فشل العدو «الإسرائيلي» في تفجير الـ «بيجر»
عدنان عبدالله الجنيد
المعروف تاريخياً أنّ حزب الله هو الذي حفظ كرامة هذه الأمة، وهذا ما أكده قائد الثورة يحفظه الله (حزب الله حفظ ماء وجه هه الأمة في الصراع مع العدو الإسرائيلي)، وله بصمة العزة والشرف في جميع فصائل المقاومة في دول المحور، وآخرها إشعال الجبهة الحدودية الشمالية مع العدو الإسرائيلي إسناداً لغزة، وتكبّد فيها الكيان اللقيط خسائر هائلة (استراتيجية، عسكرية، اقتصادية، إجتماعية، بشرية، مادية)، وتمّ إخلاء أغلب المستوطنات، وبأعداد كبيرة وبشكل غير مسبوق.
تعتبر جبهة الحدود الشمالية هي الأكثر تأثيراً والأشدّ وجعاً على العدو الإسرائيلي، وأكبر دليل قاطع على الأثر الفعّال والحقيقي لهذه الجبهة هو إقدام العدو الإسرائيلي على تنفيذ عملية إرهابية لم تعرفها البشرية من قبل، وتمثلت بتفجير أجهزة الـ «بيجر» مريداً بذلك قتل نحو خمسة آلاف لبناني من إجل تحقيق عدة أهداف (وَلَا يَحِيقُ الْـمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)، والتي فشلت جميعاً منها ما يلي:
1 ـ زلزلة البيئة وإحداث تفرقة واختلافات في أوساط الشعب اللبناني، ولكن بفضل الله ودماء الشهداء، والعمق الثقافي والإيماني للشعب اللبناني حصل العكس، ادّى هذا العمل الإرهابي الجبان إلى توحيد الشعب اللبناني في جميع مكوناته، وفصائله، وطوائفه، ولأول مرة في تاريخ لبنان.
2 ـ فصل جبهة إسناد لبنان عن معركة طوفان الأقصى، وفشل في ذلك، وهذا ما أكده سماحة السيد حسن نصر الله (يحفظه الله) قائلاً: أياً تكن التضحيات والعواقب والاحتمالات جبهة لبنان لن تقف إلا بإيقاف العدوان على غزة، وأول ردّ هو تعطيل أهداف العدو الإسرائيلي».
3 ـ إعادة المستوطنين، فشل إعادة المستوطنين إلى المنطقة الحدودية مع شمال لبنان، وأصبح حلماً صعب المنال لدى نتنياهو، وخاصة بعد تحدي الأمين العام لحزب الله (لن تستطيعوا إعادة المستوطنين إلى الشمال وهذا هو التحدي بيننا).
4 ـ تنفيذ ضربة كبيرة للقضاء على المقاومة في لبنان، والتي تحوّلت بفضل الله إلى نصر كبير للشعب اللبناني، وزيادة الثبات، والتماسك والقوة والإرادة والصلابة والجهوزية، وولدت فرصة تاريخية في توسيع المعركة إلى عمق الكيان، وتحويل مستوطناته إلى نار جهنم، وكشف العدو الإسرائيلي على حقيقته، وأنه العدو الأول للإنسانية، وكشف زيف الغرب بحماية الشعوب بقيادة أميركا، وذلك باشتراكها في تنفيذ هذه الجرائم الإباحية الذي يقوم بها اللوبي الصهيوني اليهودي، وتضافر الجهود بين فصائل المقاومة وأحرار العالم.
وبمناسبة عيد ثورة 21 من سبتمبر عام 2014م ثورة رفض الوصايا الخارجية (لن ترى الدنيا على أرضي وصياً)، نقول لشعب لبنان الأبي وللمجاهدين الأشداء، ونقول لسماحة السيد حسن نصر الله إننا نحن في جحافل جيوشنا وقوتنا الصاروخية وطائراتنا المُسيّرة وعدك الصادق سنداً وعوناً…