فرصة «إسرائيل» النادرة لمواصلة الحرب وتوسعها!
عمر عبد القادر غندور*
تتمسك «إسرائيل» بما تصفه السيطرة عملانياً على محور فيلادلفيا ومعبر رفح مع مصر رغم اشتراط حماس على انسحاب العدو الكامل من قطاع غزة، وتمسّك مصري بمغادرة قوات العدو لإعادة تشغيله.
ويرى خبراء معنيون انّ تلك السيطرة «الإسرائيلية» على المعبر هي رسالة دعائية الى الداخل «الإسرائيلي»، ولا تعدو كونها «بروباغندا إسرائيلية» للضغط على حماس والوسطاء.
والمعلوم انّ السيطرة «الاسرائيلية» على المعبر هي مخالفة صارخة وليست اختراقاً لاتفاق السلام واعتداء صارخاً على السيادة المصرية، وهو ما يستدعي موقفاً مصرياً صارماً نرجو ان يخرج الى العلن!
ويقع المعبر في محور صلاح الدين أو فيلادلفيا، وهو شريط حدودي ضيّق داخل اراضي قطاع غزة ويمتدّ بطول 14 متراً على طول الحدود مع مصر، ولم يحترمه العدو «الإسرائيلي» يوماً رغم ما نصت عليه الأحكام الراعية لـ «معاهدة السلام المصرية ـ «الإسرائيلية» عام 1979، وهو دأب «إسرائيل» منذ قيامها لا تأبه بالمعاهدات ولا بقرارات مجلس الأمن الدولي، ولا محكمة الأمم المتحدة، ولا بالوعود ولا المواثيق ولا الاتفاقات، وترى نفسها فوق كلّ هذه الهيئات على مرأى ومسمع العالم، وليس موقفها في فيلادلفيا إلا مخالفة بل خرقاً لمضمون المعاهدة المصرية الاسرائيلية !
واليوم بعد ان فشلت الولايات المتحدة ومصر وقطر التي انطلقت على مدى أسبوع، وشهدت الزيارة التاسعة لوزير خارجية الولايات المتحدة بلينكن الى الكيان المحتلّ، على وقع جنوح رئيس وزراء العدو الاسرائيلي نتنياهو والاستمرار في مراوغته وتعامله مع الرئيس بايدن، يرى ذهابه الى الحرب الصريحة مع جبهات الإسناد من اليمن والعراق ولبنان الى قلب إيران، وهي الفرصة الذهبية المؤاتية والتي قد لا تتكرّر بمثل هذا الصمت المريب للعالمين العربي والإسلامي، ولاستمرار المذابح المريعة اليومية التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، رغم قسوتها وعنفها واستهدافها خاصة للنساء والأطفال الى جانب الجوع والمرض والحصار المميت الذي لم يشهد التاريخ له مثيلاً، على شخير الأمة النائمة والغائبة التي لم يوقظها تدنيس الحرم القدسي ولا عويل الثكالى واليتامى والأمهات المفجوعات ولم تحرك فيهم نخوة أولئك الشجعان والمحتسبين الذين لم يتأففوا ولم يشتكوأ… الصابرون على ما أصابهم ولا يقولون إلا «حسبنا الله ونعم الوكيل»…
وحسب المتخاذلين قول الله «وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا (15) قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) الأحزاب»، « يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) غافر»
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي