«الاستغلال الصهيوني لمنطقة الجولان المحتلة» دراسة للباحث إبراهيم عبد الكريم
وظف المؤلف والباحث إبراهيم عبد الكريم خبرته البحثية التخصصية بالشؤون الصهيونية وقضية فلسطين المحتلة وقضايا الصراع العربي الصهيوني في دراسته الجديدة التي حملت عنوان «الاستغلال الصهيوني لمنطقة الجولان المحتلة».
ويعكس الاستيطان الإسرائيلي في أراضي الجولان المحتل، وفق الباحث عبد الكريم التوجهات الاستراتيجية العليا للكيان الصهيوني، وانطلاقاً من الذرائع التي يعتمدها إزاء هذه المنطقة، ولا سيما تلك التي تتعلق بموضوعات الجغرافيا السياسية والأمن والديمغرافيا فضلاً عن الدعاوى الإيدولوجية والسياسية ذات الصلة بالصراع ارتباطاً بتلك التوجهات، دأبت سلطات الاحتلال على استغلال المقدرات الخاصة بأراضي الجولان المحتل في شتى المجالات، لتأتي دراسة «الاستغلال الصهيوني لمنطقة الجولان المحتلة» للمؤلف إبراهيم عبد الكريم والصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب لتقدم بعض أشكال هذا الاستغلال.
وجاءت الدراسة في ثلاثة فصول، وتناول الفصل الأول «الاستغلال الاستيطاني الصهيوني لأراضي الجولان العربي السوري المحتل» وفق قسمين، الأول المستوطنات الحالية في الجولان المحتل بالتركيز على عدد المستوطنات فيه وتوزعها الجغرافي وأسمائها ومراحل تأسيسها والجهات المؤسسة لها وأنواعها والقاعدة الاقتصادية والأنشطة الأخرى لكل مستوطنة، وتنظيم المستوطنين وتقديم تقديرات إجمالية لعملية الاستيطان في الجولان المحتل ثم ترد معلومات تفصيلية عن المستوطنات القائمة حالياً فيه.
وفي القسم الثاني، تحدّثت الدراسة عن الخطط الاستيطانية الجديدة بعد التذكير بمحصلة الأعمال الاستيطانية في الجولان، حيث استعرض فيه خطط ما بعد تصريح الرئيس الأميركي ترامب في الـ 25 من آذار 2019 حول ما يُسمّى «سيادة» الاحتلال على الجولان، كما سلّط الضوء على خطة الجولان 2022- 2025 وتفصيلاتها وإيراد عينات من الآراء المؤيّدة لهذه الخطة وعينات أخرى من التعليقات الانتقادية والتحذيرات.
ويستعرض الفصل الثاني من الدراسة، الاستغلال الاقتصادي الصهيوني لأراضي الجولان المحتل عبر التطرّق إلى تصنيفات سلطات الاحتلال لأراضي هذه المنطقة، كما يركز الفصل على أشكال هذا الاستغلال في مجالات المياه والزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والسياحة والتنقيب عن النفط، وغير ذلك، كما قدّم معطيات صهيونية عن البنية الاقتصادية للجولان المحتل وإيراد فكرة عن الحسابات الإجمالية المتعلقة بالاستغلال الاقتصادي للجولان.
ويدرس الفصل الثالث والأخير، الاستغلال العسكريّ والأمني الصهيوني للجولان المحتل بالتوقف عند أبرز الخصائص الجغرافية والأمنية لهذه المنطقة وعرض عينات من الذرائع الصهيونية لرفض الانسحاب منها، وترتبط بهذه الذرائع خرائط ومقاطع لتمرير الدعاوى الأمنية الصهيونية والقيام بترويج مزاعم لتكريس الاحتلال، كما يتضمّن الفصل ذكر بعض الأعمال العسكرية والحرائق التي تحدث جراء هذه الأعمال، كما يتطرق الفصل إلى »برنامج أودم» لتأهيل كوادر عسكرية في مستوطنة »كتسرين» الذي خطط له أن يطبق اعتباراً من عام 2023.
وفي هذه الفصول الثلاثة يستند المؤلف الى مصادر صهيونية مكشوفة وصحافية وبحثية وسواها نظراً لأن هذه المصادر تورد معلومات تفصيلية عن الوقائع والتطورات الجارية في الجولان المحتل، وهي معلومات ينبغي أن تخضع للفحص والتدقيق.
جاءت الدراسة بما يقارب 190 صفحة من القطع المتوسط، والباحث عبد الكريم مختص بالدراسات البحثية منذ عام 1980 بدأ في مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية في دمشق، وترأس التحرير في هذه المؤسسة من عام 1994 إلى 2021 ومحاضر في المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية 2023، وقدم محاضرات في مؤسسات أكاديمية وبحثية داخل سورية وخارجها، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب واتحاد الكتاب الفلسطينيين، ومن مؤلفاته المنشورة 25 كتاباً ومئات الأبحاث والدراسات.