«الديمقراطي اللبناني» يحيي بمشاركة «القومي» ذكرى استشهاد القيادي صالح العريضي
أحيَت دائرة الغرب في الحزب الديمقراطي اللبناني الذكرى السادسة عشرة لاستشهاد عضو المجلس السياسي في الحزب الشيخ صالح فرحان العريضي، في احتفال حاشد في الرابطة الثقافية الرياضية – بيصور، تحت عنوان: «صالح العريضي، شهيد على طريق فلسطين»، حضره وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عميد الداخلية رامي قمر وعميد العمل والشؤون الاجتماعية سلطان العريضي وعضو المجلس الأعلى – الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح، إلى جانب ممثل رئيس «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان الوزير السابق البروفسور رمزي المشرفية، عضو المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي، الوزير السابق غازي العريضي، وممثلون عن الأحزاب الوطنية، والفاعليات البلدية الاجتماعية والسياسية والثقافية والإختيارية ورجال دين، عائلة الشهيد، وأبناء البلدة والجوار والأصدقاء.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب الديمقراطي اللبناني، وكلمة ترحيبية من ريان التيماني، ألقى رئيس لجنة التواصل الدرزية عرب الـ48 الشيخ علي معدي كلمة متلفزة قال فيها:
«انّ الشهيد صالح مثّل الثوابت الوطنية والأصالة العربية والقيم المعروفية إذ نادى بها شعاراً وآمن بها فعلاً وطبّقها عملاً، حيث تربى الشهيد على أرض بيصور بلد الرجال الرجال، والأبطال الأبطال، ودعا الى وقف الحرب الغاشمة في فلسطين وان يأخذ أصحاب الحق حقهم».
قماطي
وألقى عضو المجلس السياسي في حزب الله الوزير قماطي كلمة، جاء فيها: «هذه بيصور التي تعرّفت على رجل من رجالاتها كما لي أيضاً معارف من رجالاتها من مختلف الأحزاب والتيارات السياسية والشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية ولكن يبقى ان تعرّفت على رجل آخيته وصادقته وعرفته هو الشهيد صالح العريضي، هذا الشهيد هذا الأخ وهذه الشخصية التي لا أنساها ولا ينساها الجبل ولا تنساها بيصور ولا ينساها الوطن.
وشدّد قماطي على وحدة الساحات، وعلى الشراكة في المقاومة مع الحزب الديمقراطي اللبناني ورئيسه، لأنه حزب ثابت على مواقفه الوطنية والقومية».
وأكد أنّ «الفريق الذي يعرقل انتخاب رئيس الجمهورية، هو الفريق الذي لا يريد الحلّ في لبنان، ولفت إلى أنّ اتهام المقاومة دائماً أنها تنتمي إلى محاور خارجية، هو أمر غير صحيح، والتهمة جاهزة، بينما لا يرون الآخرين عندما يذهبون إلى الخارج للاجتماع بأسيادهم، ويعملون بتوجيهات خارجية».
المشرفية
بدوره، ألقى الوزير المشرفية كلمة رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان، قال فيها: «السنة: 2008، اليوم: العاشر من أيلول، الحدث: استشهاد الرفيق صالح فرحان العريضي، وفي كلّ سنة نعود لنستذكره، نظراً لأهمية هذا الحدث، ولنُذكّر بمفاعيل هذا الاستشهاد وانعكاساته على الأحداث في تلك الآونة، وصولاً الى هذا اليوم، وهل هو حدثُ بمستوى منطقة أو بلد؟ أم يتجاوزهما الى ما هو أبعد، سؤالٌ كان وما زال قيد الطرح، خصوصاً ونحن على طريق فلسطين… وهي الطريق التي سلكها صالح العريضي في نهجه وفي أدبياته وفي مسيرته المشرّفة الزاخرة بالفداء.
أضاف: «منذ تأسيس الحزب الديمقراطي اللبناني… واكب الشيخ صالح الأمير طلال أرسلان في رحلته التأسيسية وساهم في وضع الأسُس الإدارية للتعامل مع أهلنا… خصوصاً هنا في منطقة الغرب… فعُيّن رئيساً لدائرة الغرب في الحزب وصولاً الى عضوية المجلس السياسي.
كان داعياً للوفاق والتسامح ونبذ الفرقة… وهو على خطى الشيخ أبو صالح في هذا المجال… وما تجربة أيار 2008 إلا دليل ساطع على دور صالح في إرساء ثقافة اللاعنف التي تصلح أن تكون مدرسة في ممارسة السياسة… وها نحن نعود إليها في كلّ إستحقاق، حين يتطلب الأمر لنؤكد على ثوابت الوفاق والتنسيق، من أجل عدم ضياع البوصلة، وأهمها بوصلة فلسطين، لأن كل ما يحدث يتعلق بالقضية المركزية «فلسطين».
وكم نتذكرك يا صالح في جنيف، وفي دمشق، وفي لبنان، محرّضاً، داعياً أهلنا في الجولان ومناطق عرب 48 لعدم الإنخراط في جيش الاحتلال الصهيوني ورفض الهوية… كنت صلباً، عقائدياً، مؤمناً بأن لا بديل عن طريق المقاومة لتحرير فلسطين.. وما يحدث اليوم يؤكد على حسن خيارك الى جانب رفاقك وحزبك… وأعتقد بأنّ تلك اليد غير بريئة من دمائك.. شأنك شأن أخوانك في المقاومة وأخوانك المجاهدين في فلسطين.
ونحن، نحن يا صالح نستذكرك في كل استحقاق نعود فيه الى طبيعتنا الوطنية.. من غير جنوحٍ الى الأحداث اليومية التي يمكن أن تأخذنا في كثير من الحالات الى أماكن بعيدة عن قلب الحدث… نحن نستذكرك كلما تعانقَ الزعيمان الوطنيان الضمانتان وليد بك جنبلاط والأمير طلال أرسلان.. لأنك كنت الحريص على أن لا تفرّق بينهما قطرةَ ماءٍ من أجل وحدة هذا الجبل… من أجل استقرار هذا الجبل، ومن أجل حماية المقاومة في هذا الجبل، لأن هذا الجبل كان ولا يزال حجر أساس في كلّ مشروعِ مقاومةٍ من أجل القضايا العربية ومن أجل فلسطين.
وتابع: «اليوم أصحبت الصورة جلية… والفكرة واضحة، والمخطط الجهمني لا جدال بصدده…
حرب باردة على المستوى العالمي تنتج حروباً ساخنة في بقاع العالم، فمن بحر الصين الى أوكرانيا في أوروبا… الى اليمن والسودان والصومال وليبيا وإيران… الى لبنان وسورية، إلى العراق، إلى فلسطين… كلها حروب ساخنة قد تنفرج بالتسويات الدولية وقد تبقى متفجرة بغياب التسويات.. ومن لا يُستهدف عسكرياً في هذا المخطط يتمّ استهدافه إقتصادياً… وهو الأسلوب الجديد في الحروب الجديدة للسيطرة على العالم.
لذا علينا أن نفكر بمصالحنا… وأوّلها عدم تقديم التنازلات والتمسك بالمقاومة حتى يأتي يومٌ تطالنا التسوية العادلة..
ونحن والحمدالله في هذا الجبل يداً بيد من أجل الحفاظ على المقاومة بقيادة سماحة السيد حسن نصرالله… ومع وليد بك والأخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي والأحزاب الوطنية لن نضيّع البوصلة… وسنعمل على ترجمة هذا المسار في كلّ الاستحقاقات ومنها الإستحقاق الرئاسي.
غير أنه لا يحلمنَّ أحد أننا نقبل برئيس لا يحمي ظهر المقاومة ولا يعترف بأنّ سورية هي ممر إلزامي لمصلحة لبنان الاستراتيجية على الصعيدين السياسي والإقتصادي، وإلا فالبحر من ورائنا… وهذا ما لا يمكن أن نُسلم به ما حيينا».