أولى

هل يملك نتنياهو خطة لإعادة المهجرين؟

يستطيع بنيامين نتنياهو أن يجلس في مقعد سيارته وأن يلهو بالصفير من شفاهه وهو فرح بما أنجزت مخابراته من ضربات ألحقت الأذى بجسم المقاومة وبنيتها وبيئتها، غير آبه باتهامه بالإرهاب. وقد قتل في غزة عشرات الآلاف أغلبهم من الأطفال والنساء.
حجم الضربة ونوعيتها يمنحان نتنياهو فرصة التباهي بالقدرة على تسجيل نقاط على المقاومة، في إلحاق الأذى وفي صورة المهابة والإبهار بالقدرة، لكن نتنياهو الذي لم يعلن تبني الضربة خرج يقول موحياً بأنه صاحب الضربة أنه سيحقق الهدف الذي التزم بتحقيقه وهو إعادة مهجّري مستوطنات الشمال إلى مستوطناتهم، فهل يملك نتنياهو خطة لتوظيف الضربة في تحقيق هذا الهدف؟
تحقيق هدف إعادة المهجّرين يستدعي وقف إطلاق حزب الله للصواريخ والطائرات المسيرة نحو شمال فلسطين المحتلة، وحزب الله يقول إنه مستعدّ لذلك في حالة واحدة هي وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وفق اتفاق تلتزم به قيادة الكيان بشروط المقاومة لإنهاء الحرب وتبادل الأسرى، وهو ما يرفضه نتنياهو ويبحث عن خطة لإعادة المهجّرين من خارجه، أي خطة لوقف استهداف حزب الله لشمال فلسطين دون وقف الحرب على غزة، فكيف سوف يفعل ذلك؟
على نتنياهو أن ينجح بإجبار حزب الله على القبول بوقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة نحو شمال فلسطين المحتلة دون وقف الحرب على غزة، كي يضمن عودة المهجرين الى مستوطناتهم، وذلك عبر إحدى طريقتين، إما نجاح الضربات بإيصال حزب الله للتراجع عن التزامه بجبهة الإسناد اللبنانية، أو خوض حرب تبعد حزب الله عن الجبهة وتصيب بنيته العسكرية بالضعف وتخرجها من دائرة القدرة على تشكيل خطر على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.
حجم الضربة ونوعيتها يقولان إنها من النوع الذي تفتتح به الحرب أو النوع الذي يستخدم خلال الحرب بعد بدئها، ولا يبدو أننا أمام هذه الحالة، فهل يمكن للضربة وحدها أن تضمن عودة المهجرين؟
في حالة واحدة يمكن ذلك، إذا قال حزب الله إنه مستعد للبحث بحلول سياسية تنهي التوتر على الحدود، بمعزل عن التزامه بمعادلة جبهة الإسناد، لكننا أمام بيان واضح من حزب الله يقول فيه إنه سوف يمضي بقوة في مواصلة وظيفة جبهة الإسناد نحو غزة ومقاومتها، وقد أضاف إسناد الضفة الغربية إلى البيان هذه المرّة، وفوق ذلك تعهّد بالرد المناسب والقصاص العادل للاحتلال على ما فعل، فكيف سوف يُعيد نتنياهو المهجَّرين؟
يحق لنتنياهو أن يرفع تكتيكياً شارة النصر، لكنه يرفعها بيديه وجسمه ظاهر من بقعة وحل استراتيجية شديدة الكثافة لا يستطيع الخروج منها وقدماه مقيّدتان في أسفلها.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى