جلسات حوارية في عمان حول دور الهيئات الثقافية العربية بمشاركة سورية
عقدت في العاصمة الأردنية عمان سلسلة جلسات فكرية وثقافية حوارية، بهدف تعزيز التعاون ووضع استراتيجية العمل الثقافي والفكري المشترك بين عدد من المؤسسات الثقافية والفكرية، وذلك بدعوة من منتدى الفكر العربي، حضرها رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني، ورؤساء اتحادات كتاب عدد من الدول العربية، ورئيس اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
كما حضر عدد من الباحثين والمفكرين وبعض رؤساء مراكز البحوث والدراسات، وكذلك بعض المسؤولين ورؤساء الحكومات السابقة والوزراء والسفراء.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية الدكتور الصادق الفقيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي عن بدايات تأسيس المنتدى 1981 وعن الجهود المبذولة من قبل المنتدى في معظم الدول العربية لتوحيد وتطوير الخطاب الفكري والفعل الثقافي وضرورة النهوض به.
وخصص المحور الأول من برنامج الجلسات الحوارية «نحو فكر عربي جديد» للحديث عن الإشكاليات الراهنة للمشهد الفكري العربي، وأكد فيها المتحدثون على العمل على مشروع فكري حضاري عربي جامع نابع من وعي المثقفين والمفكرين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم الفكرية والأيديولوجية، ضمن إطار مؤسسي متكامل على مستوى الدول العربية، كما تم التأكيد على ضرورة تطوير الهوية العربية الجامعة والثقافة والمواطنة الفاعلة، بما ينعكس إيجاباً على تماسك المجتمع وحماية الكفاءات التنموية وصيانتها.
اما الجلسة المخصصة لتجديد الخطاب النهضوي العربي، فتحدث الأمير الحسن بن طلال عن المخاطر الكبيرة المحدقة بالوطن العربي، موجهاً نداءً للمؤسسات الفكرية والثقافية والسياسية للوعي من المخاطر والتهديدات التي تواجه الدول العربية.
وعرض الأمير مجموعة من الخرائط الخاصة التي تفضح المخططات التقسيمية التفتيتية الرامية إلى تدمير الدول وتفتيتها، وأعطى الأمير جزءاً مهماً من حديثه وشرحه، وبالصور، للخرائط والمخططات الرامية إلى النيل من سورية وتقسيمها، مؤكداً على ضرورة الوعي وتحشيد القوى لمواجهة هذه المخططات الخطيرة.
كما تم التأكيد على ضرورة التشبيك مع الفكر العالمي المنسجم مع قناعاتنا والمدافع عن عدالة قضايانا، من خلال انتهاج سياسة طرق الأبواب المتعاطفة معنا وتنسيق العمل بين مؤسساتنا الثقافية والفكرية.
وبحث المشاركون في الجلسات الحوارية السبل الكفيلة بتعزيز دور الهيئات الثقافية العربية في مواجهة التحديات الراهنة، ولا سيما من خلال توحيد الخطاب الثقافي والفكري المتعلق بالقضايا الكبرى للأمة، ومد اليد إلى المؤسسات والأفراد الأكاديمية والتعليمية والثقافية والفكرية الداعمة للقضية الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية، والعمل على التمييز بين السردية الزائفة التي يحاول المحتل تثبيتها في خطابه وإعلامه وبين الخطاب والفعل الثقافي والإبداعي والإعلامي القائم على إحقاق الحق الفلسطيني في أرضه وحقوقه.
وألقى رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني، في إطار التنسيق مع المؤسسات الفكرية والثقافية وتوحيد خطابها، محاضرة في جمعية الشؤون الدولية في العاصمة الأردنية بالتعاون مع منتدى الفكر العربي، بعنوان «الليبرالية الجديدة.. الحرب على الأخلاق وثقافة الانتماء»، حضرها عدد من المثقفين والكتاب والسفراء، وقدمها الدكتور الصادق الفقيه الأمين العام لمنتدى الفكر العربي.
وتقديراً لجهوده الثقافية والفكرية الفاعلة عربياً وعالمياً قدم رئيس اتحاد الكتاب العرب درع الاتحاد للدكتور الفقيه، آملاً أن يتطور العمل الثقافي العربي بما يخدم قضايانا وينهض بمؤسساتنا.