موسكو تحذّر من استهداف عمق روسيا بصواريخ الناتو وتعتبره إعلان حرب / المجلس الوزاري في الكيان يقرّر الأحد ضم إعادة مهجّري الشمال لأهداف الحرب / هوكشتاين لجولة جديدة بين بيروت وتل أبيب تحت شعار خفض التصعيد والتهديد
كتب المحرّر السياسيّ
نظمت موسكو حملة دبلوماسية إعلامية بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحت عنوان التحذير من خطورة قيام دول حلف الناتو بتزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى تطال العمق الروسي والسماح باستخدامها نحو هذا العمق. وقال الرئيس بوتين سوف يكون هذا عملاً خطيراً يضع هذه الدول في حالة حرب مع روسيا، وتبعه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالقول إن حدوث هذا التحوّل في مسار الحرب لن يكون نهاية التصعيد لأن موسكو سوف ترد على هذا التهديد بما يتناسب مع حماية أمنها،. ومساء أمس تحدث المندوب الروسي في مجلس الأمن فقال: إن استهداف العمق الروسي بصواريخ الغرب الدقيقة يعني ان هناك طواقم بشرية من دول الناتو تقاتل الى جانب الجيش الأوكراني لأن لا قدرة تقنية لهذا الجيش على تشغيل هذه المنظومات الصاروخية، وهذا الشكل من المشاركة يتعدى مجرد تزويد أوكرانيا بالسلاح والمعلومات الاستخبارية كما هو حاصل اليوم.
في المنطقة استقطب الاهتمام ما صدر عن قادة كيان الاحتلال من تهديدات بتصعيد الوضع مع المقاومة في المواجهة الدائرة عبر الحدود اللبنانية، وهي مواجهة تزداد زخماً بصورة يومية، سواء على مستوى غارات جويّة يشنّها جيش الاحتلال وتستهدف المدنيين أغلب الأحيان، أو على مستوى العمليات النوعية والمكثفة التي تنفذها المقاومة والتي بلغت أمس مستوى متقدّماً عبر عدد العمليات ونوعيتها وطبيعة الأهداف. وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن حكومة الكيان تخصيص جلسة المجلس الوزاري الأحد لمناقشة الوضع في الشمال وضم إعادة مستوطني الشمال المهجّرين إلى مستوطناتهم إلى أهداف الحرب، ما يعني تكليف الجيش القيام بالمهمة، وما يعنيه ذلك من تصاعد التهديد بشنّ حرب.
على إيقاع هذا التصعيد يصل الإثنين الى المنطقة المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، ويبدأ جولته التي سوف تشمل بيروت من تل أبيب، تحت عنوان خفض التصعيد ومحاولة التوصل إلى تفاهمات دبلوماسيّة تبعد تهديد نشوب حرب وإفساح المجال لإنجاح المساعي الأميركية المشتركة مع مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق في غزة تعتقد واشنطن أنه يضمن وقف النار في جبهة لبنان، ويفتح الطريق للبحث بحلول وترتيبات تضمن عودة آمنة لمهجّري المستوطنات.
وفي وقت حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها، بقيت التسريبات الإعلامية عن حرب إسرائيلية واسعة وخاطفة على لبنان وسورية في محاولة لتغيير الواقع الميداني في الجنوب، في دائرة الاهتمام المحلي والإقليمي، على الرغم من أن مصادر مطلعة في فريق المقاومة تستبعد هذا الاحتمال لأسباب عسكرية وسياسية وتدرجه في إطار الحرب النفسية والمعنوية على المقاومة وبيئتها وللضغط على الحكومة اللبنانية للرضوخ للإملاءات الإسرائيلية والتعاون مع الطروحات التي حملها المبعوث الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين في زيارته الأخيرة الى لبنان، وتجدد المصادر التأكيد بأن المقاومة لن تتراجع ولن توقف جبهة الإسناد قبل توقف العدوان على غزة، وما تصعيد عملياتها العسكرية في الأسبوع الماضي إلا دليل على إصرارها على موقفها، فضلاً عن الرد المؤلم على اغتيال القائد السيد فؤاد شكر، مضيفة أن العدو لن يتمكن من إبعاد حزب الله عن الحدود شبراً واحداً ولن يستعيد أمن المستوطنات في الشمال ولن يعيد المهجّرين لا قبل موسم المدارس ولا بعده حتى يوقف الحرب في غزة ويلبي مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني. وتربط المصادر بين رفع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان والحملة الإعلامية المرافقة، بزيارة هوكشتاين الى المنطقة لكي تمنحه أوراق ضغط على لبنان.
وعلمت “البناء” أن ضغوطاً دبلوماسية أميركية غربية تمارس على لبنان للضغط على الحكومة اللبنانية وعبرها على حزب الله لفصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة والسير باتفاق على الحدود يلبي المطالب اللبنانية بالانسحاب الإسرائيلي من النقاط المتحفظ عليها ووقف الخروق الإسرائيلية للبنان، وتطبيق القرار 1701 بكامل مندرجاته، وتلقى لبنان نصائح عدة بالموافقة على هذا الاتفاق لتجنيب لبنان الحرب. علماً أن الحكومة الإسرائيلية وفق المعلومات الدبلوماسية تلقت نصائح أميركية مقابلة بعدم توسيع الحرب على لبنان لتداعياتها الكبرى على المنطقة برمّتها، لأنها لن تبقى محصورة بلبنان و”إسرائيل”، بل ستستدرج جبهات أخرى في المنطقة.
وفي سياق ذلك، نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين، قولهم إنّ “ كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، أموس هوكشتاين، يصل إلى “إسرائيل” الاثنين المقبل لمناقشة التوتر مع لبنان”. وأشار مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، وفق الموقع إلى أنّهم “قلقون من خطاب الجيش الإسرائيلي المتصاعد بشأن نشوب حرب مع لبنان”.
ميدانياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على الجنوب والبقاع الغربي، فاستهدفت مسيّرة إسرائيلية منزلًا في بلدة الأحمدية – البقاع الغربي ما أدى إلى استشهاد شخص وسبعة جرحى من بينهم أربعة أطفال عولجوا في الطوارئ، وفق ما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة.
وشنّ جيش الإحتلال غارة جوية استهدفت منزلًا في بلدة كفررمان في قضاء النبطية جنوبي لبنان.
كما تعرّضت بلدة كفرشوبا والجبهة الجنوبية الغربية منها لقصف مدفعي إسرائيلي عنيف.
وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي مرتين على مدينة بنت جبيل، استهدفت الغارة الأولى منزلاً في حي العويني والثانية منطقة الوادي، ولم يفد عن وقوع إصابات.
وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري، “أننا عملنا بشكلٍ مكثّف في الجبهة الشمالية خلال الأسبوع الأخير، وهاجمنا أكثر من 140 هدفًا في لبنان”، زاعماً أن “قواتنا قضت على عدد من عناصر حزب الله بينهم أحد قادة وحدة الرضوان، وأنّ مقاتلي الاحتياط في اللواء 9 من لواء غولاني استكملوا تمرينًا يحاكي مناورة بريّة في منطقة معادية”.
في المقابل، أعلن حزب الله في سلسلة بيانات أنه “رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة كفرجوز، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا، بصليات من صواريخ الكاتيوشا حيث أصابوها إصابة مباشرة واندلعت النيران في أجزاء منها”. كما استهدفت المقاومة موقع المرج بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة. كما استهدف حزب الله بالصواريخ ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية وحقق إصابة مباشرة. وردًا على المجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في بلدة كفرجوز، شَنَّ مجاهدو المقاومة، هجوماً جوياً بِأسراب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون (مقر ألوية الفرقة 210 ومخازنها في المنطقة الشمالية) جنوب شرق مدينة صفد المحتلة، مُستهدفةً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها بشكل مباشر وأوقعت فيها إصابات مؤكدة”. وأعلن حزب الله عن استهداف قاعدة جوية إسرائيلية وهي “ثكنة بيريا” في المنطقة الشمالية بصواريخ الكاتيوشا رداً على غارة كفرجوز جنوب لبنان.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة، بـ”انفجار طائرة بدون طيّار في منطقة عميعاد جنوب شرق صفد، واندلاع حريق في المنطقة”.
الى ذلك تلقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسالة من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومما جاء فيها: “تلقينا في حركة المقاومة الإسلامية حماس، بتقدير واعتزاز كبيرين رسالتكم الكريمة، تهنئة وتعزية بشهيدنا ورفيق دربكم في الجهاد والمقاومة، وفقيد الأمة القائد المجاهد أ. إسماعيل هنية “أبو العبد” رئيس المكتب السياسي للحركة، ومرافقه الأخ المجاهد وسيم أبو شعبان “أبو أنس”، شاكرين لكم تضامنكم الممزوج بالمشاعر الصادقة والنبيلة، الذي عبّرت عنه أفعالكم المباركة في جبهات محور المقاومة، إسناداً ودعماً وانخراطاً في هذه المعركة، سائلين الله تعالى أن يبارك مسعاكم، ويحفظكم وبلادكم من كل سوء”.
وقال: “إن الحركة ستبقى كما كانت دوماً ثابتة على درب الوفاء لدماء الشهداء، وإن المبادئ السامية التي كان يدعو لها القائد الشهيد أبو العبد ستظل ثابتة وحاضرة وتمضي عليها حركتها ومجاهدونا، وفي مقدمتها وحدة شعبنا الفلسطيني على خيار الجهاد والمقاومة، ووحدة الأمة وفي القلب منها محور المقاومة في وجه المشروع الصهيوني دفاعاً عن أمتنا ومقدساتنا، وفي مقدمتها القدس والأقصى، حتى دحر الاحتلال وكنسه عن أرضنا، وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس”.
رئاسياً، وفي انتظار ما ستقدّمه مجموعة الخماسية من جديد بدءاً من اليوم، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير المصري لدى لبنان علاء موسى الذي قال: “كان من الضروري إطلاع دولته على التطورات بما يتعلق بالمفاوضات حول غزة… وتحدثنا أيضاً بملف الرئاسة بشكل تفصيلي بما يخص الأفكار التي طرحها دولة الرئيس منذ فترة وأعاد طرحها مرة أخرى بشكل متقدم أكثر في الأسبوع الماضي، كما تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور أننا جميعا ندرك، أن انتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الأهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخصّ هذا الملف”. وتابع موسى: دولة الرئيس أكد لي مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي، وهذا شيء في غاية الأهمية لأنه إذا ما استطعنا فعلاً عمل هذا سنتمكّن بعض الشيء من إحداث حلحلة في الملف الرئاسي، كما تحدّثنا أيضاً عن جهود الخماسية واجتماعاتنا في الفترة المقبلة وما نرجو إليه، وأكدت للرئيس بري بأننا سنبقى على تواصل بما يخصّ تحركات الخماسية، وأن الحوار بين الخماسية والأطراف اللبنانية هو الشيء المهم وهو الذي سيؤدي الى انفراج في هذا الملف”.
وعن الاجتماعات المقبلة للجنة الخماسية قال السفير المصري: “سنلتقي في الخماسية بعدما كان الاهتمام الأكبر في الفترة السابقة منصباً على تهدئة الجبهة في الجنوب، الآن عدنا مرة أخرى للتركيز على الملف الرئاسي، سنلتقي لأن السفراء لم يكونوا متواجدين في لبنان، هم عادوا الى لبنان سنجتمع من أجل التداول في التقييمات للأوضاع وما حدث في الفترة السابقة وما يمكن اتخاذه في المستقبل، لن نتحدث عن أفكار الآن إلا بعد التداول مع أعضاء الخماسية”.
وأفادت مصادر إعلامية محلية بأن “اللجنة الخماسية تتعامل بإيجابية مع المبادرة التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري”، مشيرة إلى أنها “لا تفرض على الأطراف السياسية المشاركة أو عدمها في هذه المبادرة”.
واضافت أن “الخماسية لا تمتلك صيغة جديدة أو مشروع حل متكامل، لكنها تسعى بشكل رئيسي إلى تقليص الفجوات بين الأطراف اللبنانية وتسهيل عملية التفاهم بينهم”.
ولفتت الى أن “السفير الفرنسي في لبنان، هيرفيه ماغرو، سيعقد اجتماعاً مع الرئيس نبيه بري الاثنين المقبل”، مؤكدةً أن “لبنان الرسمي لم يتلقَ بعد أي إشعار بموعد وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت”.
الى ذلك شن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، هجوما لاذعاً على الحكومة من بوابة النازحين السوريين ولفت الى “أننا كنّا ننتظر من الحكومة اللاميثاقية أن تكفّر عن بعض أخطائها فتسرّع إجراءات عودة النازحين السوريين، وإذا بها تبدأ إجراءات تثبيت النازحين الموجودين بصورة غير شرعية عبر فتح أبواب مدارسنا أمامهم”.
وأشار إلى أنّ “على الحكومة أن تعود عن قرارها الذي يخدم مشروع التوطين وإلّا تكون شريكة فيه”، مضيفًا “على المدارس ولجان الأهل تقديم طعن بقرار الحكومة وبتعميم وزارة التربية”.
وأكّد باسيل أنّه “علينا جميعاً ان نمنع تنفيذ القرار والتعميم على أرض المدارس وألّا يصبح السوريون غير الشرعيين جوا جوا وأولادنا برّا برّا”، وقال: “اعلموا جميعاً أن السكوت عن هذا الأمر وإمراره يعني أن التوطين واقع”.
وفيما أفيد عن مساعٍ واتصالات على خط التيار الوطني الحر – حزب القوات لاحتواء التوتر بينهما لفت كلام رئيس “القوات” سمير جعجع، حول الاغتيالات حيث اشار إلى “أننا في مواجهة جهات من الممكن في أي وقت أن تقدم على الاغتيال لأهداف سياسية، لذلك المسألة بحاجة إلى احتياطات كبيرة”. ما يدعو للتساؤل حول ما إذا كان جعجع يملك معلومات عن عمليات اغتيال في لبنان أم أن إثارة هذا الامر للاستغلال السياسي والإعلامي فقط!