أنا أختكم يا هؤلاء…
سارة طالب السهيل
أنا لست أختاً للصغائر والصّغار
كلاّ ولا امتدّت يدي
لتصافح الكفّ التي
باءت بعار
ما كنت يوماً أرتضي
ذلّاً لجار
أنا ما لبست قناع وجهٍ طيبٍ
في الصبح
ثم نزعته
لما انقضى ذاك النهار
أنا لست أختاً
للضآلة والبوار
أنا أخت كفِّ
تمسحُ اليتُم الذي
أبكى الصغار
أنا أخت كفّ أنصفت
من كان مهضوم الجوار
أنا أخت من يحمي الحمى
ويذود عن كلّ الديار
أنا أخت شمسٍ أشرقت
كرماً بعين الطيبين
وغمرت من حولي بدفء
لا تبدّده السنين
أنا أخت كلّ الباذلين
أنا أخت قوم
يقصدون المجد
من أبهى طريق
قوم يبيعون الحياة
ليشتروا أوفى صديق
كلّ الخطى عرفت
طريق بيوتهم
في كلّ شدّة
هم أهل كلّ القاصدين وجوههم
هم أهل نجدة
هم أهل برٍّ
ليس فيهم
من يصعر للذي يأتيه خده
أنا أخت كفٍّ
كفكفت دمعاً بأحداق اليتيم
أنا أخت كفٍّ سامحت
وتجاوزت عن كلّ ذي ذنب قديم
كفّ إذا قدرت عفت
غفرت لكفّ قد جنت
ما أسلفت
كف تقدَّر في أوان البطش
بالمليون باع
هي إنْ أرادت أن تردّ الصاع
ردّت ألف صاع
لكنها اختارت سبيل الحلم
والفضل الكبير
أنا أخت من عبر الطريق
يساعد الشيخ الضرير
وأحب بسمته التي
تعلو على الزمن العسير
أنا أخت من قسموا لزائر حيِّهِم
سقف الديار
وإذا استجار بهم ضعيف
أنصفوه بلا انتظار
أنا أخت من حملوا الليالي السود
للكهف البعيد
ليعود إشراق بقلب الحالمين
بمولد الفجر الجديد
أنا أخت من حفظوا على العهد القديم
وفاء قلب لا يخون
هم يحسنون الظنّ دوماً
لا يسيؤون الظنون
هم ينشرون سلامهم للعالمين
ويعطِّرون كلامهم بالياسمين
أنا أخت من نشروا المحبة والمودة والإخاء
أنا أختكم يا هؤلاء…