دبوس
ليست القيادة مجرمة فحسب الكينونة برمتها مجرمة
هو وشعبه المريض سيكولوجياً، مستمتع تماماً بقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة، ولا يريد لذلك تغييراً، بل إنّ شعبيته في شارعه السيكوباثي آخذة بالإزدياد، هذه الشخصية السادية الانغلاقية الكارهة للناس، والتي رأت في التعالي على بني البشر، معوّضاً نفسياً شرطياً لها لخلق حالة من التوازن والقدرة على البقاء، هذه الشخصية تمّت صياغتها على مدى مئات السنين، إنْ لم نقل آلاف السنين، كلّ شعوب العالم تخرج الى الشوارع رفضاً لممارسات أنظمتها حينما تتجاوز هذه الأنظمة الأوليغارشية حدوداً معينةً من الناحية الإنسانية، فتجد الشارع يهبّ عن بكرة أبيه لكبح هذه الأنظمة، ومنعها من الذهاب بعيداً في سفك دماء الآخرين واضطهاد الشعوب الأخرى مهما صوّرت لهم البروباغاندا الأوليغارشية وشوّهت صورة الشعوب التي تناصب أنظمتهم العداء،
في الحرب الفييتنامية، هبّ الشارع الأميركي بكلّ أطيافه لرفض هذه الحرب، ولإجبار نظامه على وقفها، لم نجد الشعب الأميركي أبداً مؤيداً للجرائم التي ارتكبها سياسيّوه، بل بقيَ يقاتل في الشارع حتى وضع حدّاً لهذه الحرب،
في الحرب التي شنّها نظام بوش الإبن ضدّ العراق، خرج الشعب الأميركي والشعب البريطاني يقاتلان بشراسة ما يرتكبه نظام بوش وبلير ضدّ الشعب العراقي، واستمرّت المظاهرات حتى أُجبر النظامان الأوليغارشيان على التخلي عن خططهما للاستمرار في احتلال العراق،
إلّا هذه الكينونة الإجرامية والتي لا تكنّ في داخلها أيّ بعد إنساني، فهي تزيد من تأييدها لهذا القاتل وكابينه كلما زادوا من بطشهم وقتلهم للمدنيين الذين كفلت كلّ الحروب عبر التاريخ عدم المساس بهم، والامتناع عن إيذائهم، واقتصار القتال في حالات الصراع على الجيوش المتقاتلة، لذلك فإنّ من الضروري والحتمي السيطرة على بعضٍ من قطعانهم، ليس للتنكيل بهم، وهم يستحقون ذلك، ولكن لإجبار هذا العدو المارق على التخلي عن سياسة قتل المدنيين كتكتيك عسكري…
المسألة ليست مستجدة، هي في صميم عقيدتهم وطريقتهم بالتفكير، لقد أجاب أحد إرهابيّيهم وهو مناحيم بيغن عن مجزرة دير ياسين خلال مرحلة إنشاء الكيان قائلاً، لولا مجزرة دير ياسين لما قامت «إسرائيل»، هكذا هم، وهكذا سيبقون، ولن يؤمَن شرّهم إلّا باستئصالهم.
سميح التايه