيدة ونفذّ سعاده وعده بإهدائي الاشتراك في المجلة التي يبدو أنه كان يراسلها. وكثيراً ما كنت أراه مرحاً خفيف الروح يداعب مخاطبيه ويحكي لهم النكات الأدبية. وكان يسمّيني «العباسة أخت الرشيد» ويقول إذا رآني حزينة: «زعلت العباسة وقطبت جبينها». وكنت أجد صعوبة في دعوته لتناول الطعام وهو غارق في الدرس والمطالعة.
ـ هل بإمكانك تفسير تلك الصداقة التي كانت بينه وبين أخيك رشيد؟
*كان التفاهم بينهما يبلغ أقصى حدوده وكان أخي يقدّره ويحترمه ويحبّه كثيراً، وعندما كان يستقبل أحداً في بيتنا كان يقول عنه، بأنه «إنسان فوق العادة» لكثرة ما كان معجباً به. فكنت أقول له: «بدك تِخوَت بسعاده»؟ وكانا يختليان وحيدين في المكتبة ويقرآن ويتحادثان همساً كأنهما يستعدان للقيام بمشروع خطير او يتآمران على الدولة. وعندما كانت خلوتهما تطول وينسيان الدنيا، كنت أحمل اليهما القهوة فلا يشعران بوجودي ويتابعان أحاديثهما التي كانت بالنسبة لي كالرموز والاحاجي.
ـ هل رأيت سعاده بعد ذلك؟
*كلا. عاد الى سان باولو فلم أعد أراه الا عندما عدت الى الوطن بعد وفاة شقيقي رشيد. كنت أزور أقرباء لي في حي فرن الشباك في بيروت عام 1936 أو 1937 فرأيت حشداً كبيراً من الناس. وعندما سألت عن السبب قيل لي انّ «الأستاذ» يخطب في البيت المجاور، وعندما نزلت الى الشارع بعد ساعة رأيت شاباً يخرج من ذلك البيت ويتحلق حوله عدد من الشباب يحرسونه. وكم كانت دهشتي كبيرة عندما عرفت بذلك «الأستاذ» انطون نفسه. فاندفعت نحوه وأنا أقول له: «أهذا أنت؟» فعانقني وبكيتُ كما ذرفت عيناه دمعتين حارتين وقال لي: «لم أكن أتوقع أن نخسر رشيد بهذه الطريقة المحزنة».
وكان يقصد أخي رشيد الذي قُتل في البرازيل برصاص غادر. ودّعته وأنا متعجبة لذلك الحشد الكبير الذي يحيط به. كان الناس يطّلون من نوافذ البيوت ليروه، والشارع مكتظ بالجماهير.
الأمين محمد راشد اللادقي
كان يشعّ في محيطه جواً من الاحترام وصدق الانتماء
في الجزء الثاني من مجلده «من الجعبة» يقول الأمين جبران جريج عن مديريات منفذية بيروت (في الفترة 16/11/1935 – 16/11/1936) ما يلي:
مديرية رأس بيروت ومديرها ناجي تميم
ساقية الجنزير ومديرها علي اللبان
وطى المصيطبة ومديرها أديب الزهيري
البسطة وقد اتخذت لنفسها تسمية مديرية «جبل النار» مديرها محمد راشد اللادقي
الناصرة واتخذت لها تسمية مديرية «النصر» مديرها علي بيضون
الأشرفية ومديرها بهيج سمعان
منطقة النجمة ومنها زقاق البلاط، مديرها عبد الله الجارودي
منطقة كركول الدروز، مديرها صلاح بكداش يعاونه الرفيق حسن بكداش»، يضيف: «كان الحد الأدنى للمديرية أربعين عضواً، وقد شذت «جبل النار» فاتسعت لثمانين، ما عدا العدد الوفير من الأعضاء المنتشرين في المصيطبة والمزرعة والجميزة وعائشة بكار وفي الضواحي».
هذا يعني أن الأمين محمد راشد اللادقي كان منتمياً إلى الحزب في تلك الفترة، أما كيف انتمى؟
يفيد الأستاذ عبد الحفيظ اللاذقي عن كيفية إنتماء والده الأمين محمد راشد اللاذقي، بما يلي:
«ذات يوم من العام 1934 وبينما كان الشاب محمد اللادقي مع صديقيه محمد شامل وعبد الرحمن مرعي (الثنائي المسرحي في ما بعد «شامل ومرعي») يقومون ببعض التمارين لمسرحية في منزله، أخبراه أنه يوجد حزب سري زعيمه يبشر بنهضة جديدة. هذا ما دفعه للتوجه مع محمد شامل إلى أحد الأمكنة في شارع المعرض ليتعرّف إلى هذا الحزب. هناك استقبلهما شاب فدار نقاش بينهما ثم طلبا مقابلة الزعيم وعندما دخلا، وجدا نفس الشخص الذي تكلما معه أولاً، فهو نفسه الزعيم».
