دبوس
سرديّات الأعراب…
واحدة من أهمّ سرديّات عرب الانبطاح مؤخراً وذبابهم الالكتروني هي «أنّ حماس قامت بمغامرة غير محسوبة في السابع من أكتوبر»، وبالتالي فإنّ التخاذل العربي وإدارة الظهر لكلّ هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال هو أمر مبرّر، وأن على حماس ان تتحمّل وحدها تبعات تلك الهجمة والتي لم تستشر أحداً عندما قامت بها!
ماشي… هل قام شعب الضفة الغربية بـ «مغامرة» هو الآخر مثل «مغامرة» حماس في غزة حتى يقوم الاحتلال المجرم بما يقوم به الآن في الضفة الغربية، والذي هو آخذ، شيئاً فشيئاً، بالتصاعد ليتساوى، ولربما يفوق ما يفعله هذا الكيان السادي في غزة، فالتقتيل يحدث ولو بوتيرة أقلّ، وتدمير البنى التحتية على قدم وساق، وحصار المستشفيات ومنع الإمدادات وحصار المدن وقطع الكهرباء وتهديم البيوت، بل ويُضاف الى ذلك ما هو أدهى وأمرّ مما يحدث في غزة، وهو إطلاق قطعان المستوطنين المدجّجين بالسلاح ليفعلوا ما يشاؤون ضدّ أهلنا في الضفة الغربية، فهل قامت الضفة بطوفان كطوفان الأقصى حتى تدمّر المدن بهذه الوحشية؟
في واقع الحال فإنّ حتى سرديّتهم البائسة عن مغامرة حماس في القطاع هي سردية لا تصدر إلّا عن عملاء يتقاضون المال مقابل الاجتهاد في الدفاع عن الكيان، وإدانة كلّ ما هو مقاوم، فهجمة حماس في السابع من اكتوبر هي هجمة ضدّ محتلّ مجرم، سرق أرضنا، ودنّس مقدساتنا، واستولى على ثرواتنا وبيوتنا، وأحال 65% من شعبنا الى لاجئين في المخيمات، وأيّ عمل ضدّه هو عمل مشروع في كافة الأعراف والديانات، وكافة الشرائع والقوانين الدولية، وهم لا يمتلكون حق الدفاع عن النفس، فالقاتل والسارق والمعتدي لا يملك بأيّ حال من الأحوال شرعية الدفاع عن النفس، بل انّ قتله هو أمر مشروع لا يحتمل المجادلة، وملاحقته بعد ذلك لإجباره صاغراً على دفع التعويضات على ما ارتكبه هو واجب وحق تكفله كل قوانين العالم،
لقد قام الكيان المارق بملاحقة احد أعوان هتلر، ويُدعى أدولف آيخمان، ثم، وبعد 5 سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية رصدوا مكان وجوده في الأرجنتين، وأحضروه إلى الكيان ثم قاموا بمحاكمته ومن ثمّ إعدامه في تل أبيب، وفعلوا نفس الشيء في كثير من النازيين، وهم يدفّعون ألمانيا حتى الآن، ولأجل غير مسمّى مئات البلايين من الدولارات تعويضاً لهم عما فعلته بهم، سنتّبع خطاكم، وسنزيلكم من أرضنا قريباً، ثم سنلاحقكم حتى نستخلص منكم كلّ الذي فعلتموه بنا، أكان مادياً أو معنوياً أو نفسياً، وإن غداً لناظره قريب…
سميح التايه