مقالات وآراء

يا لهذا الخبر كم انتظرناه…

 أحمد بهجة

توقيف رياض سلامة… يا لهذا الخبر كم انتظرناه وكم طالبنا به. وأخيراً فعلها مشكوراً القاضي جمال الحجار، والأمل كلّ الأمل أن تتواصل الخطوات القضائية لكي تتوضّح كلّ الحقائق والوقائع التي أدّت إلى هذا الانهيار المريع، وضياع ودائع الناس، ووصول الاقتصاد الوطني بأسره إلى هذا الحضيض الذي نحن فيه اليوم.
هناك ربما من سيقول إنّ رياض ليس وحده المسؤول عن كلّ ذلك، هذا صحيح… لكنه المفتاح الذي يجب أن تُفتح من خلاله كلّ الأبواب، وأن يدخل الضوء إلى الدهاليز المعتِمة التي تراكمت فيها كلّ الارتكابات والفضائح طوال ثلاثين سنة من عمر هذا البلد التعيس وناسه المعذبين، ومغتربيه المنتشرين في أربع جهات الأرض، الذين ضاع جنى أعمارهم بفعل ألاعيب رياض ومَن معه من مصرفيين وسياسيين ورجال دين وإعلاميين وماسحي جوخ…
وكما رأينا رياض اليوم مخفوراً يُساق إلى مكانه الطبيعي في السجن، عسى أن نسمع في الأيام القليلة المقبلة المزيد من الأخبار المفرحة للبنانيين جميعاً، حين تتكشف الحقائق عن الاختلاسات من خلال شركة أوبتيموم وغيرها… وحين تكرّ سبحة التوقيفات لتطال كلّ مَن تجرّأ على المسّ بالمال العام وبأموال الناس.
لن نشكّك أبداً بما يقوم به القضاء، وقرار التوقيف يعطينا دليلاً على أنّ الإرادة موجودة، ولو كان الأمر سيبقى في إطار المماطلة والتسويف لما كان صدر قرار التوقيف أصلاً. كما أنّ التصريحات السياسية التي أعقبت صدور القرار، والتأكيد على أنّ الأمر قضائي ولا علاقة للسياسة به، كلّ ذلك يشجع على انتظار المزيد…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى