لا مصر دون غزة ولا غزة دون مصر ولا مصر دون محور المقاومة…
د. علي حمية
بالمختصر لا قيامة للأمة دون انتصار حماس مع محور المقاومة ضدّ العدو الإسرائيلي ورفع الهيمنة الأميركية عنا،
صمود غزة نصر لمصر وهزيمتها انكسار لها.
سياسة المفاوضات والتركيز على مساعدة غزة، وانْ كانت لا تنفع ولا تضرّ، ولكنها خير لمصر من إغراقها في حرب مع أثيوبيا ليس وقتها اليوم ولا في الغد، وانّ كلّ الوعود الأميركية الصهيونية التطبيعية هي كاذبة بمساعدة مصر في حربها مع أثيوبيا، وإنما الهدف هو إضعاف الأمة وتشتيت أنظارها عن العدو الحقيقي «إسرائيل» الى المكان الخاطئ ولو حالياً، وخلق عدو وهمي جديد هو أثيوبيا مع العلم أنّ أميركا تعطي أثيوبيا نفس الوعود الكاذبة.
وعليه، فإنّ قوة مصر ومهابتها تبقى بوقوفها مع محور المقاومة من أجل فلسطين كلّ فلسطين.
فالعدو يضعف مع الوقت ومحور المقاومة يزداد قوة، إذن الوقت لصالحنا والانتقال الى مراحل جديدة ليست من صالح العدو، فما أجمل أن تكون مصر مع محور المقاومة ونصرة فلسطين، أما سد النهضة فسينهار لوحده دون حرب مع سقوط الهيمنة الأميركية والوجود الصهيوني، ولا عجب ان يكون طريق الصمود والمقاومة طويل ولكنه الأقصر للانتصار والتحرر.
إذا لم تحذر مصر وتتخطى الأفخاخ الصهيوماسونية أميركية تطبيعية فإنها ستكون كبش الفداء الجديد لتوسيع دولة الكيان، وتشتيت انتباه مصر عن غزة على الرغم من عدم استيقاظها بعد، إلا أنها ستبقى المارد النائم الذي يخاف منه العدو، ولكن في حال بدأت مصر حرباً مع أيّ دولة قوية كانت أم ضعيفة، سواء انتصرت فيها ام لا، فهي مهزومة واللعب عليها واضح تماماً وكأني أرى سد النهضة، كناقة البسوس، وهو قد تمّ بناؤه بدعم أميركي صهيوني وبعض دول الخليج النفطية لمحاصرة مصر من ضمن حصار أميركي أوسع لمصر من ليبيا والسودان والبحر الأحمر بافتعال اعتداء على اليمن ولعب دور الأميركي المنقذ لقناة السويس إلا أنه لمحاصرة القناة وإضعافها ومحاصرتها بالاعتداء الصهيوني على غزة، إذن من هو المُحاصر الأكبر، أليست مصر؟ حيث بضعفها تكون نهاية الأمة العربية…
إذن، لماذا اللعب على مستقبل مصر؟
هناك فارق كبير بين الوسيط العربي الذي لا حول له ولا قوة، أو ربما لا يريد ان يكون له حول أو قوة على الرغم من صمود المقاومة وتعاظم قدراتها رغم التضحيات الكبيرة، وما بين المفاوض الأميركي الذي يجثو بقواعده وجنوده على كامل أراضي دول التطبيع ويحاصر غزة وفلسطين وكامل دول نفط التطبيع المذلّ، انْ لم تتدخل مصر من أجل غزة فهي ستكون كبش فداء، واللعبة اليوم هي لعلها بتهدئة صورية في غزة وتغييب الإعلام عنها مؤقتاً مع استمرار الاعتداءات الناعمة عليها مع وجود حاكم عسكري صهيو أميركي فيها بمباركة بعض دول التطبيع، ومع إلهاء مصر مع أثيوبيا يتمّ ضمّ الضفة بسلاسة ومن ثم استكمال إضعاف مصر النائمة بحربها المبتدعة حيث سيتمّ ضمّ شرق سيناء الذي هو أصلاً تحت الإدارة العسكرية الأميركية وفق اتفاق كامب ديفيد وتحت مسمّى «قوات متعددة الجنسية» حيث تبدأ من محور فيلادلفيا.
وعليه، يتمّ نقل الانتباه والإعلام باتجاه نقل النزاع الى أفريقيا واستكمال إضعاف مصر نهائياً بإلهائها بحرب مع أثيوبيا بنتيجة غير رابحة ولا خاسرة طويلة الأمد، مع العلم انّ أثيوبيا بدأت بسدّ النهضة مع بداية الربيع العربي المزعوم عام 2011، فلماذا اليوم تتحرك مصر؟ ومن هو فعلياً المستفيد من ذلك؟
احذروا فخ المفاوضات الأعظم ونقل الصراع وافتعال الأزمات من قبل أميركا.
مصر… إما تساند غزة اليوم ولو سياسياً واستراتيجياً فتنتصر وتتعاظم أو يتمّ جرّها إلى حرب مع أثيوبيا بالوقت الخاطئ وتشتيت قواها على عدو وهمي بعيد الحدود فتكون نهاية دورها حتى وإنْ انتصرت، مع العلم أنّ الحدود المصرية مع العدو الإسرائيلي أقرب، فتكون هي الخاسر الأكبر لعدم إدارة أولوياتها الاستراتيجية الصحيحة واختيار الوقت الخاطئ.
خيار الصمود والمقاومة ضدّ الظالم تضحياته أقلّ كلفة من الخضوع والإذعان للعدو…