الضفة الغربية والمسار الجديد للصراع
حمزة البشتاوي
يشنّ الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة تحت أسم (المخيمات الصيفية) وهي العملية الأوسع منذ ما عُرف بعملية (السور الواقي) عام 2002.
وتتمّ هذه العملية العسكرية بمشاركة طائرات حربية ومروحية ومُسيّرة وقوات عسكرية كبيرة على مستوى فرقة
إضافة إلى مشاركة وحدات خاصة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ومنها الشاباك ووحدة المستعربين.
تتركز هذه العملية على مدن شمال الضفة الغربية ومخيماتها بضوء أخضر أميركي، وهي جزء من حرب الإبادة والتدمير والتهجير المستمرة ضدّ الشعب الفلسطيني الذي يقاوم ولا يستسلم في غزة حيث يصمد كشوكة في حلق الاحتلال وداعميه، ويواجه في الضفة محاولات الابتلاع بابتكار وسائل الصمود والمقاومة بمواجهة حكومة الدم والإعدام الإسرائيلية وأهدافها المتعلقة بالإسراع بعملية ضمّ الأغوار وبعض المناطق في الضفة الغربية، استناداً إلى البعد الرئيسي الذي يحمله المشروع الصهيوني، وهو البعد الإيديولوجي المتصل بالفكر التوراتي الذي يعتبره المستوطنون مبرّراً للاستيطان وتهجير السكان إضافة لسرقة الأغنام وقتل الرعاة والاعتداء المتواصل على القرى والمدن والمخيمات.
كما تهدف هذه العملية العسكرية إلى ضرب روح وثقافة وفعل المقاومة لدى الشباب الفلسطيني المقاوم في مدن ومخيمات الضفة الغربية، وكذلك إلى تحويل أكثر من 68 بؤرة استيطانية إلى مستوطنات كبرى (شرعية) وفقاً لرؤية وإيديولوجيا حزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش وخطته التي ترتكز على نقطتين أساسيتين وهما: إنهاء الحكم العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية ونقل الحكم والإدارة إلى الحكومة الإسرائيلية لتعلن السيادة الكاملة على الضفة الغربية، وهذا يعني ضمّ كلّ الضفة والعمل على تهجير كلّ السكان.
وكلّ ذلك يجري والمتفرّجون أنفسهم على غزة يتفرّجون على ما يجري في الضفة الغربية والقدس، دون أيّ حراك فاعل ولو نظرياً على أقلّ تقدير.
ولكن جيش الاحتلال الغارق في رمال غزة والعاجز أمام جبهة الإسناد من لبنان، يتحرك وهو خائف من انتقال اللهب إلى مدينة الخليل تؤام القدس في جنوب الضفة الغربية حيث تشير عدة تقديرات إلى توفر عدد كبير من الرجال من أصحاب الخبرات القتالية وكمية كبيرة من السلاح والعتاد، وهذا ما سوف يجعل المدينة تتحرك بانتفاضة مسلحة يستخدم فيها السلاح الناري ونصب الكمائن والعبوات الناسفة ضدّ الدبابات والجرافات والجنود والمستوطنين المسلحين من المسافة صفر وحتى أقلّ من ذلك في بعض الشوارع والنقاط.
وفي حال تحركت الخليل وبيت لحم في الجنوب كما يحصل في جنين وطولكرم ونابلس وطوباس في الشمال، سيكون هناك تحرك كبير في الوسط أيّ رام الله والقدس وأريحا وسلفيت، وهذا يعني انتفاضة كبرى تنهي العدوان على قطاع غزة وترسم مساراً جديداً في الصراع مع الاحتلال والمستوطنين.