مقالات وآراء

طفلةٌ لكلّ النّساء

د. راغدة قربان

في يدِه سُترةٌ أنيقةٌ
تنحدرُ مِنَ الأكتافِ
نِصفُها لا يُثرثرُ والباقي فوق الضَّحِكِ
يعلوها الدَّار.
عناقُنا المخطوفُ في وجهِ
الاِشتياق
كالصَّرخةِ التي طردَها الليلُ
عند الاِقترابْ.
غيابُه الضَّئيلُ يزاحِمُ
انتظاري
والمسافةُ الممشوقةُ عادَتْ تبحثُ
في دائرة ِالجُدرانْ.
متلاصقةٌ مِراراً،
أُحدِّقُ في كَومَةِ الغبارْ،
منهمكةٌ أنا،
شاردةٌ بكلِّ الأشياء
إلَّا ما تبقَّى من أفكار.
هو آتٍ، يُسارعُ المطرَ في الرُّجوعِ
كنتُ أرجوهُ أنْ لا يكون،
غرفتُنا وحيدةٌ
ملتهمةٌ تجوع،
يُخيفُها البردُ
لا سُترةً معلَّقةً
ولا صباحَ يُعطِّرُ ويفوح.
هو، لا يعرفُ وسادتي
وكَمْ حلُم ٍأحزنَني وألْفُ مساءْ.
أشكو للزَّمنِ عن سُترةٍ
كانَتْ بالأمسِ طفلةً لكلِّ النساءْ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى