مواقف دانَت العدوانَ الوحشيّ على الدفاع المدنيّ وميقاتي دعا سفراء إلى اجتماع طارئ اليوم
دانَ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء ونوّاب العدوانَ الصهيونيّ الوحشيّ الذي استهدفَ عناصرَ الدفاع المدنيّ أثناء قيامهم بواجبهم في إخماد حرائق جرّاء غارات العدوّ على بلدة فرون الجنوبيّة وأدى إلى استشهاد قاسم بزّي ومحمد هاشم وعبّاس حمّود وجرح محمد عماشة.
وفي هذا الإطار، اعتبرَ ميقاتي أنَّ «هذا العدوان الجديد ضدَّ لبنان يشكّل خرقاً فاضحاً للقوانين الدوليّة وعدواناً سافراً على القيَم الإنسانيّة، وهذا الأمر ليس غريباً على العدوّ الإسرائيليّ ونحنُ نشهدُ جرائمَه المتتالية على المناطق اللبنانيّة وفي الأراضي الفلسطينيّة أيضاً».
وأعلنَ أنّه «انطلاقاً من مبدأ أنَّ العدوَّ الإسرائيليّ لا يأبَه للقوانين والأعراف الدوليّة»، دعا سفراء الدول الغربيّة وممثّلي المنظّمات الدوليّة إلى اجتماعٍ طارئ اليومَ الإثنين في السرايا «لوضعِ الجميعِ أمامَ مسؤوليّاتهم في وقف العدوان الإسرائيليّ المستمرّ على لبنان، والضغط على العدوّ الإسرائيليّ الذي لا يأبه لأيّ قانون ويمضي في إشعال نار جرائمه ضدَّ لبنان واللبنانيين، وخصوصاً ضدَّ من يعمَلون على إخمادِ نيرانِ حقدِه».
بدوره، أشارَ منسّق لجنة الطوارئ الوطنيّة وزير البيئة ناصر ياسين إلى أنّه «مرةً جديدة يستهدفُ العدوّ الإسرائيليّ الأطقم الطبيّة وفرق الإطفاء». وإذ تقدّمَ بالتعازي لذوي الشهداء وأهالي الجرحى، أكّدَ «وقوفنا المطلَق مع كلّ الطواقم الطبيّة والإسعافيّة وفرق الدفاع المدنيّ في دورهم الوطنيّ». وذكّرَ المنظّمات الأمميّة والصليب الأحمر الدوليّ، بأنَّ «القانون الدوليّ الإنساني يُنتهك كلّ يوم من قبل الاحتلال الإسرائيليّ».
من جهته، سألَ وزيرُ الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان عن «معنى تصويت مجلس الأمن الدوليّ قبلَ أسبوع للتجديد للقوة الدوليّة في الجنوب (يونيفيل)، في ظلّ التغاضي عن انتهاكات إسرائيل المستمرّة للسيادة اللبنانيّة برّاً وبحراً وجوّاً، وتعدّياتها العدوانيّة والإجراميّة على الأبرياء، وآخرهم شهداء الدفاع المدنيّ الذين كانوا يؤدّون واجبهم». وقدّمَ عزاءَه لقيادة الدفاع المدنيّ ورفاق الشهداء وأهاليهم، وختم «كفى لبنان وشعبه التعاطي معه بمكيالَيْن ومقياسَيْن، خصوصاً من الدول المتسلّحة بحقّ النقض وتستخدمه وفقَ مصالح إسرائيل من دون الأخذ بالاعتبار العدالة والمواثيق الدوليّة».
واستنكرَ وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عبّاس الحلبي «هذه الجريمة المتمادية بحقّ المدنيين»، داعياً المجتمع الدوليّ إلى «اتخاذ مواقف عقابيّة ومانعة للعدوّ المجرم، الذي لا يميّز مدرسةً ومأوى وملجأ ومستشفى من قصفه».
واعتبرَ رئيسُ تيّار «الكرامة» النائب فيصل كرامي «أنَّ استهداف العدوّ الصهيونيّ المُجرم لفريق الدفاع المدنيّ اللبنانيّ، هو قمّة الوحشيّة والهمجيّة واللا إنسانيّة وهو ما اعتادَ على فعله باستمرار، وهذا الإجرام يثبت من جديد أنَّ هذا العدوّ الغادر لا يفهمُ سوى لغةِ المقاومة».
ورأى النائب الدكتور قاسم هاشم، أنَّ «استهدافَ العدوّ الصهيونيّ للدفاع المدنيّ وسقوط شهداء وقبلَ ذلكَ قصف سيّارات الإسعاف والمسعفين ما أدّى إلى سقوط شهداء وجرحى وتضرُّر آليّات، يؤكّدُ الطبيعة الهمجيّة للكيان الإسرائيليّ الذي لا يميّز ولا يُقيم وزناً للعاملين في المجال الإنسانيّ، لأنّه متفلّت من كلّ القيَم الأخلاقيّة والإنسانيّة، وهو ما يتحمّل مسؤوليّته المجتمع الدوليّ لدعمه واحتضانه هذا الكيان على الرغمِ من ممارساته التي تجاوزت حدودَ الإجرام والإبادة».
واعتبر رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابيّة النائب ميشال موسى، أنَّ «الاعتداءات الإسرائيليّة ما زالت متفلّتة من كلّ القوانين والأعراف والأخلاقيّات، وآخرها القتل المتعمَّد لشهداء الدفاع المدنيّ أثناء القيام بواجبهم». ورأى أنّها «جريمة أخرى برسم واضعي القانون الدوليّ الإنسانيّ ونحن في ذكراه الـ75 وبرسم مجلس الأمن المؤتمَن على القانون الدوليّ وكلّ الدول التي تكيلُ بمكيالَين».
وكتبَ المدير العام السابق للأمن لبعلم اللواء عبّاس إبراهيم على حساباته عبرَ مواقع التواصل الاجتماعيّ «كلّ هذه الجرائم واستهداف المؤسَّسات المدنيّة والإنسانيّة، من أونروا (171 موظّفاً منذ بداية حرب غزّة) إلى عمّال المطبخ المركزيّ الدوليّ (7) إلى قصف المدنيين في فلسطين وجنوب لبنان والبقاع (43 مدنيّاً لبنانيّاً) وآخرهم 3 من أبطال الدفاع المدنيّ سقطوا في وادي فرون مع رفيقيهما الجريحين أثناء تبريدهم بقايا حرائق القصف الإسرائيليّ، كلّها محاولات لكسر صمود الصامدين في أرضهم، ولكن كلّ هذا التمادي لم يكن ليحصل لولا الضغط المستمرّ على المحكمة الجنائيّة الدوليّة».
وختمَ «الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى، وستظل تضحيات أبطال الواجب وفرسان الإنسانيّة وملائكة الرحمة نبراساً للشجاعة والإخلاص في خدمة الوطن والإنسانيّة».