أما الأمين جبران جريج فله رواية أخرى، مشابهة، إذ يقول في الجزء الأول من مجلده «من الجعبة» الصفحة 307 ما يلي:
« تمّ اتصال الرفيق عبد الفتاح زنتوت من رأس بيروت بصديقه الحميم محمد شامل الذي كان على صداقة وطيدة بمحمد راشد اللادقي فاتصل به لتبشيره بالاكتشاف السعيد بوجود النهضة السورية القومية الاجتماعية لإشراكه بالعمل في سبيلها فعقدا على أثرها جلسة تشاور وبحث ونقاش قررا فيها السير قدماً في هذه الطريق فاتفقا مع زنتوت على لقاء مع أحد الدعاة لهذه الرسالة القومية الشريفة.
« حدث اللقاء في مكتب الحزب السري في شارع «فوش» فقابلا فيه شخصاً أخذ يشرح لهما الأفكار الجديدة وبعد مضي ما ينوف على الساعة ونصف الساعة اقتنعا فاستدعى هذا الشخص الرفيق عبد الفتاح زنتوت الذي تسلّمهما وأخذ بدوره يشرح لهما المرحلة الجديدة التي تسبق الانتماء بدءاً من القسم فلم يمانعا في ارتباطهما بالقسم، والالتزام بالقوانين السارية المفعول بهذا الحزب السري وأصبحا عضوين فيه.
«على أثر هذه العملية عرض الرفيق زنتوت عليهما تعريفهما بزعيم هذا الحزب فقادهما إلى الغرفة التي تمّ فيها لقاؤهما بالشخص الأول ولشدّ ما كانت دهشتهما عندما عرفا أن هذا الشخص هو زعيم الحزب بعينه.
«بهذا الانتماء بدأ عهد جديد لمنطقة رأس النبع والبسطة فقد حصل الرفيق الجديد محمد راشد اللادقي على تفويض لإدخال المواطنين الصالحين في الحزب السري آنذاك، وانطلق يعاونه الرفيق الجديد محمد شامل في هذه المهمة بكل عزيمة صادقة أعطت نتائج مذهلة في هذه المحلة».
ويضيف الأمين جبران جريج في الجزء الثالث من مجلده «من الجعبة» فيروي:
«وتمر الأيام فتندلع في أواسط شهر تشرين الثاني 1936 فتنة طائفية في بيروت أبطالها أحزاب طائفية مسيحية تمثلت بحزبي «الوحدة اللبنانية» و «الكتائب اللبنانية» في مقابل «الكشاف المسلم» و «حزب النجادة».
حينها وجه سعاده نداءً إلى القوميين الاجتماعيين ثم ألحقه بمقال في مجلة «الجمهور» بعنوان «دم الغوغاء» ووجه منفذية بيروت كي تنظّم فرقاً من القوميين الاجتماعيين تسير إلى أحياء الجميزة والبسطة توزع نداءه وتحول دون تفاقم الفتنة بعد أن كانت تعرّضت مخازن المحمديين في الأحياء المسيحية للتعدّي، ودعا عدد من خطباء الجوامع إلى التصدي للمسيحيين».
يومئذ كان الأمين محمد راشد اللادقي منفذاً عاماً لبيروت. يروي الأمين عبد الله قبرصي في الجزء الأول من «عبد الله قبرصي يتذكر»:
«لست أذكر لماذا عينني سعاده رئيساً لمجلس العمد عوضاً عن نعمة تابت الذي كان رئيساً دائماً، من قبل ومن بعد، لكني أجزم أني عُيّنت بمرسوم من سعاده رئيساً للمجلس لأني عقدت بهذه الصفة مؤتمراً للمنفذين العامين في الأشرفية، كما أصدرت أوامر إلى فرقتين الواحدة بقيادة مأمون أياس للتوجه إلى الأشرفية والثانية بقيادة جورج عبد المسيح للتوجه إلى البسطة، وذلك بطلب من الزعيم نفسه في غاية مواجهة جموع المتظاهرين وإلقاء خطب التهدئة والدعوة إلى نبذ العصبيات الدينية والطائفية والانصهار في الإخاء القومي، كما وزعنا نداء كان وجهه سعاده إلى القوميين الاجتماعيين للوقوف في وجه التعصب الطائفي البغيض».
أما جورج عبد المسيح فيقول في الجزء الأول من يومياته: «وضع الزعيم نداءه التاريخي إلى الشعب. طبع البيان وكان علينا أن نوزعه للفرق القومية الاجتماعية المعدة في أماكن متعددة من أحياء بيروت. وكان مركز انطلاقنا بيت صلاح لبكي قرب السراي الكبير، وبيت سلمى الصائغ(1) قرب مدرسة الأميركان للبنات» .
* * *
إثر وفاته، كتبت عنه «البناء» في قسمها الثقافي، ومما قالت:
في يوم عماطور 19/11/1937، كان الأمين محمد راشد اللادقي يتولى مسؤولية عميد للداخلية، وكانت له اليد الطولى في تنظيم الحشد الحزبي الكبير رغم أن مذكرة توقيف كانت صدرت بحقه من قبل المستنطق العام. ويوم عماطور يُعتبر من أيام الحزب المشهودة حيث تلاقت القوتان: قوة حكومية تطوق الساحة وقوة قومية اجتماعية خفية تطوق هذه القوة من على السطوح ومن جوانب المداخل إلى الساحة.
