أولى

ماذا يعني إنكار جيش الاحتلال إعلان هاغاري عن القضاء على نصف قدرات المقاومة؟

‬ حسن حردان

ادّعى قادة العدو انّ ضرباتهم الجوية هدمت قدرات المقاومة في لبنان، لكن الوقائع أثبتت عكس ذلك تماماً، وانّ بيانات جيش الاحتلال ومسؤوليه، تماثل في ادّعاءاتها التي أعلنتها بعد الأيام الأولى من بدء العدوان «الإسرائيلي» على لبنان في تموز من عام 2006… والجواب جاء سريعاً من قبل فوهات صواريخ المقاومة التي انطلقت من مواقعها المحصّنة في الجبال والوديان، مستهدفة مواقع حيوية لجيش الاحتلال من مطارات حربية ومصانع أسلحة ومتفجّرات، ومخازن لوجستية في حيفا وما بعد حيفا وصولاً إلى العفولة التي تبعد نحو 65 كلم من الحدود مع لبنان، متجنّبة حتى الآن قصف أيّ أهداف تطال المستوطنين والبنى التحتية.. ما دفع جيش الاحتلال إلى إنكار تصريحات المتحدث العسكري الإسرائيلي، دانيال هاغاري، بشأن القضاء على نصف قدرات حزب الله من الصواريخ الدقيقة.. وطبعاً هذه الصواريخ لم تستخدم بعد، حيث استخدمت المقاومة الصواريخ المتوسطة التي المسمّاة فادي 1 و2 و3…
ما هي دلالات ذلك؟
أولاً، إنّ القصف الجوي «الإسرائيلي» العنيف والذي ألقى خلاله 2000 قذيفة صاروخية في اليوم الأول من العدوان، لم يحقق ما هدفت اليه حكومة نتنياهو من ضرب واضعاف قدرات المقاومة الصاروخية.
ثانياً، انّ تهجير أهل جنوب لبنان عبر القصف العشوائي للمدن والبلدات والقرى، وإلحاق خسائر كبيرة بها، وارتكاب مجزرة وحشية إرهابية ضدّ المدنيين أسفرت عن استشهاد وجرح أكثر من ألفي مواطن، لم يفتّ في عضد صمود بيئة المقاومة.. ولم يؤثر على المقاومة وقوّتها في الردّ على العدوان، ومنعه من محاولة استخدام ورقة تهجير الجنوبيين وارتكاب المجازر المروعة، ورقة ضغط على المقاومة تجبرها على قبول مقايضة عودة الجنوبيين إلى الجنوب مقابل عودة المستوطنين إلى مستعمراتهم في الشمال الفلسطيني المحتلّ… من دون وقف حرب الإبادة في قطاع غزة.. بل انّ العدو يحاول من خلال هذا العدوان الفصل بين جبهة الجنوب وجبهة غزة، للعودة إلى الاستفراد بغزة لبلوغ أهدافه التي فشل في تحقيقها.
هذا الفشل دفع إذاعة جيش الاحتلال إلى القول، بأن «الطريق أمامنا لا زالت طويلة»، ما يعني اعترافاً غير مباشر بالفشل والإخفاق في النيل من قدرات المقاومة أو التأثير عليها.
وكان لافتاً قول مجلس وزراء العدو المصغر، إنه لا يهدف إلى حرب شاملة والقناة السياسية لا تزال مفتوحة..
فيما المتحدثة باسم البيت الأبيض الأميركي أعلنت انّ اتفاق وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» وغزة هو المفتاح لتخفيف والتوترات في المنطقة، بما يعكس تراجع واشنطن عن تسويق الشرط «الإسرائيلي» لتحقيق الهدوء على جبهة لبنان، من دون اتفاق في غزة يوقف الحرب.. وتولد قناعة لدى الإدارة الأميركية باستحالة تحقيق الهدف «الإسرائيلي» من العدوان على لبنان. والذي عاد وكرّره نتنياهو بالقول إنه يسعى الى فصل جبهة جنوب لبنان عن جبهة غزة.. فيما قادة جيش الاحتلال أبلغوا مجلس الوزراء المصغر انه لا يمكن حلّ الأزمة في الشمال بدون حلّ في الجنوب، ما يعني إقراراً بعدم القدرة على الفصل بين الجبهتين.
من هنا فإن نتائج العدوان في يومه الأول، تؤكد أنّ سعي نتنياهو لتحقيق هدفه المعلن ليس ممكناً ويبدو انه مستحيل حتى ولو واصل التصعيد، في حين ظهر جيش الاحتلال في حالة من الارتباك والتخبّط واستعجال الإعلان عن إنجازات واهية، كشفت عدم صدقية ما يقوله ويدّعيه من إنجازات حققها للجمهور الإسرائيلي، في المقابل تبيّن انّ المقاومة لم تهتزّ او تربك وهي تدير المواجهة بصلابة وبدون انفعال او ردود فعل، وفق استراتيجية تتدرّج في استخدام قدراتها الصاروخية، حيث أدخلت أمس صاروخ فادي 3 في قصف قاعدة شمشون «الإسرائيلية» غرب مدينة طبريا… فيما استهدافات المقاومة كانت مركّزة في ضرب مراكز قوة جيش الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى