مقالات وآراء

صبرا وشاتيلا… المجازر «الإسرائيلية» والسهم الأحمر

‬ حمزة البشتاوي

كما عُرف أرييل شارون بتاريخه الإرهابي الدموي وارتكابه مجزرة قبية عام 1953 ومجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 بمشاركة وتنفيذ مباشر لعملاء تابعين له من ميليشيا القوات اللبنانية وحزب الكتائب، أصبح يُعرف الآن بنيامين نتنياهو بأنه أكثر دموية من شارون وتفوّق عليه وعلى غيره من قادة العصابات الصهيونية بالقتل والإرهاب وذلك خلال حرب الإبادة الوحشية والمجازر اليومية التي يذهب ضحيتها المدنيون من النساء والأطفال والشيوخ، وقد وصل عدد ضحايا العدوان والمجازر على قطاع غزة حتى يومنا هذا نحو 42 ألف شهيد ومائة ألف جريح إضافة إلى آلاف من المفقودين تحت ركام المباني والمنازل المدمرة.
ويتوقع أن تحرك هذه المجازر وما سبقها منذ ما قبل صبرا وشاتيلا وما بعدها روح الثأر والقصاص في ظلّ فشل العالم كله بوقف هذه المجازر والحرب والشعور بعدم الجدوى الفعلية والعملية للمحاكم ولجان التحقيق الدولية وغيرها، ولذلك قد يحصل قصاص شخصي ومباشر عبر توجيه السهم الأحمر نحو بنيامين نتنياهو حيث توعّده أحد مقاتلي القسام بصاروخ من نوع السهم الأحمر قائلاً: (والله يا نتنياهو لأعمل دباباتك خردة والله لألهب جسدك بهذا السلاح والله لألهبك) ويقصد محاسبته على ما يرتكبه من مجازر في غزة خاصة ضدّ النازحين في الخيام ومراكز الإيواء.
ويُتوقع أيضاً أن يكون القصاص عبر المثلث الأحمر المقلوب الذي يظهر كيف يصطاد رجال المقاومة أهدافهم بدقة وحرفية إضافة لخوف نتنياهو الدائم من عزف مباغت ومباشر للرصاص من المسافة صفر أو عبر وصول مُسيّرة هجومية تابعة لسلاح الجو في المقاومة من لبنان إلى منزل نتنياهو في قيسارية قرب حيفا والذي تبلغ مساحته نحو دونم ونصف دونم، ويتألف من طابقين ومسبح ويقضي فيه نتنياهو وزوجته بشكل شبه دائم عطلة نهاية الأسبوع.
ويخاف نتنياهو كثيراً من قرية جسر الزرقاء القريبة من منزله والتي يبلغ عدد سكانها نحو 17 ألف نسمة من الفلسطينيين الصامدين في أرضهم، ويصل به الخوف إلى حدّ الرعب الهستيري رغم بناء جدار ترابي عازل بين القرية وبين منزل نتنياهو بطول 1,5 كلم وارتفاع 4-5 أمتار، ولكن الجدران العازلة والحصار والدمار لن يمنعا لحن الثأر المقبل الذي يُتوقع أن يعزفه أحد أبناء ضحايا المجازر من غزة وصبرا وشاتيلا وجنوب لبنان ودير ياسين وقانا وكفر قاسم مردّدين ما كتبه الشاعر سميح القاسم في قصيدة (ليد ظلت تقاوم):
من جيل لجيل
وإلى أن يبعث النهر
وتشدو في أغاني الحمائم
أملأ الدنيا هتافاً لا يساوم
دمنا المهدور ما زال
وما زلنا نقاوم…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى