عندما يقول نتنياهو إن الشعب معه
يكثف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إطلالاته الإعلاميّة حتى بات له كل يوم مؤتمر صحافي، ويوم يغيب مؤتمره يكون على موعد مع حوار تلفزيوني على قناة مثل فوكس نيوز الأميركية المساندة له وحروبه بلا قيد ولا شرط. وفي كل هذه الإطلالات المدفوعة بشعور نتنياهو بأنه يفقد تأييد الشارع في الكيان، يُعيد الكرة بالقول إن “الشعب معه”.
تجري هيئة البث الإسرائيلية الرسمية استطلاع رأي تطرح خلاله سؤالاً عن نسبة مؤيدي تمسك نتنياهو بالبقاء في محور فيلادلفيا على حساب إجراء صفقة، فيقول 30% فقط إنهم يؤيدون ما قاله، ويجيب 53% إنه يرفضون منطقه، ويخرج نتنياهو يقول إن “الشعب معه”.
تسأل هيئة البث الإسرائيلية الذين تستطلع رأيهم عن درجة تأييدهم لإدارة نتنياهو للحرب فيجيب 63% إنهم غير راضين ويخرج نتنياهو يقول إن “الشعب معه”.
تمتلئ شوارع تل أبيب والقدس وحيفا ومدن أخرى في الكيان بالمتظاهرين الذي يعدّون مئات الآلاف، حسب إجماع قنوات التلفزيون العبرية، ويهتف المتظاهرون برحيل نتنياهو، ويخرج نتنياهو يقول إن “الشعب معه”.
على قناة فوكس نيوز يجيب نتنياهو على سؤال عن التظاهرات المناوئة له فيقول إن من حق الناس الاحتجاج، لكنه يضيف أن “الشعب معه”.
يعرف نتنياهو أنه خسر تأييد أغلبية الرأي العام في الكيان وهي كانت تسير وراءه في بداية الحرب أملاً بتحقيق نصر، ويعرف أن الهزيمة وقعت وهو لا يملك إلا الإنكار، لكنه يضع “الشعب” الذي يُصرّ أنه معه تحت ضغط الفشل في إعادة الأسرى والفشل في القضاء على المقاومة، والفشل في إعادة المهجّرين من المستوطنين قبل بدء العام الدراسي، والفشل في فتح البحر الأحمر أمام التجارة من الكيان وإليه، وهو لا يملك خريطة طريق يعرضها على هذا “الشعب” لتحقيق أيّ من الأهداف، ولذلك هم يغادرون بلا عودة، لكن نتنياهو مُصرّ أن “الشعب معه”.
طبعاً ليست هذه الكذبة الأولى لنتنياهو، فهو يدمن الكذب. وقد وقف أمام الكونغرس الأميركي يقول إن 7 أكتوبر الذي يصفه “الشعب” الذي يتحدث عنه نتنياهو إنه يوم أسود في تاريخ الكيان، فيقول إنه يوم بطولات الجيش، والجيش الذي يتحدّث عنه نتنياهو هو الجيش الذي أخذ على حين غرّة ذلك اليوم وسقطت كل ثكناته ومواقعه بالضربة القاضية أمام المقاومة.
يقول نتنياهو إن مدنياً واحداً لم يقتل خلال معارك رفح، والعالم كله يشهد مجزرة مخيمات النازحين الذين أحرقوا مع خيامهم ومنهم أكثر من النصف أطفال ونساء.
قد يبدو حبل كذب نتنياهو طويلاً، لكن مهما طال حبل الكذب سيبقى قصيراً.
التعليق السياسي