«لجنة إدارة الكوارث» جالت على مراكز إيواء ياسين: سيكونُ التنظيمُ أكثر لتنسيق المُساعدات وتأمينها للناس
جالَت «اللجنة الوطنيّة لإدارة ومواجهة الأزمات والكوارث» على مراكز إيواء النازحين، أمس، انطلاقاً من معهد «الرئيس نبيه برّي المهنيّ والتقنيّ» في بئر حسن.
بعد الجولة، عقدَ منسّقُ اللجنة وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين مؤتمراً صحافيّاً في السرايا الكبيرة استهلّه بتعزية «أهالي شهداء المجازر التي يقوم بها العدوّ الإسرائيليّ»، متمنياً «الشفاء للجرحى الذين سقطوا الأسبوع الماضي وفي اليومين الماضيين»، شاكراً «الجسم الإعلاميّ الذي يعملُ في ظروفٍ جد صعبة، ويتعرّضُ للخطر من أجل نقل صورة هذه الاعتداءات وهذا التدمير المُمنهَج».
أضاف «تتعرّضُ منذُ الساعات الماضية مدن وقرى الجنوب والضاحية الجنوبيّة لبيروت ومناطق أخرى من لبنان لأبشعِ أنواعِ التدميرِ الممنهج والقتل والمجازر، وأدّت هذه الغارات والقصف إلى سقوط حتى الآن، وفقاً للإحصاء الأخير لوزارة الصّحة العامّة نحو 540 شهيداً و1850جريحاً، من بينهم 50 طفلاً والعديد من المسعفين والعاملين في الشؤون الصحيّة والإنسانيّة والمدنيّة».
وأشار إلى أنَّ «هذا القصف وهذه المجازر أدّيا إلى تهجير عشرات الآلاف إلى المناطق الأكثر أماناً في لبنان، خصوصاً في جبل لبنان وعاليه والشوف والبقاع الغربيّ وزحلة وبيروت والشَمال وعكّار وطرابلس، ومناطق آخرى من لبنان»، لافتاً إلى أنّه منذُ ظهر أول من أمس «عندما رأينا حجم التدمير والقتل والتهجير، واضطّر الناسُ تحتَ وطأة هذه الغارات إلى ترك منازلهم، وبتعليمات من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومجلس الوزراء، فعّلنا غرفة العمليّات الوطنيّة الموجودة هنا في رئاسة مجلس الوزراء، تحت إدارة لجنة إدارة الأزمات والكوارث الوطنيّة وغرف العمليّات المناطقيّة التي يرأسها المحافظون والقائمقامون واتحادات البلديّات في المناطق».
أضافَ «فعّلنا أيضاً عمل الهيئة العُليا للإغاثة التي تقوم بإيصال المساعدات من مخزونها الآن ومستودعاتها، وبالعمل أيضاً على تأمين الحاجات الأساسيّة لإيصالها إلى النازحين، بالتعاون مع المنظّمات الإنسانيّة والصليب الأحمر والمنظّمات الدوليّة تحتَ إدارة وتنسيق مكتب الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة، والمنظّمات الشريكة الأخرى كاليونيسف وبرنامج الغذاء العالميّ وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ وغيرها من المنظّمات الإنسانيّة، وكذلك الهيئات الدوليّة التي تعملُ في لبنان».
وتابع «وبالتعاون مع وزارة التربية والوزير عبّاس الحلبي مشكوراً، فُتحَت مدارس رسميّة عدّة لتُصبحَ مراكز إيواء، وهي وصلت إلى نحو 252 مدرسة»، معلناً أنّه «وصلَ عددُ النازحين من الجنوب والبقاع إلى مراكز الإيواء المفتوحة إلى 27 ألفاً، وقمنا بوضع لوحة معلومات للتنسيق مع المحافظين والسُلطات والإدارات المحليّة لتأمين هذه المعلومات باستمرار ونحن نُحدّثها دائماً. وخلال الـ24 ساعة الماضية، بدأ تفعيل توزيع المساعدات الأساسيّة وحصص النظافة الشخصيّة ونظافة الأمكنة التي يتواجد فيها النازحون، وكذلك الوجبات الغذائيّة لحوالى 20 ألف شخص».
وأشار إلى أنَ العمل مستمرّ منذ مساء أول من أمس وطيلة بوم أمس لتأمين الحاجات الأساسيّة وقال «قمنا بجولة منذ ساعة على بعضِ المراكز التي استقبلَت أكثر من ألفيّ شخص في منطقة بئر حسن تحت إدارة المديريّة العامة للتعليم المهنيّ والتقنيّ، وكذلك مع الهيئة العُليا للإغاثة لتأمين الأمور الأساسيّة، وخصوصاً الفرش».
وأردفَ «أجرينا اتصالات مع الدول المانحة والصديقة منذُ الصباح لتأمين مساعدات فوريّة، بعضُ الدول العربيّة مستعد لإرسال مساعدات، لكنَّنا الآن في مرحلة التحضير لأمرين: إمكان قيام جسور جويّة لتقديم مساعدات إنسانيّة ملحّة خصوصاً في ما يتعلّق بمراكز الإيواء، إضافةً إلى الموضوع الطبيّ والصحيّ والقضايا التي تهتمُّ بالأطفال والأمور الملحّة للعوائل، وأيضاً القيام مع مكتب الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتّحدة لطلب مساعدات مباشرة كي تكون مؤمّنة خلالَ فترةٍ سريعة».
واعتبرَ أنَّ «هذه اللحظة فيها تحدّيات كثيرة، ومهما حقّقنا في هذه الفترة سنبقى مقصِّرين أمامَ أهلنا النازحين، هذه لحظة هي للتضامُن والتكاتُف والتكافُل بينَ بعضنا من أجل التخفيف عن أهلنا وطأة التهجير. خلال الـ24 ساعة، قمنا بهذا العمل وخلالَ الساعات المقبلة واليومين المقبلين، سيكونُ التنظيمُ أكثر، من أجل تنسيق المساعدات وتأمينها للناس، والعمل للوصول إلى كلّ الناس الذين نزحوا ليلاً إلى المدارس، ويجري الآن تأمين المساعدات لهم».