«وصل الزعيم فأبلغه القائمقام وقائد الدرك الأسباب الموجبة لإلغاء المهرجان، فأحالهما الزعيم إلى المنفذ العام الرفيق كامل أبو كامل (الأمين في ما بعد) للتفاوض والمشورة. في هذه الأثناء بدأ الزعيم خطابه أمام الحشد الكبير من القوميين الاجتماعيين وأبناء عماطور والشوف، فيما بدأ المنفذ العام يكشف الأوراق المستورة فتبرز إلى الميدان ورقة اثر ورقة: هنا سلاح على سطح وهناك سلاح على مدخل إلخ… مما جعل السلطة المحلية ترى بأم عينها أن الاصطدام لن يكون لصالحها كما أنه لم يعد بإمكانها إلغاء المهرجان والزعيم كان قد بدأ الكلام». (جبران جريج الجزء الثالث من مجلده من الجعبة).
وفي هذا الجزء الذي يغطي مرحلة 16/11/1936 – 16/11/1937 يقول الأمين جبران جريج (ص 207) في معرض حديثه عن العمل الحزبي في فترة اعتقال سعاده بعد «يوم بكفيا» الشهير:
«كان مفوض الداخلية الرفيق قاسم حاطوم حركة دائمة لا يغيب حتى يحضر، وهو يتفقد المناطق ويستثير الهمم، ويدعو إلى الانضباط التام. كذلك كانت منفذية بيروت التي تسلمها الرفيق سعيد البستاني بعد الرفيق محمد راشد اللادقي الذي كان قد أصبح عميداً للداخلية ثم سجيناً إثر اعتقاله في مركز الحزب حيث كان على موعد مع الرفيقين صلاح الشيشكلي وخالد أديب، فجرّهما هذا الموعد إلى السجن معه دون معرفة سابقة بهما، فكان سجن فتعارف ولقاء».
في أواخر الثلاثينات اعتقل الأمين محمد راشد اللادقي مع غيره من مسؤولين ورفقاء، وسيق إلى معتقل المية ومية. وعندما وصل سعاده إلى الوطن في 2/3/1947 عائداً من مغتربه القسري كان الأمين اللادقي يتولى مرة جديدة مسؤولية منفذ عام بيروت، وقد ساهم بتنظيم الاستقبال الحاشد الذي لم تشهد له بيروت مثيلاً.
في العام 1954 منح الأمين محمد رتبة الأمانة. إلا أنه في أواخرها ابتعد عن العمل الحزبي لسببين:
الأول وظيفته الحساسة في بلدية بيروت كرئيس للديوان،
والثاني انشقاق الحزب عام 1957 (عبد المسيح)، وما تبعها من حوادث الفتنة عام 1958 والأثر السلبي الذي تركته على العمل الحزبي في مناطق بيروت حيث كانت تتمركز «المقاومة الشعبية».
إلا أنه في السبعينات عاد لتولي المهام الحزبية بنشاط واندفاع لافتين فكان «خازناً» لمنفذية بيروت أكثر من مرة، كما كان ناظراً للمالية. الرفقاء الذين عملوا في بيروت وتعرفوا على الأمين اللادقي، عرفوا فيه القومي الاجتماعي الصادق، الصريح، المبدئي، المناقبي، المحب، المؤمن، فكان يشعّ في محيطه جواً من الاحترام المقرون بالحب والثقة.
ومع أن رتبة الأمانة سقطت عن الأمين محمد كما عن غيره من حاملي الرتبة في العام 1970 بفعل إلغاء رتبة الأمانة بعد مؤتمر ملكارت، إلا أنّ الرفقاء استمروا يتوجهون إليه بحضرة الأمين، احتراماً له وتقديراً لالتزامه الواعي وتفانيه.
* * *
بطاقة هوية
والده إبراهيم علي اللادقي.
والدته وداد فاخوري.
ولد عام 1910 في دمياط (مصر) حيث كان يقيم والده ويعمل.
بعد وفاة والده عادت الوالدة بأطفالها إلى لبنان.
درس في المدرسة العلمانية الفرنسية (اللاييك).
اقترن من السيدة فاطمة غملوش (من جباع).
رزق بخمسة أولاد: سلمى، عبد الحفيظ، عماد، الرفيق ماهر ولينا.
أشقــاؤه : – الأستاذ عبد الحفيظ.
– الأستاذ محمد طاهر له أكثر من مؤلف في القراءة العربية.
– الرفيق مصطفى اللادقي، أستاذ جامعي في حلب، متأهل من الرفيقة نعم فاخوري.
– الشاعر الرفيق أمين اللادقي .
من أقربائه: – الأمين بشير فاخوري.
– الرفيق الشاعر صلاح اللبابيدي.
– الرفيق زكريا اللبابيدي.
توفي في 30/1/1991 إثر نوبة قلبية حادة.
عمل في بلدية بيروت كرئيس للديوان فيها من العام 1940 لغاية العام 1974.