بوريل والمعيار الأخلاقي
في مقالة نشرها في صحيفة لوموند الفرنسية في 15-1-2024، حذر مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من المعايير المزدوجة في التعامل مع حالتي أوكرانيا وغزة، وقال إن الصمت تجاه ما يجري في غزة والتهرّب من تحمل المسؤولية في مواجهة الأفعال الإسرائيلية التي تشبه الأفعال الروسية في أوكرانيا سوف يرفع الغطاء الأخلاقي عن المواقف الغربية من حرب أوكرانيا.
في شهر شباط 2024 علّق بوريل على رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التعهد بوقف عملية عسكرية في رفح بالقول إن المجتمع الدولي كله يتوسّل الى نتنياهو وأعاد سبب عنجهية نتنياهو الى الدلال الأميركي الذي يلقاه، وتوجّه الى الرئيس بايدن بالقول، ربما عليك إرسال أسلحة أقل بدلاً من توجيه نصائح أكثر.
يأتي بوريل الى لبنان لمناقشة الوضع على حدود لبنان والحث على تهدئة الأوضاع، لكنه يعلم أن هذا كلام علاقات عامة، ووفقاً لما سبق وقاله في ظل الدلال الأميركي لنتنياهو سوف يستمرّ السقوط الأخلاقي لما يسمّى بالمجتمع الدولي، ولن تتوقف الحرب على غزة الا إذا أُجبِر نتنياهو بالقوة على وقفها، وهذا ما يفعله حزب الله على جبهة لبنان، إنهاك واستئناف وخلق عقد مثل قضية المهجّرين حتى لا يجد الاحتلال طريقاً لتحمل هذه الأعباء ويتجه لوقف الحرب على غزة للتخلص من هذه الأعباء. وبالمقابل يعلم نتنياهو أن قدرة لبنان على الصمود وعدم التعرّض لما يشبه ما تتعرّض له غزة لا يعود الفضل فيه لسيادة القانون الدولي وفعالية المؤسسات الدولية، بل لقوة المقاومة ومعادلات الردع التي تجعل الاحتلال يقيم الحساب لعواقب أفعاله إذا أفرط في استخدام القوة.
كنا نتمنى لو أن بوريل خلال زيارة بيروت، وبعدما تبلغ قرار تل أبيب بمنعه من زيارتها، وبدلاً من أن يعلن إلغاء الزيارة، أن ينتفض لكرامة شخصه ومَن وما يمثل ويقول: مبارك للبنان واللبنانيين الاهتداء الى طريق المقاومة لحماية بلدهم وتجنب الإهانة التي تلحق بالعالم كله من “إسرائيل”. فلبنان دون سواه يفعل ما يلزم لوقف حرب غزة، ولبنان دون الحاجة لوصفات سخيفة لا تجدي اكتشف الوصفة التي تحميه، وهي هذه المقاومة.
نسأل السيد بوريل وفق أي شرع وأي قانون تُعامَل المقاومة كتنظيمات إرهابية و”إسرائيل” كدولة قانون؟
التعليق السياسي