الغرب المتوحش وسياسات سفك الدماء
د. حسن مرهج*
على مرّ التاريخ، شهد العالم العديد من الحروب والنزاعات التي كانت لها آثار مدمرة على الإنسانية. لكن في العصر الحديث، يبدو أنّ الغرب المتوحش، ممثلاً بالولايات المتحدة وحلفائها، قد اتخذ من سفك الدماء وسيلة لتحقيق أهدافه السياسية والاقتصادية، ويبدو واضحاً أنّ الولايات المتحدة مستمرة في سياساتها التدميرية لدول المنطقة، وذلك عبر سياسات ترمي من خلالها إحداث أكبر قدر ممكن من الضرر في الدول المناهضة للسياسات الأميركية.
حقيقة الأمر أنّ انهيار الولايات المتحدة قد يكون خطوة نحو إنهاء هذه السياسات المدمرة، خاصة أنّ الولايات المتحدة تعتبر القوة العظمى التي تهيمن على السياسة العالمية، وقد استخدمت هذه الهيمنة لتبرير تدخلاتها العسكرية في العديد من الدول. من العراق إلى أفغانستان، وكانت النتائج غالباً مدمرة، حيث سقطت أعداد هائلة من الضحايا وتدمرت البنى التحتية، وبالتالي فإن انهيار الولايات المتحدة كقوة عظمى قد يؤدي إلى إعادة توزيع السلطة في العالم، مما يمهّد الطريق لظهور نظام عالمي أكثر توازناً. فبدون الهيمنة الأميركية، قد تتراجع السياسات العدائية التي تتبناها الدول الغربية، مما يساهم في تقليل النزاعات وسفك الدماء.
الإعلام كأداة للتضليل وشيطنة الخصوم
يُعتبر الإعلام أحد الأدوات الأساسية التي تستخدمها القوى الكبرى لتوجيه الرأي العام. في الوقت الحالي، نجد أنّ هناك حملة منظمة لتشويه صورة الدول التي تعارض الهيمنة الغربية، مثل روسيا والصين وإيران، ويتمّ استخدام كلّ وسائل الإعلام، من التلفزيون إلى الإنترنت، لنشر روايات معينة تهدف إلى شيطنة هذه الدول وتحويلها إلى أعداء في نظر الجمهور. من خلال تقديم معلومات مضللة أو انتقائية، يتمّ تعزيز الانقسامات وتحفيز النزاعات.
إنّ هذه السياسات الإعلامية ليست مجرد استراتيجية دعائية؛ بل هي جزء من خطة شاملة لتأمين المصالح الغربية على حساب الشعوب الأخرى. فبدلاً من التركيز على القضايا الحقيقية التي تواجه البشرية، مثل الفقر والتغيّر المناخي، يتمّ تحويل الأنظار إلى صراعات مفتعلة ومبالغ فيها.
إنّ الغرب المتوحش وسياساته القائمة على سفك الدماء لا تزال تؤثر بشكل كبير على العالم اليوم. إنّ انهيار الولايات المتحدة قد يكون خطوة نحو إنهاء هذه السياسات المدمرة، لكنه يتطلب أيضاً وعياً جماهيرياً حول دور الإعلام في تشكيل الرأي العام، وينبغي علينا جميعاً أن نكون واعين للتضليل الإعلامي وأن نبحث عن الحقيقة خلف الروايات المروّجة. فقط من خلال فهمنا العميق لهذه الديناميكيات يمكننا العمل نحو عالم أكثر سلاماً واستقراراً.
*خبير الشؤون السورية والشرق أوسطية