دبوس
تغوّل لا يجدي معه إلّا القوة الماحقة
* «مساحة إسرائيل صغيرة، علينا أن نسعى إلى تكبير هذه المساحة، حتى تستطيع إسرائيل الدفاع عن نفسها بكفاءة أكثر».
* «لقد كان علينا حينما غزوْنا العراق، أن نستولي على آبار النفط، ونترك كلّ شيءٍ آخر، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يهمّنا».
هكذا تحدث ترامب مؤخراً، وهكذا يفكر هذا الرجل، الذي قد يكون الرئيس القادم لأميركا، لم يكتف هذا الأفّاق بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، وكذلك الموافقة على ضمّ الجولان، الآن يريد توسيع مساحة «إسرائيل» كيما تستطيع أن تدافع عن نفسها بكفاءة أكثر، على حساب من يريد هذا الأحمق أن يوسّع مساحة «إسرائيل»؟
في واقع الأمر ليس ترامب هو الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة الإلغائية، والتي لا تقرّ بأنّ هناك بشراً آخرين يعيشون على سطح هذه البسيطة، الكثير منهم وفي مجالسهم الخاصة، وأحياناً حتى بطريقة فجّة لا تراعي وجود الآخرين، الكثير منهم يعلّقون عندما يحتدّ الكلام عن بعض مناطق الصراع في العالم Nuke them ، أيّ لماذا لا نقذفهم بالنووي ونخلص؟
هكذا يفكرون، وهكذا يتطلّعون إلى الآخر، لا يوجد في قاموسهم شيء إسمه التعايش، أو التعارف مع الآخر، او تنوّع الثقافات وتنوّع أنماط الحياة والشخصيات الإنسانية والأمزجة والتقاليد، فإما ان تكون نسخةً عنهم، أو أنك تستحق الإزالة والإلغاء، من الواضح تماماً انّ الطريقة الوحيدة التي ستوقف هذا الإنسان الضالّ العنصري عند حدّه هي القوة الماحقة، لأنّ هذا الوحش لا يتوقف عند مجرّد الكلام والتلويح بالقوة، هو يقدّم فوراً، وحينما يشعر ان لا رادع له، على محاولة إلغاء وإزالة الآخر، البليون الذهبي ستجد طريقها الى التنفيذ إنْ لم تتحرك بقية الأمم وتراكم قوةً ماحقةً لا قبل لهذا الإنسان المارق بمواجهتها.
سميح التايه