مقالات وآراء

هل قتل قائد الوحدة 8200 في عملية «الأربعين»…؟

 حمزة البشتاوي

كان الهدف الأبرز في ردّ حزب الله على عملية اغتيال القائد السيد فؤاد شكر، إضافة إلى قاعدة عين شيمر وهي قاعدة للدفاع الجوي، هو قاعدة «غليلوت» شمال تل أبيب، حيث مقرّ الوحدة 8200 المسؤولة استخبارياً عن عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت…
وكانت معظم التقديرات قبل تنفيذ عملية «الأربعين» تشير إلى أنّ ردّ حزب الله سيكون ذات طابع أمني وعسكري وعقاب قاس ومباشر على الجريمة، وهذا ما حصل فعلاً في قاعدة «غليلوت» من خلال الخسائر المادية والبشرية التي وقعت فيها وتمنع الرقابة العسكرية «الإسرائيلية» نشر أيّ معلومات حولها مع احتمال مقتل قائد الوحدة العميد يوسي سارييل إضافة إلى نائبه وهو برتبة عقيد، لكن لا اعتراف حتى اللحظة بالخسائر المادية والبشرية، خاصة بعد أن أصدر نتنياهو أوامره إلى أجهزة الإعلام والدعاية «الإسرائيلية» بالعمل على إخفاء الخسائر والتمويه عليها إلى أقصى درجة وإخضاع أيّ محتوى إخباري يتعلق بردّ حزب الله للرقابة العسكرية، وذلك منعاً لتدهور الحالة المعنوية لدى الجنود والضباط «الإسرائيليين» وعائلاتهم بشكل خاص و»المجتمع الإسرائيلي» بشكل عام، وعدم إشعارهم بقدرات المقاومة ونجاحها في الردّ وأيضاً الحدّ من نشوة النصر والإنجاز الذي حققته المقاومة وأبقت بعده الإسرائيليين في حالة خوف وقلق كبير.
وعلى الرغم من أنّ الردّ قد استهدف 11 موقعاً عسكرياً «إسرائيلياً» فإنّ الأهمّ كما تؤكد الوقائع كان ضرب قاعدة «غليلوت» حيث مقرّ الوحدة 8200 التي تدير معلوماتياً عمليات الاغتيال والحرب النفسية ونشر الفتن والخداع والتضليل، وهي أكبر وحدة من ناحية العدد والإمكانيات والميزانية وتعتبر من أهمّ الوحدات في الجيش «الإسرائيلي» ولها إضافة إلى مقرّها في شمال تل أبيب مقر في النقب يُعتبر من أكبر مقرات التنصّت والتجسّس في العالم.
ويعمل في الوحدة آلاف الموظفين المختصين بمراقبة وسائل الإعلام والمواقع الإكترونية وصفحات ومواقع وسائل التواصل الاجتماعي بكلّ اللغات مع تركيز على اللغة العربية، وتمتلك الوحدة قسم «سايبر» مختصاً بالإختراق والتجسّس على شبكات الإنترنت.
وكانت الوحدة 8200 قد تأسّست ما قبل احتلال فلسطين عام 1948 ورغم الحديث «الإسرائيلي» عن أهميتها إلا أنها فشلت في توقع حدوث حرب العام 1973 التي خاضتها مصر وسورية، وفشلت أيضاً في توقع عملية «طوفان الأقصى» التي خاضتها كتائب الشهيد عز الدين القسام والكتائب المسلحة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023.
والأهمّ أنّ هذه الوحدة فشلت في توقع ما حدث لها في عملية «الأربعين» في 25 آب عام 2024 وسوف تفشل في توقع الردّ اليمني والردّ الإيراني اللذين لا مفرّ منهما…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى