دبوس
مهسا أميني والكونغرس المذهل و«الرهائن»… وهذا الغرب المنحطّ
هل يظنّ هذا الغرب الأعمى عند استقراء الحقيقة، بل وفي قتلها بلا رحمة بأنه حينما يقيم الدنيا ولا يقعدها إثر موت مهسا أميني الطبيعي في إيران، وإدارة الظهر لعشرين ألف امرأة قتلن على أيدي الجزارين من حلفائه الصهاينة في غزة… هل يطنّ أنه يستطيع ان يفلت من العقاب على جريمة الإبادة الجماعية؟ وهل يستطيع أيضاً، حينما يحضر الى مبنى الكابيتول أكبر قاتل للبشر في التاريخ المدوّن، لتقوم مجاميع من الحيوانات اللابشرية بالتصفيق له، والقيام والقعود 57 مرة، إجلالاً وإكراماً لهذا المخلوق البائس البذيء…؟
هل يستطيع ان يلغي عقول الناس وهي تتفرّج غير مصدّقة لكلّ هذا التزييف والدّجل والإعماء لعقولهم واستغفالهم والانتقاص من ذكائهم وقدرتهم على استبصار الحقيقة؟ وكيف يصنّف التباكي على بضع عشرات من مسوخ الكيان، والذين يصفونهم بـ «الرهائن»، ولا يؤتى على ذكر آلاف الأسرى الفلسطينيين بأيدي الكيان المجرم، يُجوَّعون، ويُعذَّبون، ويُقتَلون، ويعيشون في ظروف لا تليق بالحيوانات؟
ليس الأمر في مدى اقتناعنا ومجادلتنا للمدى الذي وصل إليه هذا الإنسان الصهيوني والانجلوساكسوني في ارتكابه للجرائم من عدمه، الأمر انّ هذا التكوين الفيزيقي الجيني لهذين المتحالفين هو تكوين استعلائي إقصائي إلغائي لا يرضى بالآخر، ولا يعتبر الآخر شيئاً يستحق الوجود، وأنه بصدد تصحيح الخطيئة الإلهية بخلق هؤلاء التيرمايتز، أيّ الحشرات الضارة بطبيعتها، وأنّ البليون الذهبي وشعب الشيطان المختار هما الأصلاء والأجدر بالحياة على ظهر هذا الكوكب، وأيّ شيء غير ذلك يفتقر الى شرعية الوجود، وتجب إزالته وإفناؤه، وما حدث لأصليّي أميركا وأصليّي أستراليا دليل على ماهية هذا الإنسان الخارجة عن النسق الانساني…
سميح التايه