مواقف استذكرَت الصدر: كانَ ناشطاً قولاً وفِعلاً في تجسيدِ الوحدة
استذكرَ وزراء ونوّاب وقوى سياسيّة مواقف السيّد موسى الصدر الوطنيّة. وفي هذا الإطار، كتبَ رئيسُ تيّار «المردة» سليمان فرنجيّة على منصّة «إكس»، في ذكرى تغييب الصدر «إنَّ السلامَ اللبنانيّ هو لقاءٌ تاريخيّ مَحتوم بين المسيحيين والمسلمين خصوصاً عندما تكشِفُ الصهيونيّة عن أنيابِها، وتؤجِّجُ نارَ الطائفيّة، وتعبَثُ بِتُراث المسيحيّة والإسلام. وهذا القولُ بل الفكرُ طبعَ العلاقةُ بين الرجلَين».
وأرفقَ المنشورَ بصورة تجمعُ جدّه الرّئيس سليمان فرنجيّة والصدر.
بدوره قال وزيرُ الأشغال العامّة والنقل الدكتور علي حميّة «في ذكرى تغييبك يا إمامَ الوطن وكلّ المحرومين في لبنان، نهَجنا في العمل الوزاريّ – وعلى الرغمِ من قلّة الإمكانات، سنحرصُ على الاستمرار في متابعته هذه الأيّام واقعاً وليس شعاراً على امتداد مساحة الوطن ومن دونِ تمييز بين منطقة وأخرى، وسنبقى نعملُ جاهدين، ما استطعنا، لرفعِ الحرمانِ عنها وكما كانت وصاياك دائماً».
وأشارَ رئيسُ «تيّار الكرامة» النائب فيصل كرامي إلى أنَّ ذكرى تغييب الصدر «تحلُّ هذا العام ولبنان يشهدُ أبرزَ وأخطرَ إشكاليّتَين حسمَهما الإمامُ المُغيَّب. الإشكاليّة الأولى هي الوحدة الوطنيّة وكانَ الإمامُ الصدر ناشطاً قولاً وفِعلاً في تأكيد وتجسيد الوحدة بين كلّ أطياف الشعب اللبنانيّ».
وأضاف «الإشكاليّة الثانية، القول الفصل والحاسم للإمام الصدر بأنّ إسرائيل هي عدوّ الأمّة وهي العدوّ الأكبر والوجوديّ للبنان». وختمَ «عسى أن يتعظَ بعضُ اللبنانيين الذين يستعيدون في هذه الأيّام شعارات الانقسام والتقسيم».
ولفتَ رئيسُ لجنة الأشغال والطاقة النيابيّة النائب سجيع عطيّة، إلى أنّ «الحوار بين اللبنانيين ضروريّ ومهم للخروج بحلول للمشاكل السياسيّة والاقتصاديّة التي يعاني منها لبنان».
وتمنّى خلالَ استقباله وفوداً شعبيّة في دارته في بلدة رحبة، على باقي الأفرقاء التعامل مع مبادرة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي الحواريّة بإيجابية «علّنا نُنهي أزمةَ الفراغ الرّئاسيّ التي ستدخلُ عامَها الثاني».
ورأى أنَّ الصدر «كان داعيةَ حوارٍ يسعى إلى تلاقي الجميع من أجل الحفاظ على لبنان وسلمه الأهليّ، وهذا الخطاب هو ما يحتاج إليه لبنان اليوم ومن كلّ الأطراف».
واعتبرَ عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم أنَّ «اللبنانيين يستحضرون اليومَ ذكرى قامةٍ وقيمةٍ وطنيّة عربيّة وإنسانيّة ملأت المساحة حضوراً على الرغمِ من الغياب».
وقال «الإمامُ الصدر كان قائداً مؤثّراً في كلّ زمن يغرف من آلام وأمال شعبه ويحملها بصدق وعنفوان على مساحة الوطن من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه وكانَ حاضراً أينما تطلّبَ الحضور من حدود القاع إلى قمم العرقوب من شبعا وكفرشوبا كما صور وبعلبك وبيروت».
وختمَ «لذلكَ، أقلُّ الوفاء ولو بكلمة ووقفة، أن نتعاطى مع هذه الذكرى بمستواها الوطنيّ والإنسانيّ، فما حمَله الإمامُ الصدر من فكرٍ ورؤية ومنهجيّة هو نبراسٌ ومشعلٌ يُضيء دروبَ اللبنانيين للحقِّ والكرامة والعدالة».
وكتبَ المديرُ العام السابق للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم على منصّاته عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ بمناسبةِ ذكرى تغييب الصدر «سيّدي وبذكرى محاولة تغييبك فأنتَ عصيٌّ على الغياب نستعيدُ، ممّا رسمتَ خارطة طريق لوطن نؤمن به. نستعيرُ منك القول: «نُريد لبنانَ واحداً أرضاً وشعباً بإرادةٍ عنيدةٍ جبّارة لا نريدُ التقسيمَ وخلقَ إسرائيليّات أخرى. نرفضُ الدولة المارونيّة والدولة الشيعيّة والدولة السنيّة والدولة الدرزيّة… نصرُّ على التعايش معا كمواطنين مهما حصلَ في الماضي القريب أو البعيد، نعيشُ معاً في وطنٍ واحدٍ بأمانينا وقيَمنا ورسالتنا الحضاريّة. نريدُ الخروجَ من النفاقِ السياسيّ والتقزُّمِ الوطنيّ بحجّة عدم التمحور. نُريدُ لبنان العدل وتكافؤ الفرص نريدُ هذا مع التمسُّك الكامل بأدياننا وقيَمنا وتراثنا. فالطائفيّةُ في لبنان بحثٌ سياسيّ وليست بحثاً دينيّاً». هذا هو لبنانُنا الذي به نؤمن، لبنان الرسالة والصوت الصارخ بوجه المعتقدين بحتميّة كلّ أشكال التفرقة والتقوقع».
وأشارَ المنسّقُ العام لـ»تجمّع اللجان والروابط الشعبيّة» معن بشّور إلى أنّه «من بين المجازر والمحارق والفظائع التي يرتكبُها جيشُ الاحتلال في غزّة منذ السابع من أكتوبر حتى الساعة، ومن الضفّة الغربيّة حيث يمارس العدوّ كلَّ أشكال الإجرام ضدَّ شعب فلسطين المتمسّك بأرضه وبحقّه، تقفزُ إلى الذهن مباشرةً كلمةٌ للإمام المغيّب السيّد موسى الصدر والتي قال فيها «إسرائيل شرٌّ مطلَق». بهذه الكلمة استطاعَ الإمامُ المفكّر والقائد أن يحدّدَ تماماً طبيعةَ هذا الكيان».
أضاف «لم يكن الإمام الصدر مجرّدَ مرجعٍ دينيّ له مكانته بين شعبه وأهله في وطنه وأمّته فحسب، بل كانَ أيضاً مفكّراً تابعَ قضيّةَ فلسطين منذ بدايات تحرّكه ودعوته ومنذُ إطلاقه حركة أمل، منبّهاً إلى أنَّ هذا الكيان ليس خطراً على فلسطين وحدَها، ولا على العرب والمسلمين فقط، بل هو خطرٌ على الإنسانيّة كلّها بانتهاكه الواضح لشرعة حقوق الإنسان ولكلّ القرارات والمواثيق والأعراف الدوليّة».
وختمَ «في هذا اليوم نصلّي مع كلّ مَن يفتقدُ الإمامَ الغائب مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافيّ عباس بدر الدين من أجلِ عودتهم إلى أهلهم ووطنهم، ومن أجلِ استكمالِ الرسالة التي أطلقها السيّد موسى الصدر حين أسّسَ أفواج المقاومة اللبنانيّة (أمل) التي يعتبرُها المقاومون اللبنانيّون اليومَ، أساسَ انطلاقتهم».