أخيرة

دبوس

سلمت يُمناك أيها اليمن

 

طلع البدر علينا من ثنيّات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
في يوم مولد الحبيب يسجل شعب اليمن الحبيب واحدةً أخرى من بطولاته والهبّة العظيمة والنخوة اللامحدودة والعنفوان والإباء في وجه قوى الظلام وإسناداً لشعب فلسطين الذبيح…
من يمن الإيمان، ومن بلد الأسود والجهاد والعطاء بلا حساب، ومن أرض الخير والتضحية والحكمة والأبطال، تدفّق الفرط صوتي فلم يعط شذّاذ الآفاق وقتلة الأطفال والأنبياء سوى ثوانٍ عشرٍ للولوج إلى جحورهم.
من صنعاء صانعة الأبطال والمعجزات، إلى تل دبيب القتلة والمارقين والضباع، نبعث لكم أيها الأوغاد عينةً صغيرةً، والآتي أدهى وأمرّ. اليمن العظيم هو الردّ الرّبّاني العملي على المتخاذلين المتقاعسين الناكصين، بأنّ هذا الشعب المحاصر والمجوّع والمعتدى عليه ينتفض وينبثق من بين الأنقاض لينصر الشعب الفلسطيني الذبيح، ويرفع الظلم عنه، ويمدّه بكلّ أشكال المدد رغم العسر ورغم ضيق ذات اليد، ورغم المسغبة التي فرضها عليه كلّ الظالمين والمجرمين في قوى الهيمنة وعملائهم، فإلى أولئك المتخاذلين الذين يدّعون العروبة والإسلام ثم ينظرون الى أشلاء أبناء فلسطين المبعثرة في الأرجاء، ثم يديرون ظهر الخيانة، ويقولون بلا حياء وبلا خجل وبلا ذرة من الإيمان، “اللي فينا مكفّينا”…
هذا هو يمن الإيمان والشجاعة والبطولة والنخوة والعروبة الأصيلة والحكمة، هذا هو اليمن المقدام المعطاء بلا منّ وبلا خلقٍ للذرائع، مباشر وحاسم لا يعتريه أيّ تردّد أو وجل، يتحدّى، فهل من منازل؟ تماماً كما قال فارس الفرسان اليمني المغوار، عمرو بن معدي يكرب، نازلت كبشهم ولم أر من نزال الكبش بدّاً، المشهد آخذ في العنفوان شيئاً فشيئاً، ضربة الأردن وكرامة الجازي، والفرط صوتي اليمني الخارق الحارق، والآتيات أعظم، أما من أصبح لا يهتمّ لأمر المسلمين، فليس منهم.

سميح التايه

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى