أولى

يسألونك عن المفاوضات وجبهة إسناد غزة؟ والمؤتفكات

محمد صادق الحسيني

الذين “فاوضوا” ربنا على “بقرة” لن تقف حبائلهم إلا عندما يُثخنون بالجراح، وإليكم ما نحن عليه حتى الآن الى حين يسقط الطاغية أرضاً ويتوسّل وقف النار:
1 ـ لا تقدّم ولا في أيّ نقطة من نقاط الخلاف.
2 ـ نتنياهو لا يمكن أن يوافق على ايّ اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع ولا في الضفة ولا في الشمال.
3 ـ الأميركي، سواءٌ الديموقراطي أو الجمهوري، ليسا في وارد ممارسة الضغط عليه لوقف إطلاق النار.
وهو يواصل تصريحاته بأنهم سيدافعون عن “أمن إسرائيل”، في مواجهة هجمات إيران وحلفائها… والمتوسط والأحمر وبحر العرب وغرب المحيط الهندي يعجّ بأساطيلهم، بالإضافة الى قواعدهم الجويّة في أوروبا والدول الخليجية والأردن.
4 ـ لديهم 379 طائرة تزويد بالوقود، لتقديم عمليات التزويد لمقاتلاتهم، في حال الضرورة.
أيّ أنّ لديهم قوة بحرية وجوية كبيرة وقادرة على تأمين غطاء ناريّ لحماية “إسرائيل” (كما يعتقدون).
5 ـ لكن، وكما يقول المثل: “يا خوف عكا من هدير البحر”.
حلف المقاومة يعمل بناءً على استراتيجية مدروسة وخطط عملياتية دقيقة ولن يسمح لا لنتنياهو ولا للأميركي بتحديد موعد الحرب ومساها.
ستستمر حرب الاستنزاف ضدّهم حتى يحين موعد المعركة/ الحرب/ الفاصلة حسب خطط المحور.
6 ـ الجنرال إسحق بريك نشر مقالاً أول أمس قال فيه:
إذا استمرت حرب الاستنزاف الحاليّة، ضدّ “إسرائيل”، سنة أخرى فإنّ “إسرائيل” ستنهار.
7 ـ المقاومة في غزة صامدة والمواطن صامد وقادران على مواصلة المعركة الى ما نهاية ولا ينقصهم شيء… كلّ شيء يسير حسب الخطة ومنسق مع بقية الأطراف.
يُضاف إلى ذلك انّ السنوار قد توقف عن التعامل مع مسار المفاوضات، لأنه يعتبر الموضوع كان حفلة أكاذيب وخداع لن تسفر عن شيء.
8 ـ لا ننسى أنّ حزب الله، وعلى الرغم من أنه وجه ضربة قوية لـ “إسرائيل” بالأمس، الا انه لم يستخدم أسلحة خارج المعتاد، أيّ أنه استخدم فقط الكاتيوشا والمُسيّرات، التي يستخدمها كلّ يوم في عملياته ضدّ القواعد الإسرائيلية في الشمال.
9 ـ ضابط الاستخبارات والمارينز الأميركي السابق علّق على هذه الجزئية الليلة الماضية بالقول:
إنّ هذا خبراً سيئاً لأميركا و”إسرائيل” وذلك لأنّ الحزب يحتفظ بأسلحته الاستراتيجية للخطة المناسبة له وطبقاً لخططه، بالتعاون مع بقية حلفائه.
10 ـ ومن نافل القول، طبعاً، إنّ عمليات الإسناد لغزة، من لبنان واليمن والعراق ستتواصل وإنّ الردّ الإيراني واليمني آتيان.
وعليه فإنّ المعركة مستمرّة، وإنْ بمنسوب مختلف وأساليب غير معتادة. كما أنّ احتمالات التصعيد، على الجبهة الشمالية، واردة جداً خلال الأسبوع المقبل. وذلك لأنّ “الإسرائيلي” لا يستطيع التعايش إلى ما لا نهاية مع الوضع في الشمال.
11 ـ وعليه فإنّ نتنياهو سوف يفعل كلّ شيء ممكن لجرّ أميركا للدخول في حرب مع إيران، لأنّ هدفه الاستراتيجي هو القضاء على إيران وليس فقط على المقاومة الفلسطينية واليمنية واللبنانية (كما يتوهّم)، وذلك لانه يعتبر أنّ إيران هي أُس المشكلة.
لكن مشكلته في أنّ الأميركي لا يريد الدخول في حرب ضدّ إيران لانّ حسابات حرب كهذه مختلفة عن حسابات نتنياهو.
هذه الحرب ستكلّف الأميركي؛
أ ـ ضرب كافة قواعد الجيش الأميركي في كلّ “الشرق الأوسط” ودول جنوب أوروبا… وتعريض خمسة وأربعين ألف جندي أميركي للخطر.
ب ـ تدمير صناعة النفط في الجزيرة العربية بأكملها، سواءٌ بالصواريخ الإيرانية أو اليمنية، الى جانب احتمالات إغراق حاملات طائرات أميركيّة، في بحار المنطقة.
ج ـ ضرب كلّ منصات النفط والغاز الإسرائيلية وفرض حصار بحريّ وجويّ شامل على “إسرائيل”، من خلال قوات حزب الله، وفرض حصار بريّ آخر، من خلال ضرب شاحنات البضائع الآتية من ميناء دبي، وهي المهمة الموكلة لفصائل المقاومة العراقية. أيّ انّ القوافل ستضرب بالصواريخ على طول الطريق.
د ـ كما يجب أن يُضاف إلى كلّ ذلك الجبهة الأردنية، التي ستفتح ضدّ “إسرائيل”. وهو ما يعني انّ مئات آلاف المقاتلين سينضمّون الى قوات المقاومة في لبنان والجولان وفلسطين.
هـ ـ وأخيراً وليس آخراً يجب أن نتذكر أنّ حزب الله يمتلك، في دول الطوق (الأردن وسورية ولبنان) ما يزيد عن مئة ألف مقاتل جاهزين للدخول الى الجليل ومعهم ثلاثمئة ألف مدني فلسطيني، جاهزون للعودة إلى مدنهم وقراهم في الجليل.
ونظلّ نحن في غزة محورها الرقم الصعب يا حضرة “الكابتن” القاتل نتن ياهو…
وعندما تكتمل استعدادات جبهة غزة بعمقها الاستراتيجي، سيصبح حال ما تبقى من جيشك كهشيم تذروه الرياح.
ومصيرك كمصير كلّ الطغاة من قبلك يوم اندحروا وهم يتبجّحون ويردّدون:
“أنا ربكم الأعلى”..
فإذا بهم يغرقون في لحظة ربانيّة منقطعة النظير…
“ومكر أولئك هو يبور”،
بعدنا طيّبين قولوا الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى