نبذة عن ما فعلته صواريخ المقاومة
خلال أربع وعشرين ساعة أمسكت المقاومة بزمام المبادرة فأطلقت قرابة أربعمئة صاروخ وعشر طائرات مسيرة، ورفعت من نوعية وصواريخها ورؤوسها المتفجرة ومدى استهدافها، وكانت أول نتيجة هي تحويل منطقة بعمق 60 كلم وعرض 90 كلم منطقة عمليات، أي مساحة تزيد عن نصف مساحة لبنان وتمثل أكثر من خمس عشرة مرة مساحة غزة.
مليونا مستوطن يسكنون هذه المنطقة نصفهم في الملاجئ ونصفهم يركبون سياراتهم ويرحلون، وبينما كان قادة الكيان يسعون لكسب التصفيق بالإعلان عن تدمير مقدرات المقاومة كان المستوطنون يقولون إن الصواريخ تنزل على رؤوسهم، فماذا يعني لهم الحديث عن تدمير المقدرات وهم لا يرون من نتائجه شيئاً؟
المهجرون الذين قيل إنهم 60 ألفاً وتقول تقارير أخرى إنهم مئتي ألف، استقبلوا دفعات جديدة من الزملاء المهجرين قدّرت الدفعة الأولى منها بمئة ألف وقد يصل العدد إلى مليون إذا بقي الحال كما كان أمس، وأصرّت قيادة الكيان على مواصلة عملياتها العسكرية، ولسان حال المهجرين لقد وُعِدنا بالعودة وإذ بنا نستعدّ لتمضية الشتاء في التهجير ومعنا مزيد من الأعداد ينافسوننا على الأماكن والمساعدات.
الجيش الذي يشكل أداة العملية العسكرية بدأ يعبر عن خشيته من الورطة التي رُمي به في قلبها، فأخذ يوزع التوضيحات حول عدم صدق كلام القادة السياسيين، فيقول ليس صحيحاً الكلام عن تدمير نصف مقدرات حزب الله، ثم يفتح الطريق لاتفاق في غزة بالقول إن إنهاء الحرب في الشمال قد يحتاج إلى إنجاز اتفاق في الجنوب.
يحذّر قادة الكيان من عملية بريّة ويتباهون بها، والمقاومة تنتظرها بفارغ الصبر وقد فازت بمثلها في حرب تموز 2006 في ظروف أصعب، وفازت حركة حماس بمثلها في ظروف أشدّ صعوبة.
كان كافياً أن تتجاوز المقاومة مخاطر الضربة القاضية التي أرادت إسقاطها وأن تعود للإمساك بزمام المبادرة حتى تنقلب الموازين وهي تنقلب وبسرعة، ولا يحتاج الأمر من المريدين والمؤيدين إلا الصمود والثبات والوعي والثقة.
التعليق السياسي