نصر الله: استهدفنا في عمليّة الردّ على اغتيال شُكر قاعدة «أمان» الاستخباريّة وقاعدة دفاع جويّ قرب تل أبيب
عرضَ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله تفاصيل عمليّة الردّ على العدوان الصهيونيّ الغاشم على الضاحية الجنوبيّة لبيروت واغتيال القائد في «المقاومة الإسلاميّة» الشهيد فؤاد شُكر (السيّد مُحسن)، معلناً أنَّ الهدفَ العسكريّ النوعيّ في العمليّة هو قاعدة الاستخبارات العسكرية «أمان» ووحدة «8200» في «غليلوت» والهدف الآخر هو قاعدة الدفاع الجويّ في عين شيميا قربَ تل أبيب، مؤكّداً أنّه «بناءً على معطياتنا أنَّ عدداً معتدّاً به من المُسيَّرات وصلت إلى هذين الهدفين ولكنَّ العدوَّ يتكتم إلاّ أنَّ الأيّام والليالي هي التي ستكشفُ حقيقةً ما جرى هناك».
جاءَ ذلكَ في كلمة متلفزة للسيّد نصر الله عصرَ أمس، لعرضِ المجرَيات الأمنيّة على صعيد الجبهة الجنوبيّة أمس وعمليّة الردّ الكبير على العدوان الصهيونيّ على الضاحية الجنوبيّة لبيروت في 30 تمّوز الماضي والذي أدّى إلى استشهاد شُكر وعددٍ من المواطنين فضلاً عن سقوط عددٍ من الجرحى وأضرارٍ ماديّة.
وتوجّهَ السيّد نصر الله في مُستهلّ كلمته «إلى الشعب اللبناني العزيز وإلى كلّ أركان الدولة اللبنانيّة بالتعزية برحيل رئيس الحكومة سليم الحص الذي كان رمزاً للمقاومة والنزاهة والوطنيّة».
كما توجّهَ إلى «جمهور المقاومة وبيئتها بالشكر على صبرهم وصمودهم» وإلى «الإخوة المجاهدين في المقاومة الإسلاميّة الثابتين والراسخين في الأرض رسوخ الجبال بالشكرِ على صبرهم وصمودهم وثباتهم وإخلاصهم».
وأشارَ إلى أنَّ «العدوَّ هو الذي ذهبَ إلى هذه المرحلة من التصعيدِ مع لبنان باستهدافِ الضاحية الجنوبيّة لبيروت واستشهاد مدنيين والقائد الجهاديّ الكبير السيّد فؤاد شُكر» لافتاً إلى «أنَّ المقاومة أعلنت في حينه عزمها على الردّ على هذا العدوان لتثبيتِ المعادلات».
وقال «كنّا مستعدّين للردّ منذ اليوم الأول لشهادة السيّد مُحسن ولكن كما قلنا سابقاً إنَّ انتظارَ الردِّ هو جزءٌ من العقاب وكنّا نحتاجُ بعضَ الوقت لدراسة ما إذا كان المحور سيردّ كلُّه أو كلُّ جبهة لوحدها وتريّثنا لإعطاء الفرصة للمفاوضات لأنَّ هدفَنا هو وقف العدوان على غزّة».
أضاف «من الواضح أنَّ المفاوضات طويلة و(رئيسُ وزراء العدوّ بنيامين) نتنياهو بدأ بفرضِ شروطٍ جديدة على المقاومة في غزّة. وضعنا ضوابط للردّ منها ألاّ يكون الهدف مدنيّاً، علماً بأنَّ لدينا الحقّ بضرب «المدنيين» وألاّ يكون من البنى التحتيّة بل أن يكون الهدف عسكريّاً على صلةٍ بعملية الاغتيال (لشُكر)، إمّا قاعدة استخبارات وسلاح الجوّ وأن يكون الهدف قريباً جدّاً من تل أبيب».
وتابع «وجدنا مجموعةً من الأهداف وفقَ مواصفاتنا قربَ تل أبيب وحدّدنا قاعدة «غليلوت» وهي قاعدة مركزيّة للاستخبارات الإسرائيليّة (أمان) وفيها الوحدة 8200»، موضحاً أنَّ هذه القاعدة تبعدُ عن حدود لبنان 110 كلم وعن حدود تل أبيب فقط 1500 متر ما يعني أنَّها من ضواحي تل أبيب».
وأردفَ «وضعنا قاعدة «عين شيميا» ضمن دائرة الاستهداف وهي تبعدُ 75 كلم عن لبنان وعن تل أبيب 40 كلم، كما استهدفنا المواقع والثكنات لاستنزاف القبّة الحديديّة والصواريخ الاعتراضيّة ما يتيحُ أمام المسيّرات أن تعبرَ بإتّجاه هدفها».
ولفتَ إلى أنّه «تقرَّرَ أن يكون استهداف المواقع والقواعد بصواريخ الكاتيوشا موزعةً بالعشرات على مختلف المواقع والقرار هو إطلاقُ 300 صاروخ وثانياً استهدفنا بالمسيّرات من أنواعٍ وأحجامٍ مختلفة».
وقال «اخترنا يوم أربعين الإمام الحسين لتنفيذ العمليّة صباح اليوم (أمس) الأحد بعد صلاة الصبح وبعد أن يقوم المجاهدون بالتعقيبات اللازمة وعند الساعة 5:15 فجراً بدأت العمليّة».
وكشف أنَّ «المقاومة الإسلاميّة أطلقت في العملية وللمرة الأولى مُسيّرة من منطقة البقاع وعلى الرغمِ من بُعدِ المسافة، تجاوزت المسيّرة الحدود الفلسطينيّة المحتلّة»، مؤكّداً أنَّ «أيّ منصة إطلاق للمقاومة الإسلاميّة لم تُصب قبلَ العمليّة ولم تتعرّض مرابض المسيّرات لأيّ أذى لا قبل العملية ولا بعدها».
وأعلنَ «أنَّ الهدفَ العسكريّ النوعيّ في العمليّة هو قاعدة الاستخبارات العسكرية «أمان» ووحدة «8200» في «غليلوت» والهدف الآخر هو قاعدة الدفاع الجويّ في عين شيميا»، مؤكّداً أنّه و»بناءً على معطياتنا أنَّ عدداً معتدّاً به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين ولكنَّ العدوَّ يتكتم إلاّ أنَّ الأيّام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك».
وأوضحَ أنَّ «كلَّ ما أردنا إطلاقه في هذه العمليّة هو 300 صاروخ لكن أطلقنا 340 صاروخاً والعدوّ لم يحبط شيئًا»، مؤكّداً أنَّ السردية الصهيونيّة بشأن ما جرى، مليئة بالأكاذيب وهو ما يعكسُ مستوى الوهَن لدى هذا الكيان.
وشدّدَ السيّد نصر الله على أنّ «حديثَ العدوّ عن قصف صواريخ إستراتيجيّة ودقيقة كانت معدّة لاستهداف تل أبيب هو كذبٌ في كذب ولكن في هذه العمليّة ولرؤية واضحة ودقيقة لم نُرد استخدامَ هذه الأسلحة»، معلناً أنَّ «أيّاً من الصواريخ الإستراتيجيّة والدقيقة لم يُصب بأذى».
ولفتَ إلى أنَّ «كثيراً من الوديان يعتقد العدوّ أنَّ فيها منصاتٍ للصواريخ الباليستيّة ومنشآت يُمكن تدميرها»، كاشفاً أن الشهيدَ شُكر «كان اتخذ قراراً قبل مدّة من استشهاده بإخلاء هذه الوديان والمنشآت وبالتالي ما قُصف هي وديانٌ خالية أو تمَ إخلاؤها».
وأوضحَ أنَّ العدوّ «الإسرائيليّ قبل نصف ساعة من توقيت العملية بدأ بشن غارات جويّة على قرى في الجنوب ولم تكن لديه معلومات استخباراتيّة بل بسبب حركة المجاهدين لإتمامِ عملهم»، مؤكّداً أنَّنا «أمامَ فشلِ استخباريّ إسرائيليّ وفشل في العمل الاستباقيّ وعمليتنا أُنجزت كما خططت بدقّة»، وقال «اليوم شهدنا مشهداً يعبّرُ عن شجاعة المقاومة عندما اتخذت هذا القرار. المقاومة أخذت قراراً وأقدمت فقامَ العدوّ بإغلاق تل أبيب والمطارات وفتحوا الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمُسيّرات فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك؟».
وأضاف «هذه أول عمليّة كُبرى تخوضها المقاومة بغياب القائد الكبير السيّد فؤاد ولم يحصل فيها أيّ خلل. العدوّ في ردّه صباح اليوم (أمس) لم يجرؤ على استهداف المدنيين لأنَّ هناك مقاومة وبيئة مقاومة وهذه المعادلة التي عدنا لتكريسها اليوم».
وأشارَ إلى أنَّ العمليّة نُفّذت على مرحلتين «المرحلة الأولى من كانت ضرب المواقع في الشمال بـ340 صاروخاً والمرحلة الثانية هي عبور المُسيَّرات بأنواعٍ وأحجام مختلفة نحو عمق الكيان. نحنُ سنتابع نتيجة تكتّم العدوّ عمّا حصل في القاعدتين المستهدفتين وإذا كان الردُّ مُرضياً وسنعتبرُ أن الردَّ كافٍ على جريمة الاغتيال وإن لم نره كافياً سنحتفظُ بحقّ الردّ حتّى إشعارٍ آخر».
وشدّدَ على أنَّنا «لن نتخلّى مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات عن غزّة وشعبها وعن فلسطين ومقدّسات الأمّة في فلسطين».
وقال «عمليّتنا اليومَ قد تكونُ مفيدة للطرف الفلسطينيّ أو للطرف العربيّ بالنسبة للمفاوضات والرسالة للعدوّ ومن خلفه الأميركيّ بأن أيّ آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمالٌ خائبة على الرغمِ من التضحيات خصوصاً في الجبهة اللبنانيّة».
وأكّدَ أنَّنا «قومٌ لا يمكن أن نقبلَ بالذلّ ولا أن نحني الرقاب لأحد ونحنُ نقاتلُ بالعقلِ والسلاحِ والمُسيّرات والصواريخ البالستيّة المخبأة ليومٍ قد يأتي».
وختمَ السيّد نصرالله «على العدوّ أن يفهمَ ويحذَر جيّداً في طبيعة لبنان والتغيّرات الإستراتيجيّة، فلم يعد لبنان ضعيفاً تحتلّونه بفرقة موسيقية بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم بفرقةٍ موسيقيّة».