أولى

الأسد والمقاومة القدوة

– في خطاب أمام مجلس الشعب السوري بمناسبة بدء مهامه قال الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد « أرسل التحيةً إلى المقاومين في فلسطين، ولبنان، والعراق، واليمن، الذين يمثلون “قدوةً، وأنموذجاً، ومثالاً نقتدي به في طريق التحرير، والكرامة، والشرف، والاستقلال”. كما وجّه الرئيس الأسد تحيةً إلى الجولان المحتل، لافتاً إلى أنّ أبناءه “قدّموا الكثير من العبر، وبرهنوا أن غياب السيادة عن أرضه لا يعني سقوط الوطنية من وجدان شعبه”، مُشدّداً على تأكيدهم أنّ الوطنية ليست مظهراً ولا ادعاءً، بل انتماءً متجذر ووفاء وولاء. كما أشار إلى أنّ الإصرار والإيمان والإرادة الفلسطينية هي التي كسرت ثقة الكيان الإسرائيلي بمستقبل وجوده، حيث “قدمت غـزة مثالاً أعاد إلى الأجيال صحوتها، فبدأت ترى وتقرأ الواقع بطريقة مختلفة عما عمل عليه الغرب لقرون طويلة”، فـ«أسقطت ساعات من البطولة وأشهر من الصمود، عصوراً من الوهم”.
– هي المرة الثانية التي يعلن فيها الأسد الحرب الثقافية على روح الهزيمة، ويجدد دعوته لاستنهاض الشعب لخوض ميدان المواجهة أسوة بما فعلته غزة وما فعله اليمن، حيث ضغط الدمار والحصار أكبر مما تعانيه سورية، لكن ما فعلته غزة وما فعله اليوم جعل منهما قوة اقليمية ودولية، كما قال في الاجتماع الموسع للجنة المركزية لحزب البعث، معتبرا أن المطلوب هو مواجهة روح الهزيمة.
– مرة أخرى هو الرئيس المقاوم الدكتور بشار الأسد الذي عرفناه يتصدى لأعتى حرب كونية استهدفت سورية، واستنهض شعبه وجيشه وامتلك ثقة حلفائه، حتى شق طريق النصر الصعب، وسلم أعداء سورية بفشلهم، ولو لم يعترفوا بعد بنصرها، لكنهم يائسون من جدوى ما تبقى بين أيديهم من أدوات مثل الحصار والإرهاب لإعادة عقارب الساعة الى الوراء واستعادة زمام المبادرة في سورية.
– نجحت سورية بقيادة الرئيس الأسد بإسقاط أهداف اشرس حرب عرفتها المنطقة منذ عهود الاستقلال قبل أكثر من نصف قرن، لكن الأسد لم يتعب ويعيد تذكير شعبه ونخب سورية السياسية والحزبية بمسؤوليتهم تجاه الجولان المحتل، ويؤكد موقع سورية في خيار المقاومة، وموقعها في قلب محور المقاومة، ويقول إنّ الجمهورية العربية السورية هي “ساحة من ساحات الصراع في العالم”، لافتاً إلى أنّه في ساحاتٍ كهذه “نكون أمام خيارين، إما أن نتأثر فقط أو نؤثر ونحقق توازناً”. وأنّه بهدف أنّ يكتمل هذا التوازن، يجب “العمل بجد والبحث عن حلول ورفض الخضوع للإحباط والاستكانة للظروف، والعمل على تغييرها”.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى