أخيرة

دبوس

الخسائر مسألة نسبية

 

المقدرة على التحمّل في سبيل أهداف سامية نبيلة هي مسألة نسبية، شعوبنا تستطيع تحمّل الملايين من الخسائر البشرية من دون كلل أو ملل أو وجل، فهل يستطيع الكيان المصطنع ذلك؟
هنالك «إسرائيليون» غادروا الكيان بسبب عدم قدرتهم على التأقلم مع نمط حياة الخطر في حالة الحرب، وهنالك من غادروا لأنهم شعروا بأنّ استثماراتهم المالية أصبحت غير مجدية في بلد في حالة حرب، لقد تحمّلت سورية في عشرية الظلام والإرهاب ما يقرب من المليون إنسان، فهل يستطيع الكيان الصهيوني ان يتحمّل مليون قتيل، انظروا الى نسائنا في فلسطين ولبنان واليمن وفي كلّ العالم العربي والإسلامي كيف يخرجن من تحت الأنقاض، وأجداث ابنائهن وبناتهن وأزواجهن ما زالت دافئةً بعبق الشهادة والدماء الطازجة وهن يطلقن صرخات التحدي والمقاومة في وجه العالم الظالم، وفي وجه المتخاذلين والمطبعين، هل هنالك مثيل لهؤلاء النسوة الأسطوريات في الكيان اللقيط؟ بل هل هنالك مثيل لهن في أيّ مكان في العالم؟
مَن يتحدث بسوء نية عن أداء محور المقاومة، ويحاول تعليل تساؤلاته وكأنه زعلان من كثرة الخسائر البشرية في محور المقاومة مقارنةً بخسائر العدو البشرية، يحاول خلط السمّ بالدسم، ويحاول التصغير من مقدرة محور المقاومة في إلحاق الأذى بالعدو، ويتناسى انّ المسألة نسبية، والعبرة هي في من يصرخ أولاً من الألم ثم يتنحّى عن الصراع معترفاً بالهزيمة، والدليل واضح أمام أعيننا كالشمس في رابعة النهار، لقد خسر الكيان نهائياً وإلى الأبد حوالي 15% من مقدرته الديموغرافية بسبب الهجرة النهائية من الكيان، ونحن لم نبدأ المعركة بعد، وإنْ قيّض للحرب ان تتواصل وان تشهد تصعيداً كبيراً، فما الذي سيكون عليه وضع الكيان في كلّ المستويات، الاقتصادي والديموغرافي والاجتماعي، الأرجح أننا سنكون بإزاء بقايا كيان، او لنقل أشلاء متناثرة لمشروع أصبح بلا مقدرة على التواصل والمواصلة، وبات حريّ بنا أن نكنس ما تبقى منه الى حاويات القاذورات.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى