أخيرة

دبوس

نحن نتجه بإصرار نحو الحرب الشاملة

 

حتى لو كان لديك كلّ حكمة السماء والأرض والملائكة والرسل والحكماء، ثم أنك ابتليت بعدوّ أحمق، فلن تستطيع إلّا ان تفعل ما يستلزمه الأمر للانتصار، وقبل ذلك خوض غمار الصراع حتى منتهاه، يستطيع جيش من الحكماء أن يقيم صرحاً من السلام والمحبة والإخاء بين الناس، ويستطيع أحمق واحد أن يهيل ذلك الصرح بلحظة واحدة،
بن غفير وسموتريتش وخلفهما نتنياهو وزمرة من المجانين، يرون انّ ساعة الحسم قد أزفت، وأنّ ما يتطلّبه الأمر هو طرد الفلسطينيين من الضفة – هكذا ببساطة – وتقويض المسجد الأقصى بواحدة من الجرافات العملاقة التي يمتلك الكيان الكثير منها، وينتهي كلّ شيء، ويستتب الأمر لمعاتيههم، ونراكم في اليوم التالي، وتصبحون على خير، سوف تندفع المنطقة بسرعة الصوت ساعتئذٍ نحو مقتلة عظمى، ونتحدث هنا عن سقوط الملايين، وقد تكون خسائرنا البشرية في بداية الأمر أكثر من خسائر هذا الكيان المعتوه، ولكن المحصلة ستحصّل الى إبادة مطلقة لهذه الكينونة، سيصبح معها وجود شعب الشيطان المختار من الماضي، أراهنكم على ذلك،
لست بمعتقد بأن ما يقدم عليه من هم في سدة حكم هذا الكيان هو أمر مدروس بعمق، وأنّ كلّ تلك الخطوات التي يقدمون عليها قد قتلت بحثاً وتمحيصاً، هؤلاء هم مجموعة من الزعران الخارجين على القانون، وهم تبوأوا هذه المراكز التي يحتلونها ليس بسبب التميّز الذهني، والألمعيّة الفكرية، والسجل الحافل بالإنجازات، هم وصلوا الى ما وصلوا اليه بسبب الخطاب الشعبوي المتطرف، والذي يستهوي الناخب العنصري الفاشي التلمودي، وهذه الجدلية البلهاء بين قيادي طامح في الكرسي، وبين شارع مفعم بالعنصرية والشعور الزائف بالتفوّق، وخزعبلات تلمودية، وهلوسات تاريخية مفتعلة، ومزيج من عقد نفسية وبارانويا طاغية، وعزلة مزمنة، ومشاعر سلبية إزاء كلّ شيء، لم تكن كلّ هذه الخلطة المريضة لتجد طريقها نحو ايّ إنجاز لولا تنحّي أمتنا عن ان يكون لها أيّ ثقل أو وجود وازن في هذا العالم، واستسلامها لطغمات حاكمة وضعت علينا في غفلة من الزمن، فأصبحنا، كالعير في البيداء يقتلها الظما، والماء فوق ظهورها محمول، أسلمنا أمورنا لأسوأ من فينا، وآثرنا أن نأخذ إغفاءةً استمرّت لقرون وقرون، وما أن استيقظنا لنستطلع ماذا يحدث، حتى وجدنا أنفسنا وقد قطعت أوصال بلادنا، وسلبت ثرواتنا، ودنّست مقدساتنا، وأصبحنا ملطشةً للأمم والشعوب، حتى هؤلاء التلموديين المعتوهين والمنبوذين من كلّ شعوب الأرض، يسوموننا سوء العذاب، ويجعلون منا أضحوكةً للعالمين.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى