ثقافة وفنون

بلدية تنورين تكرم الممثلة وفاء طربيه

كرّمت بلدية تنورين، وفي إطار نشاطاتها الثقافية، ابنة تنورين الممثلة القديرة وفاء طربيه في حضور حشد من اهالي البلدة وفاعلياتها.
قدمت للحفل الشاعرة ندى بو حيدر طربيه. وألقت قصيدة من وحي المناسبة واستذكرت فيها «وفاء الصبية العاشقة والأم الخاشعة والممثلة التي جسّدت قدسية التمثيل».

يوسف
ثم ألقى رئيس البلدية سامي يوسف كلمة اعتبر فيها ان «التمثيل هو فنّ التعبير عن المشاعر الإنسانية بكل ما تختزن من تعقيد وغموض ويتطلب قدرة فائقة على التجسيد والتعبير ومعرفة عميقة بالنفس البشرية، وأن اللقاء هو لتكريم سيدة تعدُّ علامة فارقة ومبدعة من اللواتي استطعن تجسيد فن التمثيل في لبنان والعالم العربي الممثلة القديرة وفاء طربية».
واضاف: «انّ وفاء طربية ليست مجرد ممثلة، بل رمز من رموز العطاء والإبداع. تألقت في كل ادوارها وكان لكل دور بصمته الخاصة ورسائله العميقة الذكر.»

لحود
ثم وجه السينمائي سام لحود تحية الى بلدة تنورين لإهتمامها بتكريم ابنائها واهمية حضور البلدية في وجدان المجتمع، معتبراً «ان الكبار يشكلون قدوة ومثالاً للأجيال القادمة، عن طريق ربط الأوائل والمبدعين الكبار بالأجيال الجديدة». وقال: «وفاء طربية كبيرة في الفنّ التمثيلي في لبنان، كان لها التأثير الهام على صنّاع وصانعي الدراما، وتحولت بفضل عملها على مدى سنوات طويلة ونجاحها في تجسيد شخصيات متنوعة ومتعددة بنجاح الى مثال أيقونة.»

قسيس
اما النقيب السابق للممثلين الدكتور جان قسيس فقال: «هنا في هذه الارض الطيبة، نبتت ونمت كزهرة نيسانية الملامح. ومن هنا ابتدأت حكاية صبية اقتحمت مجاهل عالم كان بالنسبة الى المجتمع آنذاك مخيفاً ومظلماً، رغم اضوائه المتلألئة الساطعة التي تقارع اضواء القمر والنجوم. جميلة هي وبهية كأعراس الأساطير الإغريقية، غنية بالحب والحنان، صادقة في مشاعرها وشامخة كأرز تنورين».
وتابع: «مشوار الفن التمثيلي، مذ بدأته، لم يكن بالنسبة اليها مجرد نزهة على دروب وردية، بل كان إبحاراً عكس تيار التقليد المتزمت، وسفراً مضيئاً في المسالك الوعرة، وفعل تحدٍّ قاتل مع الذات ومع ذلك المجتمع المخنوق بالأفكار البالية، والأحكام التي لا ترحم. انطلقت وثابرت وكافحت كما أبطال الملاحم، لتثبت نفسها في نهاية الأمر أيقونة من أيقونات الفن التمثيلي في لبنان والعالم العربي. في مسيرتها الفنية الطويلة، ما عصاها يوماً دور، ولا صعبت عليها شخصية. ببراعة فذّة أدّت كل الأدوار والشخصيات، فكانت كليوباترا، وكانت العشيقة والزوجة والأم والجدة. كانت الشريرة والطيبة، الحنونة والعاقلة، والمتسلطة والمكسورة. وفي هذه الأدوار والمراحل أجادت، وتقمّصت كل شخصية كما لو انها ذاتها، مثال هي واميرة بدع وسيدة مسرح وشاشة وإذاعة».
وختم: «أحييك ايتها السيدة العظيمة، ايتها الفنانة الظاهرة. ومن خلالك أحيي بلدية تنورين بشخص رئيسها والمجلس البلدي، على دعوتنا للاحتفاء بك.
هنيئاً لنا بك، واشكر الله على انني عشت في زمنك، وعرفتك وشاركتك العديد من الأعمال، وبقيتِ دائماً اسماً على مسمّى، وفاءً على وفاء .
سلمتِ لنا جميعاً ايتها الملكة سيدة على عرش الدراما، فالعرش لا يليق الا بك».

مطر
وقال الأديب سهيل مطر: «منذ طفولتها، في ضيعة الثلج والشقاء والكرامة في تنورين وكما العصفور الصغير، تشاجرت وفاء مع القفص، كسرت، نقرت الزجاج، تمرّدت طارت، وكتبت اسمها على ايقاعات الحرية والحب والجمال .
وفاء الصبية الحلوة المغناج، تقتحم التمثيل، تعيد الى تنورين ذكرى آسيا داغر وماري كويني ونزهة وهيام يونس، وتبقى في السينما، على المسرح، في التلفزيون، هي هي… من منكم يستطيع الفصل بين وفاء ـ المرأة، ووفاء الممثلة؟ وهل يمكن الفصل بين العطر والوردة؟ وبين الغمام والمطر وبين القبلة والشفتين؟ هي المرأة الحقيقية، النقية، الصافية المغتسلة بندى الجنون، المكحّلة بماء الورد، المضرجة بالحب والمتحدية بصمت وكبرياء. وفاء ليست امرأة واحدة، إنها قبيلة من النساء، الف إمرأة … وامرأة. في كل دور هي وفاء جديدة، هي البطلة التي رفعت شعار: «الفن او الفناء». واختارت الفن نكرّمها، الليلة، أم نتكرّم بها؟ انا اتكرّم، واستطيع الليلة ان ارفع رأسي وأقف على حجر. شكراً باسم تنورين لمن كرّم وتكرّم.»

طربيه
الكلمة الأخيرة كانت للمكرمة وفاء طربيه فقالت: «بعد كل الكلمات اللي سمعتها لا أدري اذا كانت كلمة شكراً كافية. انا بينكم أشعر بفرح كبير وبغصّة.
فرحة بهذا اللقاء وبلفتة التكريم من بلدية تنورين ضيعتي الغالية وبكل التقدير الذي سمعته. فرحة بكل هذه الوجوه الطيبة وفي قلبي غصّة على غياب كل الذين سبقونا.»
وأضافت: «الليلة أحس بشعور جديد له نكهة خاصة، شعور بنت تنورين تتكرّم في تنورين. في بلدتها. شعور لا يمكن وصفه.
إنها لحظة تعيدنا لطفولتنا.. لأيام الصبا.. للبدايات».
وختمت «شكراً تنورين، وبلدية تنورين، وشكراً لكل كلمة سمعتها وشكراً للحضور الحبيب.»
وفي الختام قدّم رئيس البلدية درعاً تكريمية لطربيه وبعدها نخب المناسبة والصور التذكارية مع الأهل والأحبة .
وفي اليوم التالي زرعت وفاء طربية شتلة أرز في محمية غابة أرز تنورين بحضور رئيس البلدية ولجنة المحمية ومديرها وعدد من الأقارب والأصدقاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى