صاروخ قادر 1 إلى مقر الموساد في تل أبيب… ومليونا مستوطن إلى الملاجئ / نقاش داخل الكيان حول العملية البرية وقائد الشمال يخشى وكر الدبابير والأنفاق / هل نضج الأميركي و«الإسرائيلي» للتسليم بفشل الحزمة القاتلة وقبول وحدة الساحات؟
كتب المحرّر السياسيّ
كشفت المعلومات المسرّبة حول مشروع اتفاق يجري إنتاجه في الكواليس، وينتظر اجتماع الرئيس الأميركيّ جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يوم غد الجمعة، أن الرهان الأميركي الإسرائيلي على المضي قدماً في خطة إخضاع حزب الله بالقوة قد وصل لطريق مسدود بعدما نجح الحزب باحتواء الصدمة التي رافقت الحزمة القاتلة التي استهدفته والتي تمثلت بإخراج 10 آلاف من بيئته وبنيته من الميدان، ما يعادل 1% من البيئة المقدرة بمليون مواطن لبناني يؤيّدون حزب الله من موقع لصيق و10% من بنيته المقدر عددها بـ 100 الف مقاتل، وهو ما يماثل بقياس عدد السكان وقوام القوات المسلحة، إخراج 3.5 مليون أميركي و100 ألف جنديّ من الميدان بين قتيل وجريح، وهذا كافٍ لإسقاط دولة عظمى، لكن حزب الله خرج من المحنة واقفاً على قدميه واسترد زمام المبادرة واعداً بتفعيل جبهة الإسناد بقوة مضاعفة، ووصلت نيرانه لجعل منطقة تعادل نصف مساحة لبنان حتى عمق 65 كلم من حدود لبنان بعرض 90 كلم غير صالحة للسكن، بدأ يتزايد عدد الذين يغادرونها. وقد تسبّب هذا الانسداد أمام خطة الحرب بطرح النقاش حول العملية البرية من جهة والحرب الكبرى من جهة موازية، وتقدّم المساعي الدبلوماسية بمقترحات تقوم على الاعتراف بوحدة الساحات، وتقترح وقفاً للنار بالتزامن والتلازم بين لبنان وغزة.
النقاش داخل الكيان وضع جانباً خيار حرب المدن والتصعيد بالنيران العشوائيّة نحو العمق السكاني خشية تداعيات مماثلة على الكيان بشّر بها وصول صاروخ قادر 1 الى سماء يافا وتهديده مقرّ الموساد في تل أبيب، ما تسبب بنزول مليوني مستوطن إلى الملاجئ، ما أدى إلى استذكار ما سبق و نشرته الصحف العبرية قبل عام تقريباً عن سيناريو وطني للمعركة مع حزب الله أعدّه جهاز الأمن العام (الشاباك)، ويقول بإيقاف العمل بالمطارات والقطارات وانقطاع الكهرباء والاتصالات. وانتقل النقاش الى العملية البرية، مع مخاوف من مسارها المعقد مقارنة بالحرب مع حماس لصالح مزيد من التعقيد في الحرب مع حزب الله ومقارنة بحرب تموز 2006 لصالح مزيد من التعقيد اليوم. ورغم الكلام الصادر عن البنتاغون بأن الجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً لحرب برية مع حزب الله، تواصلت فرضية العملية البرية على إطلالة، ونقل نقاش على الهواء بين قائد المنطقة الشمالية أوري غوردون وقيادة لواء المدرعات السابع يقول فيه إن المطلوب عملية على خط التماس خشية ما وصفه بوكر النحل أو الدبابير وشبكة الأنفاق.
يجري كل هذا النقاش على خلفية ما نشره ضباط كبار عن احتفاظ حزب الله بقدرته الصاروخية الاستراتيجية منها خصوصاً، ودعوتهم لاتفاق وقف النار في غزة لضمان وقف النار في جبهة لبنان، وهذا ما جاءت به المعلومات الواردة عن المساعي الدبلوماسية الأميركية الفرنسية التي لم تتبلور بعد للتوصل الى اتفاق يلتزم التزامن والتلازم بين الجبهتين لأول مرة، وهو ما يتمسك به حزب الله، في ظل إشارات غامضة حول إمكانية قبول نتنياهو بالصيغة، رغم ما قيل عن إبلاغه لواشنطن القبول بالمبدأ والاستعداد للبحث بالتفاصيل خلال لقائه بالرئيس الأميركي جو بايدن يوم غد الجمعة.
لليوم الثالث على التوالي واصل العدو الإسرائيلي عدوانه الواسع على لبنان مستهدفاً المنازل السكنية وسيارات الإسعاف ومراكز الدفاع المدني وبعض المنشآت الاقتصادية بشكلٍ مباشر، موسعاً غاراته الى قضاء كسروان وجبيل واللقلوق وصولاً الى تخوم زحلة والبقاع، التي حصدت المزيد من الشهداء والجرحى، فيما استمرت موجة النزوح من الجنوب والبقاع باتجاه بيروت والشمال وجبل لبنان.
وبين تمادي العدو بعدوانه على لبنان وتوسيع حزب الله في المقابل شعاع النار بشكلٍ غير مسبوق شمل كامل شمال فلسطين المحتلة وصولاً الى استهداف «تل أبيب» بصاروخ «قادر واحد» الباليستي، برزت خطوط دولية للتهدئة الأول يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع الأميركيين والفرنسيين والثاني عبر الأمم المتحدة يقوده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فيما تضاربت تصريحات قادة الاحتلال العسكريين والسياسيين بين تفضيل التسوية السياسية وبين توسيع الحرب على حزب الله حتى إبعاده الى الليطاني عبر تشديد الضربات الجوية والدخول بمناورة برية. وما بين الموقفين قال رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه «لا يمكنني إعطاء تفاصيل بشأن ما نفعله، لكننا مصمّمون على إعادة مواطني الشمال إلى ديارهم»، وزعم «أننا نضرب حزب الله بقوة لم يتخيّلها ولن نستريح حتى يعود السكان لمنازلهم».
لكن الثابت حتى الآن هو الربط التفاوضي بين جبهتي الجنوب وغزة، وظهر ذلك، من خلال ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية عن وزير حرب العدو يوآف غالانت، قوله إن «الحرب في الشمال قد تؤدي إلى تسوية تشمل أيضاً استعادة الأسرى».
أما سفير «إسرائيل» لدى واشنطن مايكل هرتسوغ، فقال «إننا لا ندفع باتجاه الحرب لكن إذا لم يغير حزب الله سلوكه فلن يبقى أمامنا خيار سوى العسكري». غير أن مصادر مطلعة على موقف المقاومة شدّدت لـ«البناء» على أن «العدوان الإسرائيلي على الجنوب والبقاع والاغتيالات والمجازر لم يؤثر على قدرة المقاومة، لا على مستوى نظام التحكم والسيطرة والإمرة ولا على مستوى التواصل بين القيادة وكافة المستويات الجهادية والقتالية في المقاومة، كما لم تؤثر المجازر ضد المدنيين على معنويات المقاومين وقوتهم واستمرارهم بالدفاع عن لبنان وإسناد غزة والدليل استمرار إطلاق شتى أنواع الصواريخ على كيان الاحتلال والذي يعترف قادة الكيان وإعلامه بأنها ضربات دقيقة ومؤثرة، ولذلك بدأ يستجدي التفاوض رغم استمراره بإطلاق التهديدات وآخرها الحديث عن عملية برية». ولفتت المصادر الى أن المقاومين بانتظار الدخول البري بفارغ الصبر، لكي تكون فرصة للمقاومين لإلحاق هزيمة جديدة وكبيرة بجيش العدو تفوق بأضعاف هزيمة تموز 2006. وشددت المصادر على أن «قدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ وإصابة الأهداف الاستراتيجية أرعبت قادة الاحتلال وفاقت تصورهم، علماً أن المقاومة لم تستخدم إلا أنواعاً معينة من الصواريخ التي كانت تملك أغلبها في تموز 2006 لكن لم تحتج لاستخدامه آنذاك»، كما لفتت الى أن «إطلاق صاروخ قادر الباليستي الى تل أبيب رسالة لكيان العدو بأن المقاومة قادرة على الوصول الى ما بعد بعد حيفا والى كل كيان الاحتلال، وأنها مستعدّة للذهاب الى توسيع الحرب اذا وسع العدو حتى لو كانت حرباً مفتوحة».
كما اضافت المصادر أن أهداف العدوان لن تتحقق لا الآن ولا بحال وسع عدوانه أو دخل برياً، ولن يستطيع إعادة المستوطنين الى مستوطنات الشمال، بل وجد نفسه يتلقى موجات نزوح جديدة من مستوطنات ومدن عدة، لا سيما من حيفا، فيما من بقي يقبع في الملاجئ، مع شل الحياة الاقتصادية في نصف كيان الاحتلال على الأقل، فكيف اذا اندلعت الحرب الشاملة؟
كما شكك خبراء عسكريون عبر «البناء» بقدرة «الجيش الإسرائيلي على تدمير القوة الصاروخية لحزب الله والقادة العسكريون الإسرائيليون يعرفون صعوبة لا بل استحالة ذلك، لكن بعض القادة السياسيين يرمون تصريحات مجافية للحقيقة لخدمة الحرب النفسية والإعلامية، مشيرين الى أن الحرب البرية لن تمكن «إسرائيل» من تحقيق إنجازات أو اختراقات بل ستتكبّد خسائر كبيرة بشرية ومادية خصوصاً أنها لم تستطع تحقيق نصر عسكري في غزة بمدة عام فكم تحتاج من وقت لكي تحقق نصراً في لبنان على جبهة الجنوب مع حزب الله الذي يملك قدرات قتالية وصاروخية وبشرية تمكنه من إجهاض أهداف «إسرائيل» وتحقيق إنجازات عسكرية تقلب موازين المعركة لصالحه وبالتالي يقوى موقفه التفاوضي.
ولفت الخبراء الى أن «إسرائيل» والجيش تحديداً يخشى الدخول البري الى الجنوب بسبب الخسائر المتوقعة.
في غضون ذلك، واصلت المقاومة الإسلامية قصفها الصاروخي النوعي والعنيف والكثيف باتجاه عمق الكيان، فأعلنت في سلسلة بيانات عن استهداف مقر قيادة الموساد في ضواحي «تل أبيب»، وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي بصاروخ «قادر 1» الباليستي الذي يدخل الخدمة لأول مرة منذ بداية عمليات الإسناد. كما استهدفت المقاومة قاعدة «إيلانيا» بصلية من صواريخ فادي 1. كذلك استهدفت المقاومة مستعمرة «حتسور» وقاعدة «دادو» بعشرات الصواريخ.
وفي وقت لاحق قصف مجاهدو المقاومة مستعمرة «ساعر» بصليات من الصواريخ، ومستعمرة كريات موتسكين بصليات من الصواريخ. كذلك قصف مجاهدو المقاومة مصنع المواد المتفجّرة في منطقة «زخرون» بصلية من صواريخ فادي 3، وقصفوا للمرة الثانية مستعمرة كريات »موتسكين» بصليات من صواريخ فادي 1.
وتصدّت دفاعات المقاومة الجوية، لطائرتين حربيتين معاديتين مقابل بلدتي حولا وميس الجبل بالأسلحة المناسبة وأجبرتهما على مغادرة الأجواء اللبنانية.
وزفّت المقاومة الشهداء السعداء على طريق القدس محمد حسين علي الرباح وحسين أحمد عوالي وعباس إبراهيم شرف الدين وعلي حسن حمود.
وواصل العدو جرائمه الوحشية بحق المدنيين في الجنوب والبقاعين الغربي والأوسط، وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة بأن غارة إسرائيلية على بلدة عين قانا أدّت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة ثلاثة عشر بجروح. كما أدّت غارة على بلدة جون – قضاء الشوف في حصيلة أولية إلى استشهاد أربعة أشخاص وإصابة سبعة بجروح. وأسفرت الغارة على بلدة بنت جبيل جنوب لبنان إلى استشهاد أربعة أشخاص. أما الغارة على بلدة تبنين جنوب لبنان فأدت إلى استشهاد شخصين وإصابة سبعة وعشرين شخصاً بجروح. وأدّت الغارات المتتالية على بلدات في بعلبك الهرمل إلى استشهاد سبعة أشخاص وإصابة ثمانية وثلاثين شخصاً بجروح. وأصيب شخصان بجروح في مارون الراس وجرح شخص في عيناتا.
ومنتصف ليل أمس، أفادت إذاعة جيش الاحتلال، بأن «الجيش يشنّ موجة أخرى من الهجمات على لبنان».
دبلوماسياً، تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري تطورات الأوضاع الميدانية والسياسية على ضوء مواصلة «إسرائيل» عدوانها على لبنان كل لبنان، وأجرى لهذه الغاية اتصالاً برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي المتواجد في نيويورك لوضعه في أجواء ما قام به الرئيس بري من اتصالات واسعة لوقف العدوان.
وكشف بري في حديث صحافي أنني «أقوم بمساعٍ جدية مع أطراف دولية بينها الولايات المتحدة للجم التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان والساعات الـ24 المقبلة ستكون حاسمة في نجاح هذه المساعي أو فشلها». ورداً على سؤال عن إمكانية قبول «حزب الله» بمبدأ الفصل بين جبهة لبنان وجبهة غزة أجاب بري: «هذا المسعى يراعي عدم الفصل بين الملفين».
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول لبناني، قوله إن «حزب الله منفتح على أي تسوية بشأن غزة ولبنان»، وأفادت رويترز نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن «واشنطن تقود جهوداً جديدة لإنهاء الأعمال العدائية في غزة ولبنان»، مضيفة «الاتفاق الذي تسعى إليه واشنطن قد يشمل إطلاق سراح أسرى من غزة».
ولفتت أوساط «البناء» أن الجهد يتركز على تسوية شاملة تشمل الجبهتين اللبنانية والغزاوية بعدما اقتنع الجميع بهذا الأمر، كاشفة أن حزب الله أصرّ في آخر تواصل معه على وقف العدوان في غزة قبل وقف إطلاق النار في الجنوب.
بدوره، باشر الرئيس ميقاتي سلسلة اجتماعات دبلوماسية في نيويورك، خلال الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة، وقبيل اجتماع مجلس الأمن الدولي أمس الأول، والمخصَّص للبحث في الوضع في لبنان.
في هذا الإطار، التقى ميقاتي الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وشكر له «دعم فرنسا المستمرّ للبنان، وللجهود الّتي تبذلها لوقف الاعتداءات الإسرائيليّة، والتّوصّل إلى حلّ شامل للوضع في المنطقة».
وعقد اجتماعًا مع وزير الخارجيّة الأميركيّة أنتوني بلينكن، شارك فيه وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، والموفد الرّئاسي الأميركي أموس هوكشتاين.
وتمّ البحث في المساعي الجارية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، والتّوصّل إلى حلّ ينهي الصّراع المستمر منذ السّابع من تشرين الأوّل الماضي.
كان ميقاتي قد اجتمع صباحًا مع الموفد الرّئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، وجرى البحث في المساعي الجارية لحلّ الصّراع في غزة، ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وخلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، على هامش اجتماعات الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة في نيويورك، نوّه ميقاتي بـ»جهود العراق في الدّعوة لعقد قمة عربيّة وإسلاميّة، من أجل وقف العدوان الإسرائيلي عن لبنان وأهله، ومنع انتشار الصّراع في المنطقة».
بدوره، أكّد السّوداني أنّ «الإسناد الحكومي بالوقوف مع لبنان، يعبّر عن موقف العراقيّين جميعًا، وفي مقدّمتهم المرجعيّة الدّينيّة وسائر مكوّناتهم وأطيافهم الاجتماعيّة»، معلنًا «استعداد العراق لدعم لبنان في مختلف الاتجاهات، لتجاوز هذه الأزمة، من خلال المسار السّياسي أو الجانب الإنساني». ولفت إلى أنّ «العراق دعا لقمة عربيّة وإسلاميّة لحلّ هذه الأزمة واتخاذ مواقف قويّة إزاء العدوان، مع فشل المنظومة الدّوليّة في الدّفاع عن حقوق الإنسان في لبنان وفلسطين وحماية أرواح شعبيهما»، مشدّدًا على أنّ «الحكومة العراقية لن تتأخّر في توفير كلّ الإمكانيّات المطلوبة لدعم الأشقّاء في لبنان».
من جهته، عبّر وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب عن خيبة أمله إزاء تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الأزمة المتصاعدة بين لبنان و«إسرائيل»، لكنه قال إنه يأمل في أن تتمكن واشنطن من التدخل للمساعدة. وقال بوحبيب عن خطاب بايدن في الأمم المتحدة في وقت سابق من الثلاثاء إنه لم يكن قوياً ولا مبشّراً ولن يحلّ هذه المشكلة. وأضاف أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكنها حقاً إحداث فارق في الشرق الأوسط وفي ما يتعلق بلبنان. وقدر وزير الخارجية خلال فعالية نظّمتها مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة عدد النازحين جراء التصعيد بين «إسرائيل» وحزب الله في الجنوب بنصف مليون نازح.
في المواقف، شدّد الإمام السيد علي الخامنئي، خلال لقائه جمعًا من الناشطين والقادة والمضحين القدامى خلال مرحلة الدفاع المقدّس على أنه «لو كان بإمكان الكيان الصهيوني الخبيث هزيمة المقاومة، في فلسطين ولبنان، لما عمد إلى ارتكاب الجرائم بحق المدنيين»، مشددًا على أن «النصر النهائي سيكون لجبهة المقاومة وجبهة حزب الله». كما شدّد على أنّ الاغتيالات لن تهزّ حزب الله؛ لأن لديه من الثبات ما يجعله لا يهتز بفعل هذه الضربات، مشيرًا الى أنّ المقاومة تكبدت الخسائر، ولكنها هي المنتصرة في هذه الحرب، وقوة حزب الله أكبر من أن تنهزم أمام العدو.
وذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريح له من الأمم المتحدة، أن «لـ«إسرائيل» الحق في الدفاع عن نفسها لكن الحرب في غزة استمرت أكثر مما ينبغي». وشدد ماكرون، على أنه «يجب ألا تكون هناك حرب في لبنان»، في ظل العدوان الإسرائيلي الجوي الواسع على لبنان.
الى ذلك، اجتمع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مساء امس الأول، في قصر الصنوبر مع سفراء مجموعة الخماسية. وتم خلال اللقاء البحث في توحيد الجهود، واطلاع الدول الأعضاء في اللجنة على اتصالاته التي تمّت على صعيد المنطقة، كذلك وضعهم في أجواء اللقاءات التي قام بها والتي شملت كافة المسؤولين والرؤساء والاحزاب من الأطياف السياسية كافة، والإصرار على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في هذه الظروف. ووفق معلومات «البناء» فإن المبعوث الفرنسي لم يحمل أي مقترح جديد لحل الأزمة الرئاسية، في ظل تمسك القوى السياسية بمواقفها إضافة الى تباين في المواقف بين أعضاء الخماسية والانشغال الدولي بالحرب بين حزب الله و«إسرائيل».