حفل «أوتار بعلبك» على مسرح كركلا بيروت وفلسطين حاضرة.. وتحية من بيروت لبعلبك
قدّمت مهرجانات بعلبك الدوليّة «أوتار بعلبك»، على مسرح كركلا، بمشاركة كبار عازفي العود من لبنان وفلسطين، وتوّجت أمسية العود هذه جهد المنظمين والعازفين للتركيز على أهمية الثقافة كحافز للوحدة والسلام في عالم تعصف به الحروب والنزاعات، على مدى ثلاث ساعات عزفت فرقتا «شربل روحانا» و«الثلاثي جبران» باحتراف على أوتار القلب، الحب، الألم، الحزن، والمعاناة، وتجلّى الإبداع بكل معانيه في كل التعابير الموسيقية، وكان الانسجام تاماً بين الفرقتين وكل الخطوط الموسيقيّة من تراث وتحديث.
حضر الحفل منى الهراوي وممثلون عن وزيري الثقافة والسياحة ورئيسة لجنة المهرجانات نايلة دوفريج وفاعليات دبلوماسية وفنية وثقافية.
دوفريج
بداية تحدثت دوفريج وعددت الحفلات التي كان مزمعاً تقديمها في المهرجان هذه السنة، و«التي لم تر النور بسبب الأوضاع الأمنية»، وقالت: «أدركنا أن هذه السنة تختلف عن غيرها، فقررنا التركيز على سهرة واحدة، ونقلنا الحفل الى العاصمة لأن الصمت يعني الموت ببطء. لقد اخترنا مسرح كركلا الذي يحمل روح بعلبك، ونشكر عائلة كركلا العزيزة على استضافتها النبيلة لهذا الحفل، وبإذن الله سنعود الى بعلبك عند أول فرصة سانحة».
وختمت: «هذا المساء سيحمل حفل أوتار بعلبك رسالة رمزية في عالم ممزق بالحروب والصراعات، وليس بالصدفة تمّ اختيار هاتين الفرقتين الموسيقيتين، انها لحظة لقاء تبادل وتضامن حول هذه الآلات الوترية ذات اللون الشرقي النقي بين أيادي موسيقيين كبار من لبنان ومن فلسطين، شاكرة داعمي الحفل وأصدقاء المهرجان الأوفياء ووسائل الإعلام».
روحانا
ثم قدم الفنان شربل روحانا وفرقته الفصل الأول من الحفل باحترافية وحساس كبيرين، وتضمن الحفل المتقن على مدى أكثر من ساعة عددا من الأغاني الخاصة بالفنان والمقطوعات التراثية. وقدّم روحانا أخيراً مقطوعة «جذور مشتركة»، أو Common Roots، التي تظهر كما أعلن في سياق الحفل «ان التراث الإنساني وعلى الرغم من الحروب والقنابل النووية والجشع والحسد والطموح المدمر وكل أنواع الصراعات، خلق أشياء كثيرة رائعة كالطب والجراحة والفنون على أنواعها والموسيقى خصوصاً».
وقال: «جذور مشتركة، مزيج من موسيقى شرق أوسطية بالإضافة لمقطوعات خاصة كتبتها في تسعينيات القرن الماضي ولا سيما مقطوعة فلامنكو، نختم بها هذه اللوحة والتي ألفتها يومها خصيصاً لفرقة عبد الحليم كركلا لعمله الرائع الأندلس المجد الضائع».
الثلاثي جبران
وتولّى الثلاثي جبران وفرقته الموسيقيّة تقديم الفصل الثاني من الحفل، عبر موسيقى العود وألحان الشرق وأشعار محمود درويش، حيث اتحد باحتراف كبير النغم بالأداء والشغف من خلال مقطوعات الشجر المنسي، القمر المعلق وزمن الصراعات وغيرها.
وتوجه سمير جبران في بداية الفصل الثاني باسم الثلاثي بكلمة للجمهور قائلا: «سنعزف الليلة كي نطمئن على أننا بشر، فلا تبحثوا في داخلنا عن الضحية ولا عن البطل.
كلنا نعرف بأن المنطقة تمر في ظروف ليست عادية، ولا أحد فينا كان يتوقع ان تكون أصعب من كل ما مر به الشعب الفلسطيني وان نكون على محطات الأخبار والشاشات.
لقد وصلت اول من أمس من الضفة الغربية، وصلت تلبية لدعوة مهرجان بعلبك، شكراً لكل من دعم هذا المهرجان وهذه الأمسية».
اضاف: «أتيت لأطمئن على لبنان ووجدت نفسي أواجه أسئلة عن كيف هي فلسطين؟ وأقول: انه لولا لبنان لكانت فلسطين يتيمة الآن، ولا شيء أمامنا كثلاثي جبران سوى أن نحمل هذا العود ونحن نحتفل هذه السنة بالذكرى العشرين لتأسيس هذه الفرقة، وهذا العود هو السلاح الوحيد الذي يمكن أن نحمله، وهو سلاح جميل لا يقتل بل يحيي، فاعذرونا إن تلعثمت بعض النغمات بين أناملنا لأننا مدينون لكم بكل الحب».
وختام الحفل، فقرة ثالثة مشتركة بين فرقة شربل روحانا مع الثلاثي جبران حيث قدما أغنية جديدة تحية من بيروت لبعلبك.