الوطن

المستشارية الثقافية الإيرانية نظمت بحضور وفد من «القومي»‎ ندوة «فلسطين في فكر الإمام السيّد موسى الصدر»

نظمت المستشارية الثقافية في السفارة الإيرانية في لبنان ندوة بعنوان “فلسطين في فكر الإمام السيّد موسى الصدر”، في الذكرى السنوية السادسة والأربعين لتغييبه، وذلك في قرية “الساحة” التراثية، بمشاركة وفد من الحزب السوري القومي الإجتماعي ضم ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي ومدير دائرة الأنشطة الكشفية في عمدة التربية والشباب وسام القادري وعضو هيئة منفذية المتن الجنوبي رامز الشيخ صالح، ممثل عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى، ممثل عن كاثوليكوس الأرمن لبيت كيليكية آرام الأول كشيشيان، ممثل السفير الإيراني مجتبى أماني، مدير مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات نجل الإمام المغيّب السيد صدر الدين الصدر، قيادات حزبية لبنانية وفلسطينية وشخصيات.
قصير
بداية آيات من القران الكريم، ثم قدّم المتحدثين الدكتور علي قصير بمداخلة قال فيها: «الإمام السيد موسى الصدر وعى مبكراً أنّ احتلال فلسطين هو بداية لاحتلال كثير من الأراضي العربية، وأنّ سكوت العالم عن احتلال فلسطين من قبل الصهاينة، بكلّ ما تمثله من رمز للقداسة، سيسهل على الصهاينة احتلال ما يشاؤون من أراض عربية، وانتهاك جميع المقدسات دون خوف أو رادع أو وازع».
أبو كسم
واستذكر رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم «نصرة الإمام الصدر للمظلومين»، مؤكداً أنه «كان عابراً للطوائف في لبنان ومناضلاً في قلب القضية الفلسطينية فحملها إلى كل العالم».
أضاف: «في ذكرى تغييب الإمام الصدر نستذكر ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني في غزة من مجازر طالت الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير كامل المنازل والبنى التحتية، في ظلّ صمت عربي وعالمي مريب، وكأن الإنسانية في غيبوبة لم نشهد لها مثيلاً. إن ما يجري في فلسطين يعكس محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتدمير جذورهم التاريخية».
وأشاد بالدور «البارز للإمام موسى الصدر في دعم القضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن «دعمه لفلسطين لم يكن يقتصر على الخطاب الديني والسياسي داخل لبنان، بل رفعها إلى مستوى القضايا العالمية».
الرفاعي
من جهته، شدّد مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي على أن «فشل مشاريع الاحتلال حتميّ»، وقال: «ليس بيننا وبين المحتل إلا لغة الرصاص».
ولفت إلى أن «الإمام الصدر تجاوز مرحلة القراءة والتحليل ليصبح واحداً من أبرز القادة الذين استشرفوا أبعاد المشروع الإقليمي واللبناني»، مشدداً على «أهميّة استلهام فكر الصدر في مواجهة تحدّيات الحاضر».
عبد الهادي
أما ممثل حركة «حماس» في لبنان أحمد عبد الهادي فطمأن إلى وضع المقاومة، مؤكداً أنها «ما زالت قوية ومقتدرة وقادرة على الصمود والقتال مهما طال أمد الحرب».
وقال: «لقد بحثتُ في خطبِ ومحاضراتِ ومواقف الإمام السيد موسى الصدر لأطلع على فلسطين في فكره، فوجدتُ أنّ فكره كلّه فلسطين».
أضاف: «الإمام الصدر كان ينظر إلى فلسطين كرمز للمبادئ والقيم الإنسانية والإسلامية، وفكره كان يتسم بالتكامل والشمول، وقد سعى إلى بناء مجتمع قوي ومتماسك عبر تطبيق المبادئ الإسلامية على أرض الواقع».
وختم: «معركة طوفان الأقصى تمثّل تطبيقاً عمليّاً لفكر الإمام السيد موسى الصدر بخصوص فلسطين».
قبلان
ووعد عضو المكتب السياسي لحركة «أمل» حسن قبلان بـ»البقاء على نهج الإمام الصدر»، لافتاً إلى أن «قضية فلسطين إلى الأمام والمشروع الصهيوني شاخ وهو في طريقه إلى التفكك».
وشدّد على «ضرورة إعادة قراءة مواقف الإمام موسى الصدر بشأن القضية الفلسطينية، فقد وضع رؤية شاملة تتناول كل أبعاد القضية»، داعياً إلى «وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، مؤكداً أن «مواقف الإمام الصدر الداعمة للمقاومة تعكس التزامه العميق بالمبادئ التي نادى بها».
باقر
أما المستشار الثقافي الإيراني السيد كميل باقر فشدّد على «وعي الإمام المغيب»، مشيراً إلى أن «منظومة الإمام الصدر الفكرية تعتبر من أكثر المنظومات الفكرية قيمة لأن قضية فلسطين والقدس تشكلان محوراً أساسياً فيها».
وأوضح أن «فكر الإمام الصدر يسعى إلى الجمع بين القيم الإنسانية والحضارية»، داعياً إلى «الاستمرار في دراسة وتحليل هذا الفكر لإيجاد حلول للتحديات الراهنة».
وقال: «هناك أوجه شبه كبيرة جداً بين المنظومة الفكرية لسماحة الإمام السيد موسى الصدر ولسماحة الإمام السيد علي الخامنئي، وأنا كتلميذ صغير في المدرسة الفكرية ومن خلال متابعاتي ومطالعاتي الدائمة والحثيثة في فكر هؤلاء المفكرين العظام، دائماً أجد هذا التطابق والتقارب الفكري، وفقط من باب الاختصار أشير إلى سبع نقاط أساسية في رؤية الإمام السيد موسى الصدر ورؤية الإمام السيد علي الخامنئي تجاه فلسطين كعناوين فقط:
1 ـ مبدئيّة: السعي لتحرير فلسطين ودعم المجاهدين ومساندتهم بكل ما نملك من القوة مبدأ لا يشكّ فيه أحد.
2 ـ مركزيّة: إنّ القضية الفلسطينية ليست ملك أحد إنها مسؤولية هذه الأمة.
3 ـ أولويّة: إنّ قضية فلسطين هي قضية لبنان الأولى.
4 ـ دينيّة: السعي لتحرير فلسطين سعي لإنقاذ المقدّسات الإسلامية والمسيحية.
5 ـ إنسانيّة: السعي لتحرير فلسطين سعي لتحرير الإنسان.
6 ـ حضاريّة: إننا نعتبر «إسرائيل» خصمنا الأول وإنها تشكل خطراً علينا، خطراً ثقافياً حضارياً اقتصادياً وسياسياً.
7 ـ أحقيّة: (ربطاً بالخير والشر، والانتصار الحتمي للحق): «»إسرائيل» شرّ مطلق وخطر على العرب مسلمين ومسيحيين، وعلى الحرية والكرامة، ومكافحة «إسرائيل» خير ‏مطلق».
وأجمع المشاركون على «الرؤية الاستشرافية للإمام الصدر والتي توقّعت ما نعيشه اليوم في لبنان والمنطقة